عرض وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض خلاصة مشاركته في الجمعية السنوية لمنظمة الصحة العالمية في جنيف في خلال لقاء عقد في الوزارة حضره ممثل المنظمة في لبنان الدكتور عبد الناصر أبو بكر وتخلله تكريم الدكتورة عبلة السباعي بعدما سلمها في جنيف المدير العام للمنظمة تادروس غيبريسوس جائزة جمعية منظمة الصحة العالمية تقديرا لإنجازاتها العلمية في مجال الرعاية الصحية بكبار السن والتي يتقدمها إنشاء جامعة كبار السن في الجامعة الأميركية في بيروت.
وأكد الوزير الأبيض "أن اللقاءات المكثفة التي أتاحتها اجتماعات الجمعية السنوية لمنظمة الصحة العالمية شكلت فرصة متقدمة للوفد اللبناني للإطلاع على التطوير الذي يتم إدخاله إلى الأنظمة الصحية العالمية ومطابقة الأولويات المعتمدة في العالم مع الأولويات التي يعتمدها لبنان في خطته الإستراتيجية للصحة والتي تهدف إلى الإنتقال من نظام العلاج والإستشفاء والدواء إلى نظام الوقاية".
وأبدى ارتياحه لتطابق الأولويات التي بدأ لبنان بإرسائها مع الأولويات العالمية.
وتوقف الابيض أمام مشاركة عدد من الطلاب من كليات الطب والعلوم الصحية في الوفد اللبناني في جنيف، مبديا تقديره للمستوى المتقدم للدراسات التي تم تقديمها والتي ساعدت على إغناء النقاشات. ولفت إلى "أن نجاح هذه التجربة سيشكل حافزا لإشراك المزيد من الخريجين والباحثين الشباب في برامج ومشاريع وزارة الصحة العامة".
ونوه الابيض في شكل خاص بعراقة كليات الطب والصحة العامة الموجودة في لبنان والتي أسهمت في المحافظة على مستوى العامل البشري رغم كل الضغط الذي تتعرض له هذه الكليات بالتزامن مع حال الإنهيار الحاصل. وانطلاقا من ذلك شدد الأبيض على ضرورة مشاركة الجيل الصاعد في المسؤولية العامة باكرا فيدركوا أكثر فأكثر أن الأعمال التي ينجزونها تؤسس لمستقبلهم ومستقبل أولادهم.
جائزة السباعي وأهمية الوقاية لكبار السن
وفي شأن منح منظمة الصحة العالمية جائزة تقدير للدكتورة عبلة السباعي في مجال الرعاية الصحية بكبار السن، نوه الوزير الأبيض بالمستوى العالي من البحث الذي تقدمه السباعي، مضيفا "أن الجائزة تكريم للسباعي كما لقطاع الصحة العامة في لبنان"، مؤكدا حرص الوزارة على "الشراكة الكاملة مع جميع الأفرقاء في هذا القطاع، مبديا قناعته بأن "النظام الصحي في لبنان سيكون في المستقبل أفضل مما هو عليه الآن".
وكان الدكتور عبد الناصر أبو بكر قد أشاد بحصول لبنان على الجائزة التي تؤكد السعي الدائم لتقديم الأفضل في هذا البلد رغم ما يمر به من صعاب كبيرة.
وبدورها لفتت الدكتورة المكرمة إلى "أن الجائزة هي تكريم للأشخاص الذين يهتمون بقطاع كبار السن الذي كان مهمشا في السياسات والتمويل والأبحاث". وشكرت للجامعة الأميركية في بيروت ما قدمته من دعم لإنشاء مركز للدراسات لكبار السن عام 2008 والذي "شكل واحة ومنصة بين الباحثين وصانعي القرار وأسهم في شكل أساسي في وضع الإستراتيجية الوطنية لكبار السن 2020-2030".
وتابعت الدكتورة السباعي "أن جامعة الكبار في الجامعة الأميركية من الإنجازات التي تعتز بها لإفساح المجال لكبار السن للتفاعل مع أقران من عمرهم ومع طلاب شاب في الجامعة".
وأوردت السباعي دراسات أظهرت أن لبنان يمتلك أعلى نسبة من كبار السن في العالم العربي وهي 11 في المائة ويرتقب أن ترتفع إلى 20 في المائة في السنوات المقبلة.
وتابعت:"أن هذه النسبة تعكس نجاحا ولكنها ترتب مسؤولية رعاية كبار السن في ظل موجات الهجرة الشبابية التي يعاني منها لبنان". ولفتت إلى "أهمية المضي قدما باستراتيجية الوقاية من أمراض كبار السن من خلال برامج تحفزهم على المحافظة على صحتهم وتبعد مخاطر الزهايمر والكآبة قدر الإمكان".
إشارة إلى أن كلا من الدكتورة في الصيدلة باسمة هزيمة والطبيب داني فيصل تحدثا بدورهما عن التجربة الغنية للمشاركة الطلابية في الوفد اللبناني في جنيف والتي أعطتهما كعضوين في الوفد رؤيا متقدمة لمواضيع الصحة العامة.