جمعية "بربارة نصار" أطلقت مركزها الأول لدعم مرضى السرطان ودرع تقديري للأبيض
جمعية "بربارة نصار" أطلقت مركزها الأول لدعم مرضى السرطان ودرع تقديري للأبيض لإنجازه نظام تتبّع الدواء ووقف الهدر والسرقات
وزير الصحة: لتكثيف الجهود للمحافظة على التمويل وزيادة قيمته
أطلقت جمعية "بربارة نصار"، برعاية وحضور وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض، مشروع المركز الأول لمرضى السرطان في لبنان بهدف دعم المرضى البالغين وأهلهم نفسيا واجتماعيا، وذلك في دير الآباء اللعازاريين في الأشرفية، في حضور النائبين غادة أيوب وسعيد الأسمر، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبو بكر، الاختصاصي في علاج الأورام وأمراض الدم البروفسور فادي نصر، رئيس الجمعية هاني نصار، العاملين المتطوعين فيها وحشد من الأطباء والشخصيات النقابية والعاملة في الحقل الطبي والإستشفائي والتمريضي وممثلين عن جمعيات أهلية.
تخلل الحفل تكريم للوزير الأبيض "تقديرا لجهوده في إرساء نظام تتبع الأدوية والرقمنة"، وقال نصار: "إن نظام التتبع أوقف الهدر والتهريب والمحسوبيات والسرقات التي كانت تتم في السابق"، شاكرا باسم مرضى السرطان لوزير الصحة نظام التتبع، وواصفا إياه بأنه "إنجاز".
وطالب ب"ضرورة إقراره بقانون ملزم بحيث لا يمكن الإستغناء عنه أو وضعه على الرف في حال تغيرت إدارة وزارة الصحة العامة".
وقدم نصار للوزير الأبيض درع طائر الفينيق رمزا للحياة التي تنبثق من تحت الرماد.
الابيض
وفي كلمته لفت وزير الصحة العامة إلى الدوافع التي حتمت إنشاء نظام التتبع، وقال: "إن إنشاء نظام التتبع بدا أمرا ضروريا منذ الفترة الأولى لتسلمي مسؤوليتي الوزارية حيث كانت الأموال المرصودة لمرضى السرطان غير كافية ولكنها لم تكن قليلة. وعندما بدأت بالتحقق من أسباب اختفاء دواء السرطان تبين لي أن هناك مرضى وهميين وتجارا يتاجرون بالدواء وبروتوكولات يتم وصفها بكلفة كبيرة ومن غير جدوى للمريض".
وأردف: "أن نظام التتبع وما يتضمنه من إنشاء رقم صحي للمريض أتاح المحافظة على جزