جبق يؤكد المحافظة على قطاع الدواء والتصنيع والإستيراد ولكنه يطلب تعاونًا شفافًا
"نشجع تصنيع الدواء في لبنان بما يشمل أدوية الأمراض المزمنة"
مثل وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في افتتاح "المنتدى العربي التاسع للصناعات الصحية" في أوتيل لورويال- ضبيه، بحضور ممثل رئيس مجلس الوزراء النائب هنري شديد وممثل قائد الجيش اللبناني العميد غسان الحلو وشخصيات نيابية وإدارية ونقابية وعسكرية وممثلين لمصانع الأدوية المحلية والعالمية ومشاركين في المعرض المواكب للمنتدى.
حمل المنتدى عنوان: "لبنان يتكلم رعاية صحية" ويناقش الأساليب الحديثة في إدارة القطاع الدوائي في لبنان، بالتعاون بين كل من وزارة الصحة ونقابة مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات في لبنان، ونقابة مصانع الأدوية ونقابة الصيادلة وتجمع شركات الأدوية العالمية في لبنان.
جبق
وقد ألقى الوزير جبق كلمة أكد فيها أن فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شرفه بتمثيله في حفل افتتاح المنتدى الذي يتمحور حول الدواء وحمّله تحياته للجميع وتمنياته بالنجاح والتوفيق كما كلفه أن يخص بالتحية السادة المشاركين من دول شقيقة وصديقة متمنياً لهم طيب الإقامة في ربوع بلدنا الحبيب لبنان. فشكراً جزيلاً لكم جميعاً.
أضاف وزير الصحة العامة أن رعاية فخامة الرئيس للمؤتمرات واللقاءات العلمية له من الدلالات المهمة ما يجب التوقف عنده ، وهي: تأكيد ما يوليه فخامته ونحن معه، من أهمية لهذه المؤتمرات التي تنظمون وما تنظمه أيضاً النقابات المهنية والجمعيات العلمية والقطاعين الخاص والأهلي. وكلها تهدف إلى المحافظة على السمعة الحسنة والعراقة لسوقنا الصحية على مستويي المؤسسات والعاملين فيها. وقال: باسم فخامة الرئيس وباسمي أهنئكم على انعقاد هذا المنتدى الذي يضم نخبة من الخبراء في المجالات الصحية عموماً والدواء خصوصاً آملين أن يساهم في تعزيز المعرفة وتطوير الخبرات لما فيه خير شعوبنا وأمتنا.
وتابع الوزير جبق كلمته مؤكدًا إن أهمية هذا المؤتمر تكمن في أنه يتطرق إلى العديد من القضايا الحديثة المتعلقة بالصحة العامة وتلك المتعلقة بالدواء والتشريعات المعتمدة. واقتراح التعديلات الضرورية المناسبة للنصوص القانونية بهدف امتلاك القدرة على تحديث القوانين والمراسيم والقرارات المنظمة للدواء تصنيعاً وتخزيناً واستهلاكاً. وقال: كلنا ثقة من أن تعزيز العلاقة والتنسيق بين قطاع الصيدلة الخاص ووزارة الصحة العامة سيؤدي حكماً إلى تأمين أجود الأدوية للمريض، باعتبار أن العناصر المكونة للنظام الصحي اللبناني مترابطة فيما بينها وأي خلل في إحداها ينعكس سلباً على النظام الصحي ككل.
وأردف وزير الصحة العامة مؤكدًا أننا في الوقت الذي نعمل فيه على ضبط سوق الدواء المحلي وتطوير فعاليته وخصائصه وضمان جودته، نعمل أيضا على تطوير نظامنا الصحي في مجالات الاستشفاء ورفع مستوى الخدمات ونوعيتها وتعزيز المستشفيات الحكومية والتنسيق والتعاون الدائم مع المستشفيات الخاصة ، وكذلك تطوير أداء وانظمة وخدمات الرعاية الصحية الأولية والمتابعة الدقيقة لسلامة الغذاء ومواصفاته. كل ذلك لقناعتنا بأن المهمة الأساسية التي يتوجب علينا العمل عليها هي ضبط الانفاق وترشيده وتفعيل الرقابة والمحاسبة واحياء مشاريع تحفظ صحة المواطن وهناك إمكانات ممكنة لذلك ولكن لا بد من الاشارة الى صعوبات مركبة ابرز ملامحها الصعوبات المالية التي يواجهها بلدنا. ومن هذا المكان يهمنا التأكيد على توجهنا نحو تعزيز دور مراكز الرعاية الصحية الاولية وتجهيزها وهي منتشرة في كل الاقضية والمحافظات وآخذة بالازدياد تلبية لحاجات المواطنين وتخفيف الضغط عن المستشفيات لتصبح قادرة على تلبية القسم الأكبر من الحاجات الصحية للمواطنين.
وأوضح أن السياسة التي بدأنا بتنفيذها تقوم على خفض الاسعار وتأمين الادوية البديلة ذات الجودة المرتفعة لكن باسعار مخفضة ما سينعكس وفراً في موازنة الدواء، تتيح المجال لتوفير الخدمات لعدد اكبر وتخفف من ديون الوزارة لمستوردي الدواء والمستشفيات وتأمن حاجة المرضى من الأدوية المرتبطة بالأمراض المزمنة والأمراض السرطانية وتلك المستعصية والتي تقارب سنوياً الثمانين مليون دولار. وفي هذا السياق لفت الوزير جبق إلى أن فاتورة الأدوية المستعصية بلغت هذه السنة مئة وستين مليون دولار.
وتابع الوزير جبق لافتًا إلى أهمية التركيز على نقاط عملية أساسية على مستوى عالمنا العربي، كون هذا المنتدى أقرب إلى أن يكون إقليميًا عربيًا منه إلى مؤتمر محلي. والنقاط هي:
أولاً: توحيد معايير التصنيع الجيد ليصبح لدينا GMP عربي .
ثانياً: توحيد معايير تسجيل الأدوية بين الدول العربية CTD. فحالياً كل دولة عربية لها CTD خاص بها.
ثالثا : الأخذ بالاعتبار المصالح الوطنية لكل شريك وأن يُعتمد مبدأ التعامل بالمثل في تسجيل الأدوية ودخولها للأسواق العربية.
رابعا : تطبيق التوصيات التي ستخرج من أعمال هذا المؤتمر لخصوصية وجود جميع الشركاء “Public Private” والتي ترتبط برفع مستوى القطاع وما يعود بالخير على الجميع والاهم على صحة المواطن .
ثم توجه وزير الصحة العامة إلى الحضور قائلا: طيلة مدة ولايتنا سنحافظ على قطاع الدواء والتصنيع والإستيراد إلى أقصى الدرجات الممكنة لكن المطلوب منكم القليل من التعاون. فنحن في دولة ترزح تحت أعباء مالية صعبة والمطلوب منكم التعاون. وأبدى ارتياحه لكونه التقى بمستوردين بدأوا العمل على تقليص أسعار الأدوية، وهذه نقطة إيجابية يمكن البناء عليها لتحقيق تعاون شفاف.
وأكد أنه يشد على أيدي العاملين في صناعة الدواء في لبنان، ويدعو العاملين في هذه الصناعة إلى أن يكثفوا هذه الصناعة فلا تقتصر على الأدوية الكلاسيكية بل تطال الأدوية المرتبطة بالأمراض المزمنة.
وختم وزير الصحة مهنئًا الجميع على جهودهم وإنجازاتهم مؤكدًا أن أبواب وزارة الصحة مفتوحة أمام الجميع للمساهمة في تطوير أنظمة العمل خاصة بالدواء.
وقائع حفل الإفتتاح
المنتدى كان قد بدأ بالنشيد الوطني اللبناني فكلمة ترحيب ألقتها السيدة أليس بويز رئيسة مجموعة MCE المنظمة للمنتدى. وقد أكدت أن القطاع الصحي حيوي وفاعل في الدورة الإقتصادية اللبنانية.
ثم تحدث السيد أرمان فارس فلفت إلى أن رعاية فخامة رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون لافتتاح المنتدى تؤكد على أهمية هذا اللقاء وتقدم بالشكر لفخامته وبالتمنيات الحارة لكي يوفقه الله في قيادته الحكيمة لتحقيق إنماء الوطن العزيز وامنه ورفاهيته. كما تقدم بالشكر لممثل فخامة الرئيس وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق الذي بدأ يقود سفينة الصحة في ظروف اقتصادية صعبة متميزا بهدوء وموضوعية وقدرة على الاستماع والانفتاح على جميع الافرقاء. وأكد لوزير الصحة الوقوف إلى جانبه لبناء مدماك متين من الخدمات الصحية والدوائية. وأوضح أن المنتدى سيعالج مواضيع مهمة تشمل: أسس صنع القرار في مجالات الجودة والتغطية والكلفة، وتطوير البيئة التنظيمية لمواكبة الإبتكارات الدوائية، وإيجاد الوسائل الآيلة إلى تسهيل الإستحصال على أدوية المستقبل بأسرع وقت وبكلفة واقعية ومبرمجة، والرعاية التلطيفية للعلاجات المزمنة والمؤلمة.
معوض
ثم تحدث الطبيب اللبناني غابي معوض عن تجربته الناجحة في حقل الصحة وقال إن النجاح في الطب يتطلب إعطاء الدور الأساسي للمريض وليس للطبيب أو لشركة الدواء. فالقيادة ليست سلطة بل مسؤولية وخدمة. وشدد على أهمية الأبحاث وقال: كي يكون لدينا نظام صحي جيد يجب أن تكون لدينا أرقام للمقارنة والدراسة. وهذا واجب وطني أن يكون لدى النقابة والمستشفيات أرقام وإحصاءات للمقارنة. وختم معوض الذي يعيش خارج لبنان بالتشديد على أهمية هذا الوطن وضرورة إدراك قيمته المميزة.
الجلسات
أما جلسات المنتدى فبدأت بحوار مفتوح مع مدراء عامين وومثلي الجهات الضامنة في لبنان من وزارة الصحة العامة، صندوق الضمان الإجتماعي، الطبابة العسكرية وتعاونية موظفي الدولة أداره مدير عام وزارة الصحة العامة الدكتور وليد عمار وتناول موضوع إدارة القرارات في الجودة، التغطية وتكلفة الدواء.
تلتها الحلقة الثانية التي حملت عنوان " تطوير البيئة الملائمة للأدوية المستقبلية" والتي ترأستها رئيسة نقابة مصنعي الأدوية في لبنان الدكتورة كارول ابي كرم وحاضر فيها السيد غراهام لويس – نائب رئيس Global Pharma Strategy IQVIA والدكتور فادي ربعمد من شركة سانوفي والدكتورة ماري لويز أبي حنا خبيرة في الشؤون التشريعية في نقابة مصنعي الأدوية في لبنان.
اما الحلقة الثالثة فحملت عنوان " الطريق نحو الأدوية" والتي أدارتها الدكتورة رندا عون – مديرة شؤون الشركات في شركة Pharaon Healthcare وحاضر فيها البروفسور حازم عاصي من الجامعة الأميركية في بيروت، البروفسور ماري كلير انطكلي من مستشفى اوتيل ديو والدكتور مارسيل باسيل من شركة بنتا.
بعدها استقبل المنتدى نائب رئيس مجلس الوزراء الاستاذ غسان حاصباني في محاضرة عن " مهارات الإنسان من العلوم، الى التواصل ، الى القيادة" في إطار جلسة تفاعلية مع الحضور وأخيراً الجلسة الختامية لإصدار توصيات المنتدى التي سترفع الى المسؤولين والمعنيين في شؤون الدواء في لبنان.