إطلاق الحملة الوطنية للتوعية حول سرطان الثدي لعام 2012
وفاء سليمان رعت إطلاق الحملة الوطنية للتوعية حول سرطان الثدي:
وأكدت أهمية تعزيز وعي النساء في لبنان لأهمية التعاطي مع هذا المرض
وطنية - رعت اللبنانية الأولى السيدة وفاء سليمان، حفل اطلاق وزارة الصحة العامة بالتعاون مع شركة هوفمن لاروش، وبدعم من نقابة الاطباء في لبنان، نقابة الصيادلة في لبنان، واللجنة الوطنية لسرطان الثدي، الحملة الوطنية للتوعية حول سرطان الثدي لعام 2012 بعنوان "عملي صورة وشيلي الهم عن صدرك" التي اضاءت القصر الجمهوري باللون الزهري للمرة الأولى احتفالا بهذه المناسبة.
وتم إطلاق الحملة بحضور وزير الصحة العامة علي حسن خليل ومدير عام الصحة الدكتور وليد عمار والسيدات رنده بري ومي ميقاتي ومنى الهراوي وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين اضافة الى اللجنة الوطنية الرسمية لسرطان الثدي، وعدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والإعلامية.
وقد اظهر التقييم الاولي لنتائج حملات التوعية، التي قادتها وزارة الصحة العامة بالتعاون مع شركة هوفمان-لاروش، على مدى السنوات العشر المنصرمة، نجاحا قياسيا في استخدام التصوير الشعاعي للكشف المبكر عن سرطان الثدي، حيث يزداد باستمرار عدد النساء اللواتي تجاوزن الاربعين من العمر، ممن يستفدن من هذه الحملة، ويقمن بالفحص الشعاعي، حتى بلغت نسبة المشاركة 55% من الفئة المستهدفة في الحملة.
وفي هذه المناسبة أعربت السيدة سليمان عن سعادتها لتلمسها "مدى الجديَّة والفعالية في المثابرة على تعزيز وعي النساء في لبنان لأهمية التعاطي مع هذا المرض، ضمن ثقافة الوقاية وعدم الإهمال، التي تشكل في عصرنا ركيزة للطب الحديث وتمنت أن تمتد "هذه الثقافة خارج إطارها المحصور حاليا في التركيز على الكشف المبكر، لتصل إلى بناء مفهوم شامل للصحة والوقاية من الإصابة كالهدف الأول والأساسي لأيِّ سياسة صحية في لبنان".
وكانت قد قدّمت الحفل الإعلامية شيرلي المر وقالت:
حضورنا اليوم ليس واجباً إجتماعياً تلبيةً لدعوة، إنما هو واجب إنساني ووطني لأنه يؤكد وعينا وإدراكنا لخطر المرض وخاصة السرطان.
وواجب علينا كإعلاميين أخذ المبادرة لأننا نملك قدرة التأثير في محيطنا.
ربما سيطرت على نقاشاتنا المواضيع السياسية على اهتماماتنا أكثر من الشؤون الحياتية الأخرى ومنها الصحة، رغم أنها مرتبطة. لذا سأعتمد بعض المصطلحات التي تستدعي انتباهاً أكبر في محاولة شرح هذه الحملة.
أكثر من 90% من النساء اليوم يمكنهم الشفاء من سرطان الثدي فقط بسبب الكشف المبكر. وأثبتت الدراسات أن 51% (أي النصف زائد واحد) من الرجال في لبنان هم الذين يحثون نساءهم على إجراء الفحوصات الازمة.
وبما أن دستورنا لا يقبل بالنصف زائد واحداً، نحن نسعى اليوم من خلال هذه الحملة لتحقيق الثلثين وأكثر وصولاً للإجماع.
وإطلاق هذه الحملة من هذا القصر بالذات له أهمية خاصة، لأن هذا القصر يشهد حوارات وطنية لإيجاد استراتيجية دفاعية، وبهذه الحملة نطلق اليوم أول استراتيجية دفاعية بوجه المرض من أجل الصمود والتصدي.
ولأن لا شيئ يهزم الإنسان سوى المرض، نحن اليوم مدعوون للمقاومة بوجهه حتى لا يبقى في لبنان أم أو أخت أو زوجة لا تملك مقومات الصممود والدفاع والمواجهة للإنتصار على هذا المرض.
وبما أن الاستراتيجيات الدفاعية لا تتجزأ فالوطن الذي استطاع مقاومة اسرائيل، من المخجل أن يعجز عن مقاومة المرض.
حاولت من خلال هذه المصطلحات جذب بعض اهتمامكم لتحويله الى اهتمام أكبر بهذه الحملة من أجل نشر الوعي في مجتمعنا.
الوزير خليل
ثم القى وزير الصحة العامة علي حسن خليل كلمة قال فيها : "يسعدني أن نتشارك سويا لإطلاق الحملة الوطنية للاكتشاف المبكر لسرطان الثدي من القصر الجمهوري، مع ما لهذا الأمر من رمزية إستثنائية يعكس مدى الاهتمام والجدية التي نوليها جميعا للوقاية من هذا المرض والذي أثبتت التجربة أننا نستطيع بمثل هذا التحدي والإصرار الذي تمثله الحملة منذ سنوات، أن نضع حدودا لانتشاره ومعالجته وتحقيق الآثار الصحية والاجتماعية الناتجة عنه".
واوضح "إننا نتطلع بثقة كبيرة لنجاح الحملة لهذه السنة، من خلال الحضور المميز في المكان المميز، لنثبت مقولة أنه باستطاعتنا أن نعمل وننتصر وأن المرض الذي كان مخيفا يمكن السيطرة عليه".
وتابع: "أيها الحضور الكريم، في اليوم العالمي هذا الذي يتناول قضية 41% من مجمل السرطانات عند المرأة و 21% من مجمل السرطانات لدى الرجال والنساء، نتطلع إلى الفرص التي تؤمنها الحملة في التوعية والإرشاد وسهولة الحصول على الخدمة والأسعار التشجيعية، ونتيجتها الشفاء الكامل وفي الحد الأدنى 90%، كما تؤكد الجمعية اللبنانية لأطباء الأورام. لقد تطور الإقبال على الصورة الشعاعية والفحص المبكر ليصل إلى حدود 15 ألف في السنة الماضية، والمؤشرات التي أعطيت نتيجة الإحصاء تدل على أن بمقدورنا في لبنان السيطرة الفعالة عليه".
واكد انه "بالإضافة إلى حملة التوعية، فالوزارة معنية بأن تؤمن العلاج للمصابات للسيدات غير المشمولات بضمان حكومي، وهي لهذا الغرض قد طورت الآليات والصيغ لجهة تشكيل اللجان وبروتوكولات العلاج وتسهيل الحصول على الدواء من مراكز التوزيع. إنها لفرصة لأن نؤكد أمامكم أن التحدي الذي اخترناه هو ترجمة فعلية للتوجهات التي أقرت في البيان السياسي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حول الأمراض غير السارية حيث التوجه إلى تفعيل شامل للرعاية الصحية الأولية التي تشكل جزءا أساسيا من النظام الصحي، عبر مراكز الخدمات المنتشرة والتي تعطي الأولوية لزيادة عددها وتغطيتها لأنها أقصر الطرق وأقلها كلفة وأكثرها فعالية لتأمين الظروف الصحية المناسبة للمواطن، وعبر برامج التحصين الشامل والترصد الوبائي وبرامج مكافحة السيدا وكلها تأتي في إطار الاكتشاف المبكر للأمراض".
واردف: "أنجزنا التحضيرات للقيام بحملة واسعة للكشف عن أمراض الضغط والسكري بالتعاون مع نقابة الصيادلة في أوسع مشاركة بين القطاع الحكومي والنقابات وهو جهد ضروري ربما يشكل مرجعا أساسيا لتقييم وضعنا على هذا الصعيد. اننا إذ نطلق حملتنا هذه، لنستكمل معها أيضا حملات لأمراض أخرى. إن الطريق الطويل في سبيل صحة الإنسان وتتطلب أن نعزز الشراكة بين الجميع، القطاع الرسمي والأهلي والنقابات. نحن نحتاج إلى العمل المستمر، لأن أنماط الحياة تتغير ومعها تتغير القواعد المؤثرة في صحة الإنسان، وبإرادتكم هذه نستطيع أن نواكب النجاحات، وأن نبقي ايامنا مفتوحة على العمل من أجل الخير ومصلحة الإنسان في لبنان".
