بعد شهرين وعشرة أيام من التحديات الصحية والطبية الهائلة التي واجهها النظام الصحي اللبناني، تتوجه وزارة الصحة العامة بالتحية والشكر للعاملين الصحيين من أطباء وممرضات وممرضين ومسعفين في مختلف المناطق اللبنانية والذين لم يبخلوا بأرواحهم وسقط منهم مئتان واثنان وعشرون شهيدا، غالبيتهم من فرق الاسعاف التي أظهرت شجاعة لا مثيل لها في تأكيد الالتزام بالعمل الانقاذي الإنساني رغم كل المخاطر التي واجهت هذه الفرق والاعتداءات التي لاحقتها.
وتنوه الوزارة بصلابة وتعاون النظام الإستشفائي بجناحيه العام والخاص والذي ورغم خروج مستشفيات عن الخدمة وتضرر عدد منها، بقي صامدا يلبي حاجة الجرحى والنازحين للعلاجات السريعة والفعالة فلم يتم، تحت أي ظرف من الظروف القاسية والقاهرة والصعبة، التخلف عن واجب تقديم الخدمة الطبية بحق كل من كان بحاجة إليها. كما تلفت الوزارة في هذا المجال إلى الدور الإيجابي والفعال الذي قامت به نقابات المهن الصحية الدوائية في تأمين احتياجات اللبنانيين.
وتؤكد الوزارة أنه لم يكن للبنان واللبنانيين القدرة على مواجهة هذه المحنة الكبيرة والقاسية والتي تعتبر من أعتى الازمات، لولا التعاون والتشبيك بين مختلف قطاعات النظام الصحي في سياق خطة الطوارىء التي أثبتت نجاعة التحضير الاستباقي وفعاليته.
وهي مناسبة للتوجه بالشكر كذلك إلى الدول الشقيقة والصديقة والشركاء في المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية. فالكل لم يبخل بتقديم الدعم الذي أحاط بلبنان تأكيدًا أنه لم يكن وحده في هذا الظرف العصيب، بل بالعكس لقي لبنان الدعم الكبير من أصدقائه وأبنائه المنتشرين والمغتربين الذين تحق لهم أجمل التحيات.
ومع وجود العديد من الشركاء الواجبة تحيتهم ولا مجال لتعدادهم جميعا ومن بينهم الاعلام اللبناني والعربي، يهم الوزارة توجيه التحية القلبية الخالصة والخاصة لكل العاملين فيها لأنهم وعن حق لم ينقطعوا يوما واحدا عن تسيير شؤون المرضى والمراجعين.
ختاما، تحرص الوزارة على تسليط الضوء على ما لمسته في الشهرين الماضيين بشكل خاص من قوة إرادة وإصرار لدى اللبنانيين للتغلب على الزمن الرديء بالتضامن وإعلاء المصلحة العامة.
إن المرحلة حفلت بتجربة كبيرة نختتمها بطلب الرحمة للشهداء وتمني الشفاء العاجل للجرحى وبزوغ فجر جديد يستحقه لبنان وأبناؤه المؤمنون به.