ملتزمون إعادة إعمار القطاع الصحي الذي أثبت العاملون فيه أنهم أبطال
تابع وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض جولته على المستشفيات في محافظتي الجنوب والنبطية، وتفقد مستشفى تبنين الحكومي، حيث اطلع على الاضرار الكبيرة التي تعرض لها المستشفى، نتيجة الإعتداءات الإسرائيلية.
وكان في استقباله رئيس اتحاد بلديات القلعة وبلدية تبنين الأستاذ نبيل فواز ورئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور محمد حمادي وعدد من أعضاء الكادر الطبي في المستشفى.
وألقى الوزير الأبيض كلمة إستهلها بالقول: "إن من أقل واجباتنا أن نأتي إليكم ونقول لكم شكرًا. شكرًا على الصمود وسط أزمة كبيرة جدا مررنا بها ووسط ظروف بالغة الصعوبة، علمًا بأننا لن نستطيع بالكلام أو بالأفعال أن نفيكم جزاء ما قمتم به، فهذا الأمر عند رب العالمين الذي عنده وحده جزاء أعمالكم وجهودكم الخيرة والمباركة. إن الأزمة التي عشناها كانت تتطلب أبطالا وكنتم أنتم، في القطاع الصحي، أبطالنا في مواجهة الأزمة".
وذكّر وزير الصحة العامة بصمود المستشفى خلال الحرب، رغم تعدد الضربات حولها. وقال إنه اتصل حينها بالدكتور حمادي وأكد له دعمه في أي قرار يتخذه سواء كان إخلاء المستشفى أم الصمود فيها. ولفت الوزير الأبيض إلى أنه كان يعتقد بأنه سيتخذ قرار الإخلاء، نظرًا للحجم الكبير لاعتداءات العدو الإسرائيلي التي كانت تستهدف القطاع الطبي والصحي والإسعافي، حيث من الواضح أنه اعتمد خطة تحويل كل جريح إلى مشروع شهيد، وتدمير المؤسسات بحيث لا تبقى مؤسسة صحية تقدم الخدمات لمجتمعنا فيحصل القتل والتهجير والتدمير".
وتابع وزير الصحة العامة لافتًا إلى أنه فوجئ عندما أبلغه الدكتور حمادي قراره بالبقاء إلى جانب أهلنا. وتابع الدكتور الأبيض موجهًا التحية إلى كل عامل في هذا المستشفى، سواء في النظافة والحراسة والأمن والإدارة أم في القطاع التمريضي والطبي، مؤكدًا أنهم "رفعوا إسم القطاع الصحي في لبنان وصمدوا باللحم الحي وبسببهم صمد البلد وخرج من الأزمة الكبيرة ورأسه مرفوع، ولم يستطع العدو تنفيذ مخططاته".
أضاف الوزير الأبيض أن المهم سيكون في ما يأتي.
ولفت إلى "أننا ندخل في مرحلة إعادة إعمار"، مؤكدًا الإلتزام بإعادة إعمار القطاع الصحي والإستشفائي ولا سيما المستشفيات الحكومية لتعود أفضل مما كانت عليه، مضيفا أن "هذه المستشفيات تثبت تكرارًا أنها في الأزمات الملاذ الأول والأخير". وأكد التواصل مع البنك الإسلامي والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية لدعم مستشفى تبنين وإعادة إعمار أقسامها المتضررة وتجهيزها بالمعدات اللازمة وذلك بسرعة، كي يستمر المستشفى بتقديم خدماته لأهلنا، ومن بينهم النازحون الذين لن يتمكن عدد منهم من العودة إلى بلداتهم التي ستتطلب إعادة إعمارها وقتًا".
وأعلن وزير الصحة العامة أن "العام 2025 لن يكون فقط عام تحسين أمور مستشفى تبنين، بل سيكون عام افتتاح مستشفى بيت ليف، الذي تعجل وزارة الصحة في تحويل الاعتمادات التي رصدت للمستشفى".
وأكد أن الوزارة تدعم التعويض على العاملين في مستشفى تبنين، مؤكدًا أنه "مهما اتخذ من خطوات، سيبقى التقصير قائمًا نظرًا للجهد الذي حصل".
وبالنسبة إلى النازحين، أوضح الإستمرار في تغطية المرضى الذين يأتون إلى الطوارئ ولا يحتاجون إلى دخول مستشفى، من ضمن برنامج بدأ تطبيقه قبل ثلاثة أسابيع علمًا بأنه في المستشفى الحكومي ليس من سقف.
وختم الوزير الأبيض: "لدينا عدو يمتلك مقدرات كثيرة حصل عليها. ولكن الأمم والشعوب ليست في المقدرات بل في العزيمة والإرادة، وأنتم أظهرتم عزيمة وإرادة صلبة وإن شاء الله سنعيد إعمار ما تهدم لبناء مستقبل أفضل".
كما كانت كلمتان لكل من فواز وحمادي، نوها فيهما بالدعم المستمر الذي تقدمه وزارة الصحة العامة، مؤكدين الإستمرار في الوقوف إلى جانب الأهالي وسط كل الظروف.