وطنية - تفقد وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق مستشفى نبيه بري الحكومي الجامعي في النبطية، "تأكيدا للنهوض بالواقع الصحي العام وواقع المستشفيات الحكومية لتأمين الخدمات الطبية والاستشفائية لكل المواطنين"، فوصل ظهرا الى المستشفى حيث كان في استقباله رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد وعضوا كتلة "التنمية والتحرير" النائبان هاني قبيسي وياسين جابر، ممثل النائب السابق عبداللطيف الزين سعد الزين، رئيس مجلس الادارة المدير العام للمستشفى الدكتور حسن وزني والطاقم الطبي في المستشفى والعاملون وفاعليات بلدية واختيارية وطبية ونقابية وحزبية.
وجال جبق في أقسام المستشفى برفقة وزني الذي شرح ما يقدمه من خدمات طبية للمواطنين من مختلف قرى ومناطق الجنوب وما يحتاج له من معدات وادوات طبية، والتقى جبق عددا من مرضى المستشفى مستمعا منهم الى ما يتلقونه من خدمات طبية، وزار اقسام العناية الفائقة ومعالجة مرضى السرطان والقلب الذين عبروا عن سرورهم بما يتلقونه في المستشفى من عناية وعلاج وخدمة طبية تتميز بالجودة والرعاية الفائقة.
وانتقل جبق ووزني الى قاعة المحاضرات في المستشفى في حضور رعد وقبيسي وجابر والاطباء، وأقيم احتفال بدأ بالنشيد الوطني، ثم تحدث وزني عن "إنشاء المستشفى والدور الطبي الذي يقوم به والخدمات الصحية التي يقدمها لاهالي الجنوب والنبطية، وافتتح برعاية الرئيس نبيه بري تزامنا مع المواجهة البطولية التي خاضتها المقاومة مع العدو الاسرائيلي خلال الانزال في أنصار".
وقال: "هناك تحسينات كبيرة على مستوى العمل المؤسساتي لهذا الصرح الطبي، والمستشفى يعالج 16 ألف مريض سنويا فضلا عن الأقسام الخارجية والطوارىء والعيادات والمختبر والاشعة ما يتجاوز 800 الف، ونعمل بالتكامل والتعاون مع المستشفيات الخاصة. هذه المؤسسة هي الركيزة والمدماك للمستشفيات الحكومية الاخرى والمراكز الصحية والمستوصفات الموجودة في المنطقة. لم نرد اي مريض في هذه المستشفى خائبا، وهذه المؤسسة يوجد فيها 300 موظف، ونحتاج الى 150 شخصا".
وحيا الرئيس بري "الذي رعى انطلاقة هذا المستشفى وكان حلما وبات حقيقة وصرحا طبيا يضاهي باقي الصروح الطبية الحكومية، وهو يقدم الجودة الصحية والطبية لكل المرضى من المواطنين من ابناء الجنوب المقاوم الصامد، وهو في العدوان الاسرائيلي في تموز من العام 2006 تحول الى ثغر من ثغور المقاومة والصمود والتحدي للعدو الذي قصف محيطه لكنه لم يتمكن من توقيفه عن العمل ومعاينة ومعالجة الجرحى واستقبال جثامين الشهداء، وهو بلا شك بات اليوم منارة صحية وطبية ليس في الجنوب بل في كل لبنان".
ورد جبق بكلمة قال فيها: "شرف كبير لي اليوم ان اكون في الجنوب، الجنوب المقاوم الصامد ارض الاباء والشهداء. على مدى عقود من الزمن هذه المنطقة عانت من المآسي والاحتلال الاسرائيلي والتهجير وعدم القيام بالواجبات ولا سيما من الدولة تجاه الجنوب. ما رأيته اليوم في مستشفى نبيه بري الحكومي الجامعي، أدهشني. لم اتوقع ان ارى هذا المستوى التقني الموجود في مستشفى ليس في بيروت، كل الاختصاصات والتقنية موجودة فقط في مستشفيات بيروت، أما في المناطق الريفية البعيدة من بيروت فلا نرى تقنية عالية. فوجئت بهذه التقنية العالية للمستشفى، وأنوه بما قدمه الدكتور حسن وزني، واقول لكم وضعنا على الخريطة رفع السقف المالي لهذا المستشفى، ولدينا خطة لمنطقة النبطية والجنوب كله لن اتكلم عنها في الاعلام الآن، وسوف نحقق ما تريدونه وتكون وعودنا على قدر آمالكم".
مؤتمر صحافي
بعد ذلك، انتقل جبق الى مدخل المستشفى وعقد مؤتمرا صحافيا بمشاركة رعد وقبيسي وجابر، وقال: "جولة اليوم من ضمن الجولة التي نقوم بها على كل المستشفيات الحكومية في لبنان للاطلاع على مدى حاجتها من الاجهزة لنطور هذه المستشفيات ونسد اكبر عجز من حاجات المواطنين. نحن اليوم في منطقة النبطية ذات الكثافة السكانية العالية. فوجئت بعدما اطلعت على مستشفى نبيه بري الحكومي بالتجهيزات الموجودة والامكانات. طبعا هناك نقص في بعض المعدات وسنعمل على تأمينها. لديهم أيضا نقص بالسقف المالي، ولكي يستطيع المستشفى العمل وتغطية حاجات المواطنين على صعيد المحافظة كلها يجب ان نرفع السقف المالي لهذا المستشفى لئلا يبقى مريض بحاجة للدخول الى المستشفى ولا يجد مكانا له".
وردا على سؤال عما وصلت اليه التحقيقات في موضوع مستشفى الفنار أجاب: "تستطيعون القول إن موضوع مستشفى الفنار انتهى والمرضى الموجودون فيه توزعوا على المستشفيات. لدينا اجتماع مع لجنة مالكي المستشفى وسنتفق مع جمعية خاصة لتأهيل المستشفى، وبعد 6 اشهر يعيدون المرضى اليه".
وردا على سؤال كرر ما قاله في طرابلس أمس عن أن "أي مستشفى لا يستقبل حالا طارئة ويطرد المريض سيلغى العقد معه وان كان مستشفى حكوميا سيكون من ضمن النظام الداخلي عقاب لمدير المستشفى. اليوم لدينا خط ساخن هو 1214، 24 على 24 وأي مواطن بإمكانه الاتصال وتسجيل شكواه لنعمل على حلها".
وردا على سؤال عن سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في المستشفيات الحكومية، لفت إلى أن "موضوع السلسلة يتعلق بالموازنة ككل، وسنحاول حل الموضوع بالاتفاق مع مجلس النواب واللجان الموجودة، وكل المطالب التي تقدم بها مدير مستشفى نبيه بري الحكومة ستتحقق".
رعد
بدوره رحب رعد بجبق "في هذه الزيارة الاستطلاعية لمستشفى الرئيس نبيه بري الحكومي". وقال: "هذه الزيارة بحد ذاتها رسالة جهوزية دائمة لمتابعة اوضاع المؤسسات الاستشفائية العامة التي تعمل تحت وصاية وزارة الصحة حتى لا يبقى مريض يفتقر الى دواء أو سرير في مستشفى حكومي، وحتى يتشجع المواطن لأن يلتحق عند مرضه بالمستشفى الحكومي لانه سيلقى العناية عينها التي يمكن ان يلقاها في المستشفى الخاص. هذه الزيارة من ضمن خطة تلتزمها وزارة الصحة ونأمل بأن يتطور من خلالها القطاع الصحي في هذا البلد الذي يحتاج الى جهد كبير، وسيتحقق الإنجاز النوعي بفضل الهمة العالية والخطة المدروسة والتعاون القائم بين الوزير ومجلس الوزراء والمجلس النيابي ايضا".
قبيسي
بدوره شكر قبيسي لجبق زياراته المستشفيات الحكومية، وقال: "نرحب به في النبطية ونقول إن الاهتمام بالمؤسسات الصحية وخصوصا اليوم الزيارة لمستشفى الرئيس نبيه بري الحكومي الجامعي هي دليل اهتمام كبير من الوزير جبق، مما يؤكد أن الدولة تقوم بواجباتها الآن على مستوى هذه الزيارات، ونتمنى على الوزراء في الحكومة ان يعملوا على رعاية المؤسسات الرسمية. مستشفى الرئيس بري الحكومي قام بواجباته على اكمل وجه طوال الفترة الماضية، والوزير جبق استمع من مدير المستشفى الى احتياجاته ووعد بتلبيتها ونحن نشكره كنواب النبطية، وبالتالي المستشفى الحكومي هي الملاذ الامن للمواطن الفقير. هذا المستشفى وقف بجانب المقاومين في الفترات الصعبة، ويستحق كل الدعم المادي والمعنوي ليتمكن من العطاء بشكل اكبر، وهو الذي رعاه منذ البناء الى اليوم الرئيس نبيه بري".
جابر
كذلك رحب النائب ياسين جابر بجبق، وقال: "نحن سعداء بهذه المبادرة. الدولة وظفت ملايين الدولارات في المستشفيات الحكومية، وهي في حاجة الى استنهاضها والاهتمام بها لتكون نموذجية، ومستشفى الرئيس نبيه بري الحكومي في النبطية نموذج لما يمكن ان يكون عليه باقي المستشفيات الحكومية. هناك اقبال عليه ويجب رفع سقفه المالي، كما يجب ان يكون في كل منطقة مستشفى حكوميا يلبي حاجات المواطنين، ونحن في لجنة المال والموازنة سنعزز وضع موازنة وزارة الصحة وموضوع السلسلة للعاملين في المستشفيات الحكومية".
بعد ذلك انتقل جبق الى بلدة زوطر الغربية حيث التقى في منزل مختار البلدة سليمان حريبي اقرباءه، ونوه ب"هذه البلدة المقاومة"، واستطلع من ساحتها منطقة جنوب الليطاني والتقى الفاعليات واطلع على حاجاتهم، وزار بلدة دير الزهراني وجال في المركز الصحي للجمعية الخيرية في البلدة.