رعى وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق، في إطار جولته في عدد من المستشفيات والمراكز الصحية في منطقتي الزهراني وصور، حفل افتتاح مستشفى الفقيه في خيزران، في حضور النواب محمد رعد، ميشال موسى، علي عسيران وعلي خريس، ممثلين عن النائبين بهية الحريري واسامة سعد، عضو هيئة الرئاسة في "حركة أمل" خليل حمدان، مدير مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري في المصيلح العميد المتقاعد محمد سرور، رئيس اتحاد بلدية ساحل الزهراني علي مطر وقيادات من "حزب الله" و"حركة أمل" وفاعليات.
حمدان
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني، وبعد كلمة ترحيبية لعريف الحفل رئيس المستشفى الدكتور عبدالله فقيه، ألقى حمدان كلمة "حركة أمل"، فأكد أن "هذه الارض هي أرض للعطاء وللفداء، وان اقدام الاخوة على انشاء مستشفى فيها أمر جريء وان كان محفوفا بالمخاطر، وانما تعلو على هذه المخاطر مسؤوليتنا الكبيرة تجاه هذه المنطقة، لانه عندما نبني مؤسسة نسهم بإزالة الحرمان وبدعم مجتمع المقاومة".
رعد
ثم تحدث رعد، فأكد "اننا وبفضل الجيش والشعب والمقاومة نقول ان الجهوزية لدينا كبيرة لمواجهة العدو الاسرائيلي والعدو التكفيري والارهابي، ونحن نتعاون اليوم لاخراج الموازنة التي نأمل ان تكون في حد أدنى من الانصاف لشعبنا وللشرائح المستضعفة، خصوصا أن هذه الشرائح تحملت اعباء الدفاع عن لبنان ومقاومة الاعداء، وهذه الشرائح تنتظر عناية خاصة من الدولة والاجهزة المختصة، فهي التي صمدت عندما كان الاحتلال ولم تكن الدولة موجودة، وكانت الرعاية الخاصة لاهلنا التي نشطت التنمية بالتعاون مع القوى السياسية برعاية كريمة من دولة الرئيس نبيه بري وبالجهود التي بذلها بتوجيه منه مجلس الجنوب، فكثرت الانجازات الانمائية التي سدت الكثير من الثغرات والحاجات التي يتطلبها شعبنا".
وتابع: "المطلوب من الدولة ان تحضر بكافة اداراتها واجهزتها من اجل ان تتحمل المسؤولية تجاه شعبها، وخصوصا في الجنوب، شعبها الذي دافع عن كل لبنان وعن كل المناطق اللبنانية وعن كل الطوائف والمذاهب في هذا البلد، نحن نبارك لشعبنا وخصوصا في قضاء الزهراني هذا الانجاز الذي اضطلع به اطباء من ابنائنا واخواننا مما يعيشون اصالة شعبنا اباء وتضحية وكرامة وعزة نفس وعلو همة، ونشكر معالي الوزير على اهتمامه لرعاية هذا المستشفى بعد ان استكمل جولته في كل المستشفيات الحكومية التي لا بد ان ننشطها لتؤدي واجباتها".
جبق
ورد جبق قائلا: "ان قطاع الاستشفاء الخاص في لبنان يشكل ما نسبته 80 بالمئة من حاجة وزارة الصحة لاستكمال علاج الشعب اللبناني. وأقول للدكتور عبدالله فقيه ردا على قول بأن بناء هذا المستشفى هو ضرب من الجنون، اقول له بالعكس تماما، لو لم يتم بناء هذا المستشفى لكان ذلك ضربا من الجنون، فنحن اليوم في لبنان، من ضمن اربعة ملايين نسمة، لدينا مليون وثمانماية الف مواطن لا يشملهم اي ضمان او اي هيئة ضامنة، وهؤلاء يريدون أن يتطببوا على حساب وزارة الصحة، ومستشفيات وزارة الصحة لا تكفي، فكان لابد لنا من الشراكة مع المستشفيات الخاصة، وان ابدي كل اعجابي بهذا المستشفى من حيث الموقع الجغرافي ما بين صيدا وصور ومن حيث الهندسة والتقنية وكل الادوات المتطورة وغرف العناية واقسام العمليات والاشعة، وواجبنا تأمين الطبابة لكل ابنائنا في اي منطقة من لبنان وانشالله نحصل على دعم المجلس النيابي لتأمين موازنة تكفي الحاجات، حيث ان الدولة بحالة اقتصادية سيئة وتعتمد حالة التقشف، لكن التقشف يكون في كل الاماكن ماعدا القطاع الصحي. وتعقيبا على كلام الحاج خليل حمدان اقول انني لن اتراجع عن أي كلمة قلتها، فمن اليوم وصاعدا لن يموت مريض على ابواب المستشفيات وانا بنفسي سأقفل هذا المستشفى الذي مات احد على بابه بداعي الفقر وهو مريض".
دار الكاظم
ثم انتقل جبق لتفقد النزلاء في "دار الكاظم" التابع لجميعة "الإمداد" الخيرية في منطقة الحوش- البرج الشمالي، والذين نقلوا اليه من مركز الفنار منذ ثلاثة أشهر. وكان في إستقباله ممثل النائب نواف الموسوي الشيخ محمود حلال، المدير العام لجمعية "الإمداد" محمد برجاوي، رئيس بلدية برج الشمالي علي ديب وفاعليات.
بعد جولة في أقسام المركز، اعتبر جبق ان "زيارة اليوم هي للإطلاع على أوضاع مجموعة من المرضى الذين نقلوا من مستشفى الفنار بعد معاناة نفسية واجتماعية وصحية سيئة جدا"، وقال: "أتينا لنرى كيف يعيشون، ووجدنا ان المستشفى هنا يقوم بكل الواجبات والمهام، ونزولهم هنا أفضل من نزولهم في بيوتهم. هنا تقدم لهم كل الحاجيات الصحية والإجتماعية والغذائية وبكل معاييرها".
ووجه "الشكر لإدارة المستشفى على كل ما تقوم به"، لافتا الى ان ما شاهده "يدل على ان المستشفى نموذجي كالمستشفيات الأوروبية".
وردا على سؤال عن مستشفى صور الحكومي، أوضح أن "له وضعية خاصة"، وأن "إدارته تابعة للجيش"، وقال: "ليس لدينا من مانع بزيارته في وقت لآخر وعند تأمين مستلزماته".
أضاف: "ما يهمنا هو الإكثار من هذه المستشفيات، لأن التكافل الإجتماعي في مجتمعاتنا مهم جدا ونظرا للضائقة المالية هناك العديد من الذين تقدموا بالعمر او من المعوقين او من الذين يعانون من مشاكل وليس لديهم من يساعدهم، لذلك نشد على اياديكم ونشكركم على هذه المؤسسة التي تأوي الكثير من الناس".
وتابع: "نحن على تعاون دائم معكم ونتمنى زيادة الأسرة في هذه المؤسسة وان تزيد المؤسسات على شاكلتها بشكل كبير في لبنان لتغطي حاجات المجتمع".
وألقى برجاوي كلمة شكر فيها جبق "على لفتته المهمة لهذه الدار ولكل المناطق اللبنانية"، لافتا الى ان "هذه الدار ستبقى في خدمة الإنسان ليبقى عزيزا على هذه الأرض".
مستشفى قانا الحكومي
كما زار جبق، يرافقه عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي، مستشفى قانا الحكومي، حيث تفقد مختلف الأقسام مطلعا على الحاجيات الأساسية، وكان في استقباله مدير المستشفى الدكتور محمد صايغ والأطباء ورئيس بلدية قانا محمد عطية وأعضاء المجلس البلدي ومخاتير قانا وفاعليات.
وبعد كلمة لمدير المستشفى عرض فيها احتياجات المستشفى آملا من وزير الصحة تلبيتها، ألقى جبق كلمة قال فيها: "من عجائب الدنيا السبع والتي أصبحت في هذا البلد 9 أو 10، أن اثنين من المستشفيات الحكومية التي زرتها خلال جولاتي، ليس عندها قدرة تشغيلية بسبب عدم وجود سقف مالي يسمح لها بالقيام بدورها".
أضاف: "عندنا هنا في قانا مستشفى ممكن ان يستوعب 40 سريرا ويشغل كمستشفى رعاية أولية بسبب عدم وجود الامكانات رغم وجود طاقم بشري".
وتعهد بتأمين المستلزمات الضرورية للمستشفى ووضعه على لائحة أولويات الوزارة.