إفتتح وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور بعد ظهر اليوم مركز كارلوس سليم للطفولة في مستشفى الكرنتينا، وذلك في حفل في قاعة المحاضرات في المستشفى حضره النائب نديم الجميل وممثل عن متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المتروبوليت الياس عودة وممثل عن مطران بيروت للموارنة بولس مطر، والسيد زياد حايك والدكتور سامي حلو ممثلان عن السيد كارلوس سليم، وممثلون عن القيادات العسكرية والأمنية، وأطباء وطبيبات وممرضون وممرضات وموظفو وموظفات مستشفى الكرنتينا.
وقد تم إنشاء هذا المركز بموجب هبة مقدمة من مؤسسة كارلوس سليم، إضافة إلى مساهمة وزارة الصحة العامة ودعمها، وسيتم العمل فيه بموجب اتفاقات علمية مع مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي وجامعة البلمند وجمعية Assamehبهدف تأمين العلاج للأطفال المرضى ولا سيما المعوزين منهم.
وقائع الحفل
بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، فكلمة ترحيب، ثم ألقى رئيس جمعية Birth and Beyond الدكتور روبير صاصي كلمة تحدث فيها عن مشروع مركز كارلوس سليم للطفولة مشيرا إلى أن سعته تشتمل على عشرين سريرا لأطفال حديثي الولادة ويمكن تطوير السعة إلى ثلاثين سريرًا، كما سيحتوي على أربعة أسرة لتأمين العناية الفائقة للأطفال، كما أنه مزود بأفضل الآلات والمختبرات. أما الهدف منه فهو تأمين قسم متطور لمعالجة الأطفال بأفضل طريقة، فيحظى بهذه الخدمة الفقير كما الغني. وتقدم الدكتور صاصي بالشكر لكل من أسهم في هذا المشروع.
حايك
ثم ألقى الدكتور زياد حايك كلمة باسم السيد كارلوس سليم مؤكدا أنه لولا تضافر الجهود لما تم تنفيذ هذا المشروع، ومشيرا إلى أنه بدأ بتعاون بسيط بين الدكتور سامي حلو والدكتور روبير صاصي حتى أصبح مشروعًا حقيقيًا. ونقل شكر كارلوس سليم لوزير الصحة العامة وائل أبو فاعور لموافقته على مساهمة الوزارة في المشروع ما يؤمن استدامته. ونوه حايك بشكل خاص بأهمية المركز كونه يأتي نتيجة شراكة بين القطاعين العام والخاص، وهي شراكة مهمة تحقق التطور المطلوب.
ملاط
بعد ذلك، تحدث رئيس مجلس إدارة مستشفى الكرنتينا الحكومي سمير ملاط، فلفت إلى أن مركز كارلوس سليم للطفولة يمثل نقلة نوعية في المستشفيات الحكومية كونه يتضمن اتفاقًا علميًا مع مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي ومع جامعة البلمند؛ كما أنه يتضمن اتفاقًا مع جمعية Assameh ما يؤمن حسن العمل وجودته في المركز الجديد. أضاف ملاط أن الهبة المقدمة من مؤسسة كارلوس سليم كانت حاسمة في إطلاق المشروع، شاكرًا للدكتور روبير صاصي وكل فريقه على المهمة التي قاموا بها والتي أدت إلى تجسيد المشروع والاهتمام بهذه الشريحة المهمة من نسيج الوطن وهم الأطفال وخصوصا المرضى منهم والمعوزين.
ونوه ملاط بالدور الذي يقوم به وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور في دعم المشاريع الإنسانية، مضيفا أنه لولا الدعم المطلق الذي قدمه أبو فاعور لما بدأ العمل في مركز كارلوس سليم للطفولة، متمنيا أن يكون هذا الإفتتاح باكورة خير لمستشفى الكرنتينا وللطفل في لبنان.
أبو فاعور
ختامًا تحدث وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور فأبدى سعادته وفخره لاهتمام وزارة الصحة بالمستشفى، مبديًا أسفه لكونه لم يحظ بالاهتمام الكافي وتم إهماله عن عمد بسياسة تغلبت فيها المصالح على مسؤولية الدولة عندما أُغدقت أموال الدولة على المستشفيات الخاصة. وقال أبو فاعور: إننا لا نكن العمداء للمستشفيات الخاصة، ولكن مسؤولية الدولة تكمن في تعزيز المستشفيات الحكومية، إنما كما الكثير من الأمور يمثل المال الهيبة والسلطة. وكثير من السياسيين تتلعثم ألسنتهم وعقولهم أمام المال.
وأشار وزير الصحة العامة إلى أن المستشفيات الخاصة تحصل على نسبة 80% من مبلغ الـ 430 مليار ليرة لبنانية التي تنفقها الدولة على المستشفيات. أضاف أن المستشفيات الخاصة مهمة وضرورية، ولكن الأولى بالدولة أن تهتم بالمستشفيات الحكومية.
وشكر أبو فاعور مؤسسة سليم والسيد كارلوس سليم الذي هو علم من الأعلام اللبنانية وكل المانحين ما أدى إلى افتتاح هذا المركز، مضيفا أنه خطوة أولى ستليها خطوات.
وشدد على وجوب تطوير المركز. وإذ أبدى تقديره لكل المانحين، أكد أنه ما من دولة تخدم مواطنيها على قاعدة التسول. فإذا كانت الدولة مسؤولة عن مواطنيها، فيجب تطوير المركز لأن لبنان بأمس الحاجة إليه باعتبار أن نظامنا الطبي لم يعد يستطيع استيعاب الحالات المتزايد عددها من لبنانيين وسوريين.
أضاف أبو فاعور أن نظامنا الطبي أنشئ على قياس لبنان. ولكن التدفق الهائل للنازحين السوريين يؤدي إلى وفاة أطفال لبنانيين وسوريين لعدم توفر العناية الفائقة لهم ولا سيما في عكار والشمال والبقاع. ويضطر أحيانا مسؤولو وزارة الصحة إلى قضاء يومين أو ثلاثة للبحث عن سرير لطفل، لأن قدرة استيعاب المستشفيات لم تعد تتلاءم مع الحاجات المتزايدة. لذا، علينا مسؤولية في وزارة الصحة لتطوير هذا المركز.
ودعا وزير الصحة العامة المسؤولين في مستشفى الكرنتينا إلى تحديد المطلوب لتطوير المركز مبديًا استعداد الوزارة لتقديم الدعم بدءا من السقف المالي إلى زيادة عدد الموظفين. وتمنى الوزير أبو فاعور العودة إلى مستشفى الكرنتينا مع مسؤولي مجلس الإنماء والإعمار لإطلاق مرحلة ترميم وإنشاء مستشفى الكرنتينا الحكومي بكلفة ثمانية ملايين دولار بعدما أنجزت التحضيرات لذلك بين وزارة الصحة ومجلس الإنماء والإعمار. ولاحظ أنه من المعيب ونقيصة كبرى أن يبقى المستشفى على حاله، متمنيا المضي بالإجراءات سريعًا لتحقيق خدمة هذه المنطقة العزيزة من وطننا.
وحيى الوزير أبو فاعور الإدارة الجديدة في مستشفى الكرنتينا منوهًا بعملها ومتعهدا أمام المستشفى والموظفين أن الوزارة ستؤمن كل ما يلزم لتطوير أقسامها.
وفي ختام الحفل، تفقد الوزير أبو فاعور أقسام مركز كارلوس سليم للطفولة.
جولة تفقدية وزيارة مستودع الدواء
بعد ذلك، قام وزير الصحة العامة بزيارة ميدانية إلى المستودع المركزي للدواء في الكرنتينا يرافقه نائب ممثل اليونيسف في لبنان لوتشيانو كاليستيني، ومسؤول قسم الصحة والتغذية في اليونيسف عز الدين زروال، ورئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة رندة حمادة.
وتفقد الوزير أبو فاعور سلسلة تبريد اللقاحات التي تم تعزيزها حديثًا من قبل منظمة اليونيسف في إطار محافظة لبنان على موقعه كدولة خامسة في العالم تعتمد سلسلة نموذجية لحفظ اللقاحات. وتتضمن هذه السلسلة سبع غرف تبريد وغرفة ثلاجة لحفظ اللقاحات، تخضع كلها لنظام رصد ممكنن للحرارة ما يخول الفريق العامل متابعة وضبط تغيير الحرارة على مدار الساعة ومن أي مكان ويضمن بالتالي جودة اللقاحات التي توفرها الوزارة إلى كافة المراكز الصحية والمستوصفات وكذلك عيادات أطباء القطاع الخاص.