حاصباني في تكريم الفقيد البروفسورخالد المهتار: نموذج لبناني مبدع لم يضع حدودا لمقدرته على خدمة البشرية
وطنية - اقيم حفل تكريمي للفقيد البروفسور الدكتور خالد أسد المهتار وازاحة الستار عن النصب التذكاري له في وسط بلدة عرمون، في الذكرى الثانية لرحيله، بدعوة من عائلته والمجلس البلدي، برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني وحضوره. كما حضر الشيخ نزيه صعب ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، النائب المنتخب تيمور جنبلاط ممثلا بالدكتور ناصر زيدان، سمير شهيب ممثلا النائب اكرم شهيب، امين ابو ذياب ممثلا رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، ممثلة جامعة الباني في اميركا جنيفر واليا، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين على رأس وفد من المؤسسة، رئيس بلدية عرمون فضيل الجوهري، مفوضا الشؤون الاجتماعية والثقافة في الحزب التقدمي الاشتراكي خالد المهتار وفوزي ابو دياب ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات روحية وتربوية.
بعد النشيد الوطني، ألقت الزميلة ريما خداج كلمة، قالت فيها: " نجتمع لنكرم طبيبا من اشهر الاطباء ومخترعا واعدا متفوقا في خدمة الانسانية والبشرية جمعاء".
بعد ذلك جرى عرض فيلم وثائقي عن اختراعات الفقيد التي سجلها في اميركا حيث كان يعمل ويعلم.
واليا
وقالت ممثلة جامعة الباني الاميركية واليا: "في الذكرى الثانية لرحيله، تراودني ذكريات عن حياة الراحل، لقد كان الدكتور خالد طبيبا بارعا ومختصا في الانعاش بامتياز، كان ذا قلب رحيم محب وحنون، خالد كان يشع ظرافة وفكاهة خلال مزاولته عمله فيمنح مرضاه ثقة كبيرة به، كان باحثا متمرسا واسع المعرفة واكاديميا ومخترعا ومعلما محبوبا، وكم وهب وقتا وجهدا في تدريب طلاب الطب والتحريض على مواجهة الحالات الخاصة.. خالد المهتار كان صديقا وزميلا ساميا وراقيا نثق به، واليوم نفتقدك يا خالد ونشتاق اليك ولن ننساك ابدا".
الجوهري
وتحدث رئيس بلدية عرمون مشيرا الى "ان ظاهرة تكريم العظماء في العالم باقامة نصب تذكاري لهم ليست جديدة بل هي ابتكار اخترعه عباقرة بلاد ما بين النهرين، ان هذه الظاهرة الانسانية السامية بمقاصدها النبيلة ان دلت على شيء انما تدل على العرفان بالجميل والفضل لاصحابها ذات المناقب الحميدة، والتي أعدت اعمالا عظيمة بالغة الاهمية من اجل حرية الانسان في جميع اقطار العالم".
اضاف: "اما من ناحية اخرى، فقد اعتبروا انها الطريقة الانجح لحفظ التراث وتخليد اهل الفكر والعلم، وأمثال فقيدنا العملاق في انجازاته المبدعة التي أذهلت العقول النيرة وأخذت الالباب مسحورة باختراعاته الرائعة البروفسور المرحوم خالد اسد المهتار الذي نحتفل واياكم بتكريمه بازاحة الستار عن النصب التذكاري له في ساحة بلدته عرمون.
وتابع: "لا اريد ان اطيل الكلام عن الابتكارات والانجازات العلمية العظيمة والبالغة الاهمية في الحقل الطبي ولا عن مسيرته الباهرة، وقد شاهدنا بام العين فيلما وثائقيا يحتوي على بعض انجازاته ولمحة عن نشأته وتدرجه وتفوقه العلمي وعن تقليده المناصب الرفية ذات الشأن المرموق".
وأعلن "باسم المجلس البلدي، اننا عازمون على القيام باعمال تكريمية متعددة ومتنوعة تشمل الكثيرين من ابناء بلدتنا العزيزة المجلين في تخصصهم وتفوقهم العلمي"..
كلمة العائلة
وألقى شقيق المكرم الدكتور عماد المهتار كلمة العائلة، فقال: "نجتمع اليوم لنكرم علما من أعلام النبوغ وبيرقا من بيارق العلم الذي رحل عن عمر يناهز 42 ربيعا. سنوات قليلة الكم لكنها الاغنى نوعا من حيث النجاحات والعطاءات والاختراعات والامتيازات وتبوؤ المراكز. نلتقي لنكرم شخصا متعدد المواهب، انه البروفسور المرموق والطبيب اللامع والمدرس الشهير والمحاضر البارع والباحث الفذ والمبتكر المبدع والمخترع الناجح والجامعي الاكاديمي الموهوب ضابط الشرطة القدير والطيار الحاذق، انه فقيدنا الغالي خالد اسد المهتار"، شاكرا كل "من عمل وساهم ورعى هذا التكريم".
حاصباني
وألقى الوزير حاصباني كلمة قال فيها: "يسعدني ويشرفني ان اكون بينكم اليوم، واعمل جهدي دائما لان اكون في مناسبات تكريمية لعظماء في لبنان، ولكن لا تسمح لي الظروف دائما ان اتواجد شخصيا. في هذه المناسبة، كنت حريصا على ان اكون بينكم شخصيا والسبب الاساسي انه عندما رأيت مسيرة حياة الطبيب البروفسور والمبدع والعبقري خالد المهتار ذكرني كثيرا بجزء من مسيرتي الشخصية في حياتي، وبالرغم من انني لم التق به على الاطلاق شعرت انني اتشارك معه في كثير من المبادىء التي جسدها خلال عمله الانساني والابداعي. أتشارك معه ايضا تقريبا بسنة الولادة وبالحياة في لبنان وخارجه. واتشارك معه بشغفي للعودة الى لبنان ومحبتي له".
اضاف: "عندما كنت أنظر الى مسيرة حياته وقرأت سيرته الذاتية، شعرت وكأني أفهم بالعمق كل خطوة قام بها في حياته، اشخاص مثله كان بامكانهم ان تكون لهم حياة عملية ناجحة وجيدة، كان بامكانه ان يكون طبيبا ناجحا، وهناك الكثير من الاطباء اللبنانيين وغيرهم الذين نجحوا في مسيرتهم المهنية، وقاموا بأعمال انسانية كثيرة، لكنه اختار ان يذهب ابعد بكثير من ذلك وكان ذلك خيارا وليس صدفة، كان في تكوينه، في شخصيته وفكره وعقله ونفسيته وتربيته. انطلق من بيئة مؤمنة، تؤمن بالانسان والوطن وبأن لا حدود لقدرة الانسان، لكن الفيصل هو الوقت. لا احد يعلم ابن تنتهي بنا الحياة. وكل من يريد ان يؤدي رسالة يتسابق مع الزمن، فاعطانا خالد مثالا كيف نصنع الخلود وكيف نرتقي من مستوى خدمة الانسان الى خدمة اللانسانية اجمع، كان بامكانه ان يعالج مئات والاف المرضى، لكن ذلك لم يكن كافيا له، فتعلم وتوسع اكثر بكثير من اختصاص واحد، وتعددت مواهبه، عاش حياة مليئة بالنشاط واستطاع من خلال ابداعاته واختراعاته ان يخدم الانسانية بملياراتها من البشر وليس لالافها. هذا هو نموذج اللبناني المبدع الذي لا يضع حدودا لمقدرته على خدمة البشرية، ومن خلال خدمة البشرية يخدم وطنه ويرفع اسمه عاليا في العالم، ويجعل الناس في كل انحاء المسكونة يعلمون ويفهمون صلابة وابداع واستنارة الفكر اللبناني الذي يتخطى حدود لبنان، وقد يتخطى يوما حدود الارض بابداعه وابتكاره واهتمامه بالبشرية".
وختم حاصباني: "نأمل ان تبقى ذكرى خالد خالدة في التاريخ من خلال اعماله وانجازاته، وان يبقى اسم عرمون واسم لبنان مرتفعين في العالم من خلال خالد"، متمنيا ان "تبقى ذكراه حية لنذكر كل لبناني ان شرارة الابداع وخدمة البشرية موجودة في صلب روحية اللبناني واخلاقياته، لنطبقها في لبنان وننشرها في العالم من خلال ذكرانا لكل من أبدع وانجز، وخالد المهتار اليوم في المقدمة".
بعد ذلك توجه الوزير حاصباني والحضور الى ساحة بلدة عرمون، حيث ازاحوا الستار عن النصب التذكاري للمكرم الذي انجزه الفنانون الاخوة عساف.