إفتتح وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور قسم الأمراض النسائية والتوليد في مستشفى بعبدا الحكومي الجامعي بحضور النواب ألان عون، حكمت ديب، ناجي غاريوس، فادي الأعور، والنائب السابق صلاح حنين، والسفير المصري في لبنان نزيه النجاري، والرئيس السابق للجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين، وممثل الرئيس الحالي للجامعة اللبنانية عميد كلية الطب الدكتور بيار يارد، ومدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزف الحلو وحشد من الشخصيات الطبية والمعنيين.
إفتتاحًا النشيد الوطني اللبناني ونشيد جمهورية مصر العربية، ثم تحدث مدير عام مستشفى بعبدا الحكومي الجامعي فريد الصباغ الذي أعطى لمحة عن المستشفى موضحًا أنه مرّ بظروف صعبة وأقفل قسم كبير من أقسامه (حوالى خمسين سريرًا) بهدف الترميم، ولكن بدلا من إنتهاء الترميم في سنة واحدة، إستغرق عشر سنوات بعشرين سريرًا، في مقابل عدد موظفين ومصاريف ثابتة لمستشفى كامل بسبعين سريرًا، ما أدى إلى أزمة مالية كبيرة، وتأخيرًا في دفع الرواتب، ما دفع بكثيرين إلى طلب إقفال المستشفى.
أضاف الصباغ أنه بفضل العناية الإلهية وصمود العاملين في المستشفى ودعم المحبين، تم وضع خطة إنقاذ إدارية ومالية بدأت على أثرها نهضة مستشفى بعبدا. وفي خلال بضع سنوات، ترمم بتمويل من البنك الإسلامي الجزء الأول من المستشفى ومعظم البنى التحتية وخمسة وأربعين سريرًا، على أن ينتهي الجزء الثاني العام المقبل الممول من الدولة الإيطالية لتصبح المستشفى بـ120 سريرًا. كما أشار إلى قسم يتم بناؤه حاليًا هو مركز طب عيون وأسنان ممول بهبة مخصصة من وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور للمستشفى، أما تطوير المعدات الطبية فيتم تمويله من قبل الجامعة اللبنانية من ضمن عقد تعاون حصري مقابل تعليم تلاميذ كلية الطب بالمستشفى. وأوضح أن القسم الذي يتم افتتاحه وهو قسم الأمراض النسائية والتوليد، فقد تم تجهيزه بهبة من "جمعية الصداقة المصرية اللبنانية لرجال الاعمال" ضمن اتفاق تعاون.
وطلب الصباغ من الوزير ابو فاعورالمساعدة على نقل سجن النساء الذي يشغل مبنى من المستشفى، واسترجاع المباني التي أخذتها الدولة من ١٢ سنة ولم تستخدمها فيما المستشفى بامسّ الحاجة إليها. كما ذكّر الوزير أبو فاعور بالمساهمة التشغيلية التي وعد بها المستشفى سابقاً بقيمة ٥ مليار ليرة، كي تتمكن المستشفى من تشغيل الأقسام الجديدة وعدم التأخير في دفع الرواتب.
النجاري
بدوره رأى السفير النجاري أن هذا الحدث يكتسب أهمية بالغة كونه يقدم مثالا فريدا للتضامن بين الشعوب العربية الشقيقة فضلا عن أنه يقدم نموذجا رائدًا للدور الذي ينبغي أن يضطلع به قطاع الأعمال في المجالات التنموية والإجتماعية، إذ إن افتتاح قسم الأمراض النسائية والتوليد في مستشفى بعبدا تم تجهيزه بهبة مقدمة من جمعية الصداقة المصرية اللبنانية لرجال الأعمال تضامنصا مع الشعب اللبناني في جهود إعادة الإعمار ما بعد العدوان الإسرائيلي عام 2006. وقال إن الدولة المصرية وقفت إلى جانب لبنان أثناء العدوان الإسرائيلي حين أقامت مستشفى عسكريًا ميدانيًا في بيروت كما ساهمت بدور فعال في جهود إعادة الإعمار ونفذت الأعمال الكهربائية اللازمة لإعادة التيار إلى الشبكة الكهربائية في المناطق المتضررة، ولم يكن رد الفعل الشعبي أقل قدرًا حين لقيت مبادرة جمعية رجال الأعمال بجمع التبرعات لصالح إعادة الإعمار إستجابة واسعة من الشعب المصري.
وتابع النجاري مؤكدا أن هذا الحدث هو أول ثمار الجهود التي بذلتها جمعية الصداقة بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية لتوجيه قيمة التبرعات إلى القطاعات الأكثر احتياجًا والتي تُوجت العام الماضي بتوقيع بروتوكولي تعاون مع وزارة الصحة والمديرية العامة للأمن برعاية الرئيس تمام سلام لتطوير خمس مستشفيات حكومية فضلا عن مستوصف مديرية الأمن العام، راجيًا أن تسهم هذه الأعمال في خدمة أبناء الشعب اللبناني والمواطنين المصريين في لبنان وتطوير الخدمات الطبية المقدمة إليهم.
وأكد النجاري أن مصر ستبقى دائمًا ملتزمة بمساندة الشعب اللبناني في مواجهة التحديات التي تفرضها عليه ظروف المنطقة تأكيدا على العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين واعتزازًا بالروابط العميقة والممتدة بين الشعبين.
أبو فاعور
ختامًا، إستهل الوزير أبو فاعور كلمته بتوجيه الشكر إلى القيمين على مستشفى بعبدا الحكومي وجمعية رجال الأعمال اللبنانية المصرية التي تمثل وجهًا من أوجه العلاقة التاريخية الراسخة بين لبنان ومصر. أضاف أبو فاعور أن هذا الحفل بحضور السفير المصري يعيد تظهير هذه العلاقة التي طالما وقفت فيها مصر إلى جانب لبنان.
ونوه وزير الصحة العامة بما وصفها تجربة نجاح في مستشفى بعبدا الحكومي، على غرار العديد من تجارب النجاح ولا سيما في مستشفى رفيق الحريري. وقال: تم للأسف إصدار حكم قاطع على المؤسسات الحكومية بأنها ملعونة، وحُكم عليها بالفشل وعدم النجاح، بينما تكشف مقارنة بسيطة بين حجم الإستثمارات والدعم الذي تحظى به المستشفيات الخاصة قياسًا بما تحظى به المستشفيات الحكومية أن هناك تعاطيًا مهينًا تاريخيًا مع هذه المستشفيات الحكومية، ومجرد بقائها على قيد الحياة أمر يُحسب لمصلحتها.
وتابع الوزير أبو فاعور فقال إن الأسقف المالية تُعطى في قطاع الإستشفاء للمستشفيات الخاصة من مال الدولة، ولكن الدولة تصبح في موقع الإستجداء لعلاج مواطنيها. ورأى أنه لو تم تعزيز المستشفيات الحكومية في لبنان من الأساس، لكنّا في غنى عن الكثير من الإستجداء والتسول والمعاناة التي عاشها الكثيرون من اللبنانيين.
وأكد أن وزارة الصحة سعت خلال العامين الماضيين وستسعى طيلة الفترة التي يبقى فيها وزيرًا للصحة العامة إلى تعزيز المستشفيات الحكومية سواء من خلال المعدات أم قدرة الإستيعاب، خصوصًا أن الضغط زاد كثيرًا على النظام الصحي اللبناني نتيجة النزوح السوري.
وأمل الوزير أبو فاعور أن نكون نخطو خطوة إضافية في اتجاه تعزيز عمل المستشفيات الحكومية، مشيرًا إلى أن الخطة تبدأ من الضنية وعكار وصولا إلى مستشفى رفيق الحريري في بيروت ونبيه بري في الجنوب، ومختلف المناطق اللبنانية. كما أمل أن تُرفع قدرة الإستيعاب في المستشفيات الحكومية في غضون ستة أشهر فنصل إلى مرحلة تستطيع بنيتنا الصحية أن تستوعب حاجاتنا، فلا يقف أي مواطن، لبنانيا كان أم غير لبناني ذليلا على باب أي مستشفى.