أطلق الحملة الوطنية للتوعية حول الصحة الإنجابية
وحذر من إنفجار القنبلة السكانية الموقوتة تحت وطأة النزوح
حاصباني: عودة النازحين السوريين باتت اكثر من ملحة
أطلق نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني الحملة الوطنية للتوعية حول الصحة الإنجابية تحت شعار "الصحة الإنجابية.. لصحة كل أفراد العيلة"، وذلك بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان بهدف تسليط الضوء على التأثير الإيجابي لخدمات الصحة الإنجابية على صحة كل أفراد العائلة وضرورة الحصول عليها بشكل طوعي وآمن من خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية.
حضر حفل الإطلاق في بيت الطبيب ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان أسمى قرداحي وحشد من الأكاديميين وممثلين عن جمعيات القطاع الأهلي والبلديات والمنظمات الدولية في لبنان والنقابات ومراكز الرعاية الصحية الأولية.
حاصباني
وقد لفت وزير الصحة العامة إلى أن هذه الحملة الجديدة التي يتم إطلاقها تأتي في سياق الحملات التي تعوّل عليها وزارة الصحة العامة أهمية كبيرة لانعكاسها الإيجابي على الصحة العامة والمجتمع. أضاف أن هذه الحملة تؤكد أن خدمات الصحة الإنجابية جزء لا يتجزأ من الرعاية الصحية الأولية ومن الامن الصحي في البلاد ولها تداعيات ليس فقط صحية بل ايضاً اجتماعية واقتصادية على الامد البعيد. فتنظيم الأسرة هو من أهم هذه الخدمات كونه، وفي حال عدم تنظيمه، يشكل قنبلة اجتماعية يمكن أن تصيب كل فرد منا أكان مواطناً أو مسؤولاً. وتابع الوزير حاصباني قائلا إن لبنان اليوم تحت وطأة النزوح السوري، يعتبر اكثر بلد في العالم يستضيف لاجئين على ارضه نسبة لعدد مواطنيه، وحيث عودتهم الى بلدهم اصبحت اكثر من ملحة ولا تحتمل انتظار الحل الدائم والنهائي في سوريا، لا يمكننا مقاربة موضوع تنظيم الأسرة وانعكاساته على صعيد المجتمع اللبناني فقط بل ايضا على صعيد المجتمع السوري عندنا على حد سواء، فلا يمكننا ان نكون كالنعامة ونهرب من حقيقة وجود اكثر من مليون ونصف مليون نازح سوريا عندنا. لذلك، من الضروري أن نقوم بخطوات وقائية استباقية لأن انفجار هذه القنبلة السكانية الموقوتة لا يفيد أحدًا وبالتالي يجب أن نعالج الموضوع بالشق اللبناني والشق السوري وذلك بناءً على شروط ومقومات يكون أساسها الإنسان والعيش الكريم.
وشدد الوزير حاصباني على ضرورة الالتزام بإطار الرعاية الصحية الأولية والمشاركة من قبل الجميع وخاصة المواطن بخطة التغطية الصحية الشاملة ليكون لدينا ظروف أفضل لعيش كريم صحي وسعيد رغم التحديات الوطنية الراهنة.وأوضح أن وزارة الصحة العامة توفر بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان رزمة من خدمات الصحة الإنجابية من خلال الشبكة الوطنية لمراكز الرعاية الصحية الأولية التي يبلغ عددها 225 مركزاً والمنتشرة على كافة الأراضي اللبنانية لخدمة مجتمعاتها وتوفير خدمات وقائية أساسية لصحة العائلة. أضاف أن إستراتيجية تنظيم الأسرة التي نطلقها اليوم تشكل اساساً متيناً وارضية صلبة لتقديم خدمات تنظيم أسرة تُكمل بمضمونها خدمات الصحة الإنجابية وذلك لتعزيز المؤشرات الصحية التي تصب في خانة التنمية المستدامة.
وختم وزير الصحة العامة كلمته متوجهًا بالشكر لكل القيمين على موضوع الرعاية الصحية الأولية والجمعيات الأهلية والمجتمع المدني والمنظمات الدولية والمجتمع ككل وأمل حلول أعياد سعيدة وميلاد مجيد يحمل السلام والمحبة والعطاء متمنيًا الارتقاء إلى مستوى المسؤولية في وطننا لنسير على درب السلام والنهوض الاجتماعي والاقتصادي.
وقائع الحفل
كان حفل الإطلاق قد بدأ بالنشيد الوطني اللبناني فكلمة ترحيب من عريف الحفل الإعلامي رالف ضومط وعرض لشريط فيديو عن الاستراتيجية الوطنية لتنظيم الأسرة التي تأتي نتيجة شراكة طويلة بين وزارة الصحة العامة وصندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان، علمًا أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى تعزيز استخدام وسائل تنظيم الأسرة بشكل كاف وفعال إضافة إلى تعزيز مهارات العاملين الصحيين في هذا المجال ومراجعة البروتوكولات والمبادئ التوجيهية.
ثم قدمت رئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة الدكتورة رندا حمادة نبذة عن خدمات الصحة الإنجابية المتوفرة في مراكز الرعاية الصحية الأولية وشددت على أن هناك مقومات أساسية لبناء نظام صحي متوازن مدخله الرعاية الصحية الأولية خصوصا في ظل طلب متزايد على تلك الخدمات ما يضعنا أمام تحديات سواء لناحية إعطاء الرعاية الصحية الأولية حقها ورصد الأموال الكافية لها ضمن ميزانيات الدولة أو لناحية دعم المنظمات الدولية لهذا القطاع ولتشكيل شبكة أمان يمكن من خلالها تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
بدورها أوضحت قرداحي أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يعتبر الوصول إلى رزمة متكاملة من خدمات تنظيم الأسرة حقا من حقوق الإنسان إذ إن هذه الخدمات لا تساعد فقط على الحد من الفقر بل إنها في صميم المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. فعندما تحصل المرأة على خدمات الصحة الإنجابية فهذا يسمح لها بالتمتع بصحة جيدة والحصول على التعليم وبالتالي المشاركة في الحياة الإقتصادية واتخاذ القرارات بما في ذلك عدد الأولاد التي ستنجبهم والمساهمة بتطوير مجتمعها وتحقيق التنمية المستدامة.(للمزيد...)