وختم شاكرا "السيدة الأولى وفاء سليمان على رعايتها الدائمة لهذا الحفل وعلى مشاركتكم جميعا والشكر لوسائل الإعلام والشركة الداعمة وللمؤسسات الرعائية على مشاركتها الحملة".
صبره
وأثنى مدير شركة هوفمن لاروش في لبنان، عبد الرحمن صبره في هذه المناسبة على أهمية الكشف المبكر وحدد "ان هذا التعاون بدأ منذ انطلاق حملات التوعية حول سرطان الثدي منذ عشر سنين، وكان وسيلة فعالة لزيادة الوعي حول مختلف القضايا المرتبطة بسرطان الثدي واطلاق حوار حول سرطان الثدي على المستوى الوطني".
اضاف: "ان الحملة الوطنية للتوعية بسرطان الثدي ورغم النجاحات العديدة التي تحققت، ما زال الطريق طويلا امامنا قبل الوصول الى ما نصبو اليه".
كلمة السيدة سليمان
وألقت السيدة سليمان كلمة جاء فيها:
أيها الحضور الكريم،
يسعدني أن نطلق معا اليوم الحملة الوطنية الحادية عشرة للتوعية على سرطان الثدي لدى النساء في لبنان، نظرا للتوقعات والآمال التي نضعها على هذه الحملة لمواجهة انتشار هذا المرض، والأخطار التي يحملها لصحة المرأة، والتي يمكن تفادي معظمها بصورة واسعة وفعالة، بمجموعة صغيرة من الخطوات البسيطة.
وقد استمعنا الى المعلومات العلمية القيِّمة حول أهمية حملات التوعية، وضرورة تضافر جهود المعنيين في وزارة الصحة، والجمعيات الاهلية، والمستشفيات، والمستوصفات، ووسائل الاعلام، لنشر هذه التوعية، وتأمين الفحوصات اللازمة للنساء لمساعدتهن على الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي، الذي يساعد على جعل العلاج ناجعاً في 90% من الحالات.
ولا بد لي هنا أن أعرب عن سعادتي لتلمسي مدى الجديَّة والفعالية في المثابرة على تعزيز وعي النساء في لبنان لأهمية التعاطي مع هذا المرض، ضمن ثقافة الوقاية وعدم الإهمال، التي تشكل في عصرنا ركيزة للطب الحديث يستند اليها لتحقيق صحة أفضل للانسان تقوم على تفادي الأمراض، وتخفيف عوامل الاصابة بها، تجنبا لتفاقمها وتزايد أخطارها وتأثيراتها السلبية، نفسيا وجسديا.
لكنني أتمنى رؤية هذه الثقافة تتمدد خارج إطارها المحصور حاليا في التركيز على الكشف المبكر، لتصل إلى بناء مفهوم شامل للصحة والوقاية من الإصابة، عبر تبني أنماط حياة صحية وسليمة، تسهم في تخفيف أخطار الأمراض السرطانية بشكل عام، وسرطان الثدي بشكل خاص.
فهناك مؤشرات، وإن لم تكن حاسمة، حول العوامل التي تزيد فرص الإصابة بهذا السرطان، ومنها: نوعية الأنظمة الغذائية المشبعة بالدهون، وتناول الكحول بكميات مفرطة، وانخفاض النشاط البدني، والسمنة، والتدخين، وغيرها.
وكلنا على علم، بمدى التأثيرات السلبية لهذه العوامل على صحة الانسان، وإن كان الكثيرون ما زالوا يتجاهلون الاخذ بها.
إن بناء ثقافة علمية شاملة للصحة والوقاية، يجب أن يكون الهدف الأول والأساسي لأيِّ سياسة صحية في لبنان. ونحن نعلم أن الدول اليوم، تنفق مليارات الدولارات كفاتورة علاجية لأمراض متعلقة مباشرة بأنماط الحياة غير الصحية التي يعيشها الانسان.
أيها الحضور الكريم،
أود أن أثني على جهود وزارة الصحة في مجال التوعية على سرطان الثدي، والتي آمل أن تثمر هذا العام اشعاعا أوسع وأكثر تأثيرا.
وأتطلع الى رؤية هذا الاشعاع وقد طاول كافة المناطق اللبنانية، وخصوصا قرانا ومدننا النائية، ونساء لبنان الاكثر تهميشا وفقرا، اللواتي يفتقدن مرات كثيرة الى الحدِّ الادنى من أدوات المعرفة والثقافة التي تمكنهن من العناية بأنفسهن وأطفالهن بأفضل الطرق.
إلى هؤلاء يجب أن نتوجه أولا وأخيرا، لنسهِّل حصولهن على الوعي المناسب، ولدفعهن إلى التحسس بأهمية الكشف المبكر، ولنوفر لهن امكانية اجراء صورة شعاعية للثدي، بطريقة سهلة ومضمونة.
كلي ثقة بأننا نسير معا على الدرب الصحيح، وأن جهود وزارة الصحة تلتقي مع العمل الدؤوب الذي تقوم به الجمعيات الاهلية، والمستوصفات الخيرية، والقطاع الصحي بشكل عام، في سبيل توفير الحقوق الصحية للمواطن، ورفع مستواها، وتعزيزها، لتتساوى مع ما هو معمول به في الدول المتقدِّمة التي تحترم كرامة الانسان وحقه بالحياة
ولا يسعني ختاما إغفال أهمية دور وسائل الإعلام في مواكبتها الناشطة والفاعلة لهذه الحملة، وشكري المسبق لإضاءتها على أهدافها وكيفية الاستفادة منها.
وأتمنى على النساء في بلادي، أن يأخذن أطر هذه الحملة بكلِّ جدية، لأن صحة الوطن والأجيال الجديدة هي من صحتهن، وصحتهن أساس لعطاءاتهن في سبيل بناء العائلة، وتحقيق نهوض المجتمع وهنائه.
معا يمكننا تحقيق هذه الأهداف النبيلة. وشكرا لكم ولكل من عمل في مجال رفع شأن المرأة والحفاظ على صحتها وهنائها".
الحملة
وتتميز حملة عام 2012 بأن العديد من اللواتي أصبن بسرطان الثدي واللواتي شفين منه قد قررن دعم الحملة بشهاداتهن القيمة، مع التركيز على اهمية الكشف المبكر في زيادة فرص الشفاء التام من هذا المرض.
سوف تمتد حملة التوعية الوطنية على مدى ثلاثة أشهر، ما سيتيح للنساء الاستفادة من الحسم على الصور الشعاعية للثدي حتى نهاية شهر كانون الاول (ديسمبر) 2012 حيث ان المستشفيات الخاصة والمراكز الطبية في كافة ارجاء لبنان ستخفض سعر الصورة الشعاعية الى 40,000 ل.ل.، فيما ستقدم المستشفيات الحكومية الصور الشعاعية للثدي مجانا طوال فترة الحملة.
بهدف توسيع مدى انتشار الرسالة التوعوية الأساسية لتبلغ جمهورا أكثر اتساعا وتؤثر ايجابا على حياة عدد أكبر من الناس، أعلنت اللجنة الوطنية للخبراء أن البرنامج الوطني السنوي سيتضمن المزيد من المحاضرات المفتوحة للرأي العام التي يتم تنظيمها بالتعاون مع البلديات والمنظمات النسائية غير الحكومية وتديرها الجمعيات الطبية ومجموعات دعم مرضى السرطان.
كذلك، سيتم الترويج للحملة عبر وسائل الإعلام اللبنانية بما فيها الوصلات الالكترونية على أبرز البوابات والمواقع الإلكترونية الإخبارية من خلال نشرات تثقيفية. وأخيرا نتوجه بالشكر للاعلاميين وممثلي شتى وسائل الإعلام على دعمهم لهذه الحملة الوطنية للمساهمة في توصيل الرسالة ونشر الوعي حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
ومن باب زيادة الوعي، يمكن الإتصال على الخط الساخن 1214 طوال فترة الحملة، للاجابة عن الاسئلة الاساسية المتعلقة بالحملة، ولتوجيه السيدات الى اقرب مركز للتصوير الشعاعي للثدي. (للمزيد...)