أطلق الاتحاد الأوروبي المشروعين الأولين للرعاية الصحية في مركز كراغوزيان الصحي الاجتماعي للرعاية في برج حمود، برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني، في إطار حزمة بقيمة 70 مليون يورو من الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد لدعم القطاع الصحي في لبنان لجميع من هم في حاجة إلى خدمات ذات جودة في مختلف أنحاء البلاد.
حاصباني
وألقى الوزير حاصباني كلمة قال فيها: "يسعدني أن أكون معكم في مركز من مراكز الرعاية الصحية الاولية في الشبكة الوطنية تحت إشراف وزارة الصحة العامة ودعمها لأرى العمل الجدي الدؤوب على الارض الذي يخدم الانسان أولا ويعنى بخط الدفاع الصحي الاول على الاراضي اللبنانية كافة".
أضاف: "إن الرعاية الصحية الأولية هي أساس وقاعدة في الرعاية الصحية الشاملة، وهي مدخل أساسي في السياسات التي رسمناها للقطاع الصحي، ونحن نعمل دائما على تطبيقها. ولذلك، تأتي أهمية الرعاية الصحية الاولية، ليس فقط لنا في وزارة الصحة بالدرجة الاولى، بل لكل المنظمات الدولية المعنية بالقطاع الصحي والانساني، لأنها تتحمل عبئا كبيرا عن المستشفيات والرعاية الصحية المتقدمة، ولانها تحمي المريض من تطور المرض وتمنع انتشار الامراض المعدية وغير المعدية من خلال تأمين اللقاحات والعلاجات الاولية والاهتمام الصحي الاولي".
وتابع: "ولذلك، أرى منظمات دولية ومحلية عدة مهتمة، ولكل منظمة هدف واضح معين ومحدد، لكن هناك هدفا واحدا يجمع الجميع، فكل المنظمات والدول تدعم وكل المؤسسات المحلية والوطنية تعمل وأيضا وزارة الصحة العامة، والهدف الأساسي هو تأمين رعاية صحية لاكبر عدد من الناس لمنع انتشار الامراض المعدية وغير المعدية ولتخفيف الاعباء عن النظام الصحي المتكامل لكي تكون منظومة كاملة في خدمة صحة الانسان. ولكي تعمل هذه المنظومة بشكل منتظم وفعال، تكون وزارة الصحة في صميم التنسيق والعمل. ولذلك، نتمنى ان يكون كل نطاق العمل اليوم وفي المستقبل وكل الدعم الذي يأتي الى مراكز الرعاية الصحية الاولية في لبنان والشبكة الوطنية منسقا ومنظما دائما ومرتبطا مباشرة بالجهة الرسمية الوحيدة في لبنان التي بإمكانها تنظيم هذا العمل برؤية شاملة ومتكاملة وفعالة، وهي وزارة الصحة العامة".
وأردف: "نشكر جهود كل المؤسسات والجمعيات والمنظمات الدولية والمحلية لدعمها ومساعدتها الرعاية الصحية الاولية لنتمكن من تقديم الطبابة إلى أكبر عدد من الناس ونتمكن أيضا من تأمين الاستمرارية لهذه الرعاية لجميع اللبنانيين على الاراضي اللبنانية، بغض النظر عما اذا كان هناك نازحون على الاراضي اللبنانية أم لم يكن، لان استمرارية هذا القطاع واستمرارية الرعاية الصحية الاولية في لبنان أيضا ستكونان اساسا في الرعاية الصحية الكاملة والشاملة التي تغطي جميع اللبنانيين الذين ليست لديهم جهة ضامنة من أي مكان، وستكون، وهي اليوم، مراكز الرعاية الصحية الاولية مدخلا اساسيا الزاميا للرعاية الصحية الشاملة مع ملفات صحية كاملة الكترونية لكل مواطن، تمكنه من التحول الى المستشفيات لاجراء علاجات اكثر تعقيدا اذا احتاج اليها وتخفف عنه عبء الفحوص الاضافية وعناء العلاجات الطويلة اذا لم يكن لديه ملف صحي وتاريخ صحي واضح".
وأكد حاصباني أن "مراكز الرعاية الصحية الأولية هي خط دفاع أول للصحة العامة لمنع انتشار الأوبئة والامراض المعدية أو غير المعدية".
وجدد شكره ل"كل المنظمات، وتحديدا اليوم للاتحاد الاوروبي، لهذا الدعم الخاص الذي قدمه لتأمين كلفة متدنية جدا ومدروسة للرعاية الصحية الاولية لمن يحتاجون إليها على الاراضي اللبنانية عبر مراكز رعاية صحية مضمونة وناجحة كمركزكم هذا في برج حمود".
لاسن
من جهتها، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن: "إن الاتحاد الأوروبي يتعاون بشكل وثيق مع وزارة الصحة العامة لتقوية القطاع الصحي في لبنان. ونحن نعمل يدا بيد للمساهمة في وضع نموذج مستدام للمستقبل، وإلغاء عوائق التكلفة التي تمنع البعض اليوم من الحصول على خدمات الرعاية الصحية الضرورية، مع استعدادنا لدعم لبنان في تحقيق "الرعاية الصحية الشاملة"، وفقا لأهداف التنمية المستدامة بحلول سنة 2030".
تشان
وأمل المدير القطري للهيئة الطبية الدولية في لبنان إدوارد تشان في "أن يؤدي البرنامج إلى نظام رعاية صحية أولية في لبنان يطلبه من هم في حاجة إلى الرعاية الصحية الأولية من دون أن يقلقوا حيال التكاليف أو الجودة".
جيرار
بدورها، قالت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار: "يجسد هذا البرنامج بشكل كبير طريقة عمل المفوضية والاتحاد الأوروبي معا تحت مظلة وزارة الصحة العامة لدعم المؤسسات اللبنانية. ويعود هذا الدعم بالفائدة على اللبنانيين ومجتمعات اللاجئين على السواء، وسيترك أثرا إيجابيا في لبنان لوقت طويل بعد انتهاء الأزمة".
وكانت شهادة للسيدة سونا، التي حصلت على المساعدة الطبية لطفليها، ووجدت خدمات ذات جودة بتكلفة مقبولة في مركز "كراغوزيان الصحي الاجتماعي للرعاية" في برج حمود، وهو واحد من بين العديد من المراكز المدعومة من الاتحاد الأوروبي.
بيان الاتحاد الأوروبي
وأشار بيان للاتحاد الأوروبي إلى أن "المشروع الأول الذي تنفذه الهيئة الطبية الدولية وشريكاها منظمة الإسعاف الأولي ومؤسسة النهوض الاجتماعي، سيدعم نظام الرعاية الصحية الأولية في لبنان. وتندرج الرعاية الصحية الأولية في صلب النظام الصحي، وهي تتجاوز إطار معالجة الأمراض لتوفر ظروف تقديم رعاية شاملة يسهل الوصول إليها ومرتكزة على المجتمع للجميع. وسيضمن المشروع استفادة أكثر من 500,000 شخص ممن هم في حاجة إلى خدمات ذات جودة وبتكلفة مقبولة لمعالجة حالات على غرار سوء التغذية والصحة العقلية، وتلقي الدعم النفسي والاجتماعي الضروري. أما المشروع الثاني، في إطار الحزمة، فيدعم مراكز الرعاية الصحية الثانوية من خلال المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وقد ساهم الاتحاد الاوروبي في برنامج الرعاية الصحية الثانوية للوكالة الأممية التي دعمت أكثر من 83,000 لاجىء أدخلوا إلى الطوارئ أو إلى الولادة في المستشفيات في لبنان خلال عام 2017 وأكثر من 35,000 حالة استشفائية منذ كانون الثاني الماضي.
ولفت إلى أن "دعم الاتحاد الأوروبي للقطاع الصحي يشكل استجابة ضرورية وطارئة للمهمة الضخمة التي تقع على عاتق لبنان الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم. ومنذ عام 2014، نفذ الاتحاد الأوروبي مشاريع بقيمة إجمالية تصل إلى 173 مليون يورو، ليصبح الجهة المانحة الأولى لهذا القطاع مساهما بشكل كبير في قدرة السلطات اللبنانية على تلبية الحاجات الصحية الأساسية للسكان".