وزير الصحة العامة: القابلة قيمة مضافة ونسعى لتعزيز حضورها في خدمات الرعاية
وزير التربية: مسار الجودة حتمي وتعميمه ضروري على مؤسسات التعليم العالي
وطنية - احتفلت جامعة القديس يوسف بالذكرى المئوية لمدرسة القابلات القانونيات التابعة لكلية الطب في الجامعة، في احتفال حضره وزيرا الصحة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض والتربية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحلبي، رئيس الجامعة البرفسور سليم دكاش اليسوعي، عميد كلية الطب البروفسور رولان طنبظن مدير مدرسة القابلات القانونيات الدكتور عيسى فرخ وضيف الشرف رئيس الغرفة التأديبية الوطنية للقابلات في فرنسا إيف دوتريو وحشد من الشخصيات النقابية والصحية والأكاديمية.
الأبيض
ونوه الوزير الأبيض في الكلمة التي ألقاها، بـ"الإرث الرائع لمدرسة القابلات القانونيات في تأمين صحة ورفاهية المجتمع موجها التحية لجامعة القديس يوسف لما لهذا الصرح التربوي والجامعي المتميز من دور تعليمي متقدم. "
وقال: "لطالما كان التعليم قوة تغييرية، تدفع المجتمعات إلى الأمام وتشكل مسار الأمم. واليوم، تشهد مدرسة القابلات القانونيات على قوة تأثير التعليم في النهوض بالرعاية الصحية، وتعزيز ثقافة التعاطف والخبرة والاحتراف، وتهيئة قابلات ليصبحن مُقدّمات رعاية صحية موثوقة للأمهات وحديثي الولادة".
وشدد على "أهمية مهنة القابلة القانونية وقيمتها المضافة في أنظمة الرعاية الصحية، اذ ان القابلة القانونية تمتلك المعارف الضرورية لضمان سلامة الحمل، والولادة، والرعاية ما بعد الولادة خصوصاً في مراكز الرعاية الصحية الأولية، حيث تضمن معرفتهن وخبرتهن، في الكشف المبكر والوقاية من المضاعفات، نتائج صحية إيجابية للأمهات والأطفال معاً بالإضافة الى ما تقدمه من دعم نفسي ومعنوي يشكل للمرأة الحامل دعما اساسيا لها."
وجدد تأكيد دعمه "حقوق مختلف العاملين في مجال الصحة في لبنان ومن بينهم القابلات القانونيات لوقف نزيف هجرة هذا الكادر الطبي، داعيا إلى البحث في حلول مرنة وممكنة لضمان حقوق العاملين الصحيين وتصحيح أجورهم وحمايتها من التدهور الحاصل على سعر صرف العملة الوطنية. كما أعلن أن الوزارة ستواصل تقديم الدعم الثابت لنقابة القابلات وإشراكها في المبادرات الصحية كافة.
وقال: "نحن ندرك أن خبرة القابلات ومقاربتهن لصحة الأم والطفل لا غنى عنها، وهن شريكات أساسيات وفاعلات في اللجنة الوطنية لصحة حديثي الولادة التي شكلتها وزارة الصحة مؤخراً. كما أن نقابة القابلات القانونيات كانت ضمن الوفد اللبناني المشارك في المؤتمر الدولي حول صحة الأم وحديثي الولادة في كايب تاون، والذي نتجت عنه خطة عمل وطنية لتحسين صحة الأم والوليد والخفض من وفيات الأمهات وحديثي الولادة. ولا شك أن القابلات شريكات مع وزارة الصحة في إعداد هذه الخطة الوطنية وتنفيذها. ونحن على ثقة أننا، من خلال هذا التعاون الوثيق، سنتمكن من معالجة تحديات الرعاية الصحية المعقدة بشكل أكثر فاعلية، ومن المفيد الاضاءة على نجاح مشروع "قيادة القابلة للولادة الطبيعية" في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، بالتعاون مع منظمة أطباء بلا حدود حيث يضع هذا البرنامج القابلات في طليعة رعاية المرأة الحامل وتمكينها. ومن خلال الشراكات الاستراتيجية وتخصيص الموارد اللازمة، سنعمل على دمج هذا النموذج في نظام الرعاية الصحية الأوسع، وهدفنا توسيع هذا المفهوم وتطبيقه في مستشفيات حكومية أخرى. وسيضمن هذا التوسع حصول المزيد من النساء على الولادات التي تقودها القابلة المتخصصة والكفوءة، وبالتالي تعزيز خدمات الرعاية الصحية".
وختم الوزير الأبيض مؤكدًا "أننا بينما نتغلب على التحديات التي تواجه نظام الرعاية الصحية لدينا، يبقى التعليم والتعاون والابتكار الركائز التي سنبني عليها مستقبلاً أكثر إشراقًا".
الحلبي
بدوره، قال الوزير عباس الحلبي: "إن "الداية" كانت قبل مئة عام سيدة من سيدات الحي تمتلك معارف متوارثة بسيطة تطورت مع تطور التمريض ومهنة الطب وأصبحت مهنة قانونية، لافتًا إلى أن تأسيس مدرسة القابلات القانونيات في جامعة القديس يوسف التي نحتفل بمرور مئة عام على تأسيسها هو إسهام في إنقاذ حياة الأم والطفل وتطوير أساسي في حياة الأسر وبنائها وخفض تدريجي في معدل الوفيات".
أضاف: "ان تاريخ لبنان الحديث والمعاصر بني في جزء كبير منه على أيدي شخصيات خرجت من قاعات هذه الجامعة التي رسمت لنفسها مسارًا واضحًا لجهة إعداد الأجيال الشابة إعدادًا جيدا وطنيا علميًا وثقافيا واجتماعيًا وأصبحت تشكل مرجعًا يتم الركون إليه في مختلف القضايا وازداد إشعاعها لدى انتشار خريجيها في المؤسسات التربوية والإدارات والشركات في الداخل والخارج."
وتابع: "ان مسار الجودة أصبح أمرًا حتميًا يتوجب على كل مؤسسات التعليم العالي سلوكه لكي تستعيد الشهادة الجامعية اللبنانية موقعها خصوصًا في ظل الاهتزاز الذي أصاب صورتها نتيجة الأخطاء لا بل خطايا ارتكبها بعض القائمين على عدد يسير من مؤسسات التعليم العالي فأساءت إلى صورة القطاع."
وقال: "نحن نعيد اليوم بناء المديرية العامة للتعليم العالي على قواعد صلبة، مبنية على معطيات وداتا صحيحة ومجددة، مستفيدين من قانون تنظيم التعليم العالي الخاص ومن مقررات مجلس التعليم وتوصياته ومن المتابعة بين الوزارة والمؤسسات الدستورية، في كل ما يؤدي إلى تطوير الأنظمة والقوانين والقرارات الناظمة للقطاع".
وختم وزير التربية مهنئا رئيس الجامعة والقيمين على مدرسة القابلات القانونيات بمرور مئة عام على تأسيس هذا الصرح، داعيًا "أصحاب هذه المهنة النبيلة إلى سلوك طريق التعلم والتدرب المستمر مدى الحياة."
دكاش
وكان البروفسور سليم دكاش قد لفت في الكلمة التي ألقاها إلى أن "الذكرى المئوية لمدرسة القابلات وقت هام للاحتفال بتدريب المهنيين الصحيين ذوي المهارات العالية والمتفانين في تقديم الخدمة الآمنة للسيدات".
وأشار الى أن "المدرسة قامت منذ إنشائها قبل مئة عام بتدريب عدد لا يحصى من القابلات اللواتي لعبن دورًا حاسمًا في صحة النساء والأطفال في لبنان وحول العالم".
وقال: "من خلال تعزيز تدريب القابلات، يمكننا تحسين صحة الأم والطفل وتوفير رعاية جيدة للمرأة بدءًا من التركيز على الوقاية وتعزيز الصحة وإدارة المضاعفات".
وأبدى "الامتنان لجميع القابلات والمعلمين الذين ساعدوا في تدريب الجيل القادم من المهنيين الصحيين آملا أن تستمر المدرسة في تدريب القابلات القانونيات المؤهلات للسنوات المئة القادمة وما بعدها".
كذلك كانت كلمات للبروفسور طنب والدكتور فرح ودوتريو ومداخلة عبر الأثير لرئيس معهد العالم العربي ووزير الثقافة الفرنسي الأسبق جاك لانغ وعرض فيديو عن المحطات البارز لمدرسة القابلات، أورد شهادات ركز فيها المشاركات والمشاركون على أهمية دور القابلة القانونية الذي يتسم ببعد روحي وإنساني إلى جانب البعد الطبي.