أطلق المشروع الوطني لبناء القدرات التمريضية ومارس مهنة التمريض لساعة
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني أن التمريض أبعد من مهنة، بعضهم يقول إنه رسالة إنسانية، ولكنه يؤمن أنه أبعد من ذلك حتى، فهو فعل شراكة بوجع المريض وقلق اهله، إنه زرع الرجاء في قلبه والبسمة على وجهه. ودعا الى خلق مناخات تساعد الممرض على القيام بماهمه وتخفّف الضغط عن كاهله عبر صون حقوقه المعنوية والمادية في آن.
كلام حاصباني جاء خلال رعايته إطلاق المشروع الوطني لبناء القدرات التمريضية، بدعوة من نقابة الممرضات والممرضين في لبنان وبالتعاون مع نقابة المستشفيات الخاصة، في قاعة محاضرات مبنى وزارة الصحة العامة- بئر حسن، بحضور رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاطف مجدلاني، مدير عام وزارة الصحة الدكتور وليد عمار، نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون، ممثل مدير عام التعليم المهني والتقني جوزيف يونس، رئيس العناية الطبية في الوزارة الدكتور جوزيف حلو، نقيبة الممرضات والممرضين في لبنان الدكتورة نهاد يزبك ضومط، ممثلة منظمة الصحة العالمية دكتورة اليسار راضي، وعمداء كليات التمريض في لبنان ونقباء الممرضات والممرضين السابقين ومديري مستشفيات وممرضين وممرضات وأطباء وشخصيات اجتماعية ونقابية.
وتابع وزير الصحة: "أنا أؤمن أنه تحد يومي يعيشه الممرض والممرضة، بأن يخلع همومه ومشاكله والصعوبات التي نعيشها في لبنان حين يرتدي الرداء الابيض، وأن يصغي الى المريض ويتفهم واقعه ويتحمل عصبيته أحياناً وأن يكون في خدمته. عليكم ان تنجحوا في هذا التحدي، وأنا واثق من ذلك، جسمنا التمريضي في لبنان مثال يحتذى بها من حيث خبرته الطبية وأدائه الانساني ونضاله المهني النقابي، ولكن بصراحة قلة قليلة قد تشوّه هذه الحقيقة عبر بعض الممارسات العالقة في أذهان المواطنين، إذ ان شكاوى تصلنا أحياناً عن سوء تصرف ممرض ليس بالضرورة على الصعيد الطبي بل على صعيد التعاطي مع المريض وأهله".
وأضاف: "أعرف أن ليس بالسهل ألا يعرف المرء لا ليل ولا نهار، لا عطلة نهاية الاسبوع ولا عيد، وضغط هذه المهنة لا ينعكس على الممرض أو الممرضة فحسب بل يطال عائلته. من هنا عليكم ونحن الى جانبكم، السعي بطريقة مستدامة لإعادة هذه القلة الى السكة الصحيحة، عبر خلق مناخات تساعد الممرض على القيام بماهمه وتخفّف الضغط عن كاهله عبر صون حقوقه المعنوية والمادية في آن".
واشاد وزير الصحة بما حققته النقابة والجسم التمريضي من تقدم على صعيد مهنة التمريض علماً وممارسةً وحقوقاً، مؤكداً أن الوزارة كانت دوماً وستبقى إلى جانبهم في كل الجهود التي بذلت لتطوير الأنظمة والقوانين التي ترعى مهنتكم.
وذكّر بأن سبق لوزارة الصحة العامة أن اعتمدت سلسلة رتب ورواتب للممرضين والممرضات العاملين في القطاع العام، وقطاع الاستشفاء في لبنان بتطور مستمر والمستشفيات تمثل حالياً أكبر سوق عمل للتمريض.
واردف: "في لبنان هناك نحو سبعة آلاف ممرضة وممرض يعملون في العناية التمريضية المباشرة ونحن بحاجة الى اربعة عشر على الاقل اي الى مضاعفة العدد. لذا شجعت الشباب أكثر من مرة وأكرر تشجيعهم على التخصص في حقل التمريض".
وختم حاصباني: "نحن مستمرون في دعمكم لقناعتنا بالدور المهم الذي يلعبه الممرض والممرضة في كل السياسات الصحية الرعائية والاستشفائية إضافة لكل ما هو متعلق بالجودة والسلامة العامة وضبط الانفاق".
وكان الحفل إفتتح بالنشيد الوطني ثم ألقت ضومط كلمتها وجاء فيها: "أثبتت الدراسات التي اعدتها منظمة الصحة العالمية منذ العام 2007 ان تحسين نوعية العناية التمريضية هو السبيل الى تعزيز صحة الانسان والعائلة والمجتمع وتخفيض الكلفة الاستشفائية والحد في الاخطاء الطبية، وهذا يتماشى بشكل كبير مع اهداف النقابة وتطلعاتها في السعي الى تطوير المهنة ورفع مستواها".
وتابعت: "نتيجة التفاوت في نوعية العناية في مختلف المؤسسات الموزعة على كافة المناطق وعدم توفر التعليم المستمر للعاملين في بعض المناطق وخاصة الأطراف وإختلاف وتنوع برامج تعليمهم ما يسبب إختلافا بمستوى كفاءتهم، كانت الحاجة إلى خطة استراتيجية تتضمن الزامية التعليم المستمر وبناء القدرات التمريضية لان الكفاءة والجدارة هي المدخل لعناية تمريضية ذات نوعية عالية وموحدة ويجب ان تتوفر لدى العاملين في جميع المناطق على حد سواء".
وأضافت: "لقد قامت النقابة للوصول الى هذه الغاية باعداد دراسة وطنية خلال العام 2015 لتحديد الاحتياجات التعلّمية ومجالات المعرفة والمهارات للعاملين في المستشفيات وعلى تماس مباشر مع المرضى وتم وضع برنامج مفصل لبناء القدرات التمريضية يتمحور حول الفحص الصحي وكيفية ادارة المشاكل الصحية لكافة اجهزة الجسم".
وختمت: "هذا البرنامج يرتكز على اعداد مدربين لتوزيعهم على كافة المناطق اللبنانية ومتابعة عملهم ونتائجه ضمن معايير واجراءات حددتها لجنة خبراء من النقابة، الأمر الذي سيؤدي الى تعزيز رضى الممرضات والممرضين واستبقائهم في عملهم من جهة و يساعد المستشفيات على تعزيز وتطوير خدماتها من جهة أخرى".
والقى النقيب هارون كلمة اصحاب المستشفيات أشار فيها أن إطلاق المشروع الوطني لبناء القدرات التمريضية تحد كبير ويأتي بالتزامن مع خطة معايير الاعتماد التي تعدها نقابة المستشفيات.
وأضاف: "لدينا مشكلة النقص في عدد الممرضين والممرضات وهذا الامر يعترض مشروع تحسين نوعية الخدمة الاستشفائية. بحسب اخر إستطلاع تبين ان عدد الحالات التي يمكن ان تستقبلها المستشفيات يوازي ١٠٥٠٠ سرير في القطاع العام والخاص بينما لوحظ ان عدد الممرضين والممرضات العاملين في المستشفيات لا يتجاوز ٧٠٠٠ والحاجة هي لضعف هذا العدد، وللمفارقة هناك بالمقابل ما لا يقل عن ١٢ الف طبيبا وهذا مؤشر غير صحي".
وتابع: "نقترح اليوم أن تكون هناك خطة للتشجيع على الالتحاق بمهنة التمريض. وفي الوقت الراهن ما يدفع الطلاب الى الابتعاد عن هذا التخصص هو ظروف العمل الشاق ونوعية العمل المطلوب من الممرضين والممرضات، وزيادة ساعات عملهم بشكل لا يوازي اجورهم. وللأسف هذا واقع قائم والمستشفيات اليوم ولديها رغبة كبيرة بحل او تحسين تلك المشكلات لكن الظروف التي نمر بها صعبة".
واضاف: "دولة الرئيس حاصباني المطلوب خطة إصلاحية شاملة للقطاع الصحي فالمعالجات الموضعية والمجتزأ لم تعد تجدي. من المشاكل تعدد
مراكز القرار في القطاع الاستشفائي التي فهناك ٥ صناديق ضامنة رسمية لها مرجعيات مختلفة ومسلكيات عمل مختلفة حيث ان اللبناني لا يتمتع بتغطية استشفاء متكافئة".
وختم: "علينا العمل بقيادة وزارة الصحة على الحوار في المواضيع الصحية وتوحيد تعرفة مستلزمات اللائحة الطبية واسعار الادوية المغطاة من الجهات الضامنة، المطلوب حوار يريح المريض الذي بات يعاني الأمرين، والعمل على تشكيل هيئة تحت رعاية وزارة الصحة تجمع كل الافرقاء (جهات ضامنة وأكاديميين ونقابات وممثلين من المجتمع المدني) يعملون كهيئة موحدة تساعد الوزارة لدراسة وإعداد الخطط بشكل علمي وموضوعي ومتابعة تطبيقه".
وفي الختام، عرض تقرير مصور عن ساعة أمضاها وزير الصحة في احدى مستشفيات لبنان وقام بدور الممرض ورافق الممرضين في مهامهم وشاركهم الاهتمام بالمرضى، وتأتي هذه الخطوة كتحية من حاصباني للعاملين في هذه المهنة الانسانية وكتشجيع للجيل الجديد للإنضمام الى هذا القطاع.