إستقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض الذي وضعه في أجواء جولة خارجية قام بها الأسبوع الماضي، بتنظيم من مكتب "اليونيسف" في بيروت، على رأس وفد من رؤساء جمعيات طب الأطفال في لبنان، شملت جنيف والدنمارك حيث عقد الوفد اللبناني لقاءات مع منظمة الصحة العالمية والمفوضية العليا للاجئين، والاتحاد العالمي للقاح، والصليب الأحمر الدولي، واتحاد جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز.
وعرض الوزير الأبيض نتائج الزيارة خلال مؤتمر صحافي عقده في السرايا، وقال: "إن المحادثات تركزت على النظام الصحي الهش في لبنان بسبب انعكاسات الوضع الاقتصادي الصعب، وكيفية تدارك هشاشة الوضع الصحي في أي بلد لأنها ستنعكس حتما على الوضع الصحي المترابط في الإقليم. وقد برز اهتمام من قبل المسؤولين الدوليين بتعزيز النظام الصحي في لبنان سواء عبر استمرار المساعدات أو تقوية الأنظمة الموجودة".
أضاف: "إن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تادروس غبرياسوس أكد كل الدعم للبنان بما ينعكس، بالاضافة إلى المساعدات المباشرة، على أمور تتعلق بدعم عدد من البرامج والمشاريع سواء على مستوى الرعاية الصحية الأولية أو الانتقال الرقمي ومكننة الأنظمة في مستودع الأدوية في الكرنتينا والمستشفيات الحكومية ومراكز الرعاية".
وتابع: "إن البحث مع مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي تناول الجهود التي بذلها لبنان لاحتواء اللاجئين الذين بلغ عددهم ثلث عدد السكان ، وقد عبر غراندي عن تقديره للبنان في هذا المجال في مقابل تأكيد الجانب اللبناني عدم القدرة على الاستمرار بما يتم القيام به من دون المزيد من المساعدة".
وقال: "إن غراندي أبلغني تفهمه والمفوضية للوضع والتزامهم تقديم المساعدة علما بأن الوضع الضاغط الجديد والأزمة العالمية الناشئة تستقطب اهتمامات العالم على كل ما يحصل بأوكرانيا حيث فاق عدد اللاجئين مليوني ومئتي ألف شخص في فترة زمنية قصيرة".
ولفت الوزير الأبيض إلى "ضرورة حضور لبنان الدائم في الاجتماعات الدولية لضمان تلقي ما يحتاج إليه". وأكد "أهمية الاجتماع المتعلق باللقاحات وخصوصا أن نسبة التحصين تراجعت في لبنان بشكل ملحوظ وهو مدعاة قلق في ضوء ما يتردد في الإقليم عن تشخيص حال شلل أطفال، وفي الواقع إنه لمؤشر خطر جدا أن يتم تسجيل حالات لمرض إعتقدنا أننا قضينا عليه".
وأعلن أنه "طالب بإعطاء لبنان استثناء للحصول على اللقاحات بأسعار زهيدة جدا بهدف استرجاع نسب التحصين السابقة، ما لقي تجاوبا من المسؤولين المعنيين. وبالنسبة إلى الاجتماعات مع مسؤولي الصندوق العالمي (Global Fund) تم تأكيد استمرار دعم لبنان في مجال الأنظمة الصحية وبرامج السل والإيدز".
أضاف: "إن جولتنا في الدنمارك، تضمنت لقاءات في وزارة الخارجية والتنمية لمتابعة المشاريع المنفذة في لبنان والبحث في كيفية تعزيزها. كما كانت لقاءات مع كل من Novo Nordisk وشركة Novo Nordisk Foundation وهي من الشركات الرئيسية المتخصصة بالعناية بمرضى السكري وعلاجات الأنسولين. وتركز البحث على كيفية اعتماد برامج خاصة لمرضى السكري لضمان حصولهم على حاجاتهم الكاملة من العلاج، بالاضافة إلى تطوير مستوى العناية بمرضى السكري في مراكز الرعاية التابعة لوزارة الصحة العامة. وتم الإقرار بمساعدات ومشاريع ترتبط بالتحول الرقمي وتطبيقه على تتبع علاجات السكري حيث ستتم متابعة الموضوع مع الجمعية اللبنانية لأطباء السكري".
وتابع: "أما الاجتماعات مع مسؤولي الصليب الأحمر الدولي فاستعرضت مختلف المشاريع المنفذة مع وزارة الصحة العامة سواء على صعيد مراكز الرعاية او المستشفيات الحكومية والمشاريع التي سيتم تنفيذها في مستشفى طرابلس الحكومي مع وكالة التنمية الفرنسية".
وأشار الوزير الأبيض إلى "أهمية الاجتماعات التي عقدت مع اليونيسف الشريك الأساسي للبنان في قطاعي الصحة والتعليم، وتم إيلاء اهتمام خاص لسبل تعزيز طب الطوارىء والعناية الفائقة عند الأطفال والخدج سواء عبر مساعدات أو تعزيز النظم الموجودة. وكانت زيارات لمستودعات اليونيسف التي عرضت استمرار المساعدة للبنان في مجالات مختلفة من بينها تنظيم عملية توزيع الدواء والمواد الطبية حيث تعتزم وزارة الصحة العامة إعادة افتتاح مستودعات الكرنتينا، وتسعى إلى أن تكون ممكننة وتعتمد نظاما رقميا يتيح التأكد من وصول الدواء إلى صاحب الحق فيه".
وختم مبديا ارتياحه لكون جولته الخارجية أسفرت عن "وعود وتأكيدات باستمرار الدعم للبنان"، مضيفا في الوقت نفسه أنه "على لبنان الاسراع في تطوير نظمه للإعتماد على نفسه لأنه من الواضح أن هناك اهتمامات أخرى تبرز على الصعيد العالمي".
وبالسنة إلى انعكاس أزمة أوكرانيا على النظام الصحي في لبنان، أوضح وزير الصحة أنه "في ملف الدواء ليس من توقعات سلبية لأن لبنان لا يستورد دواء من أوكرانيا ولكن الغلاء في أسعار المحروقات سيؤثر على المستشفيات، ومن المؤكد أن الأزمة العالمية ستزيد من هشاشة وضعنا. كما أن المنظمات الدولية المانحة قد تعدل أولويات اهتمامها، وما يهم لبنان هو استمرار الاهتمام الدولي به إلى جانب العمل على تقوية نظامه الصحي وتعزيزه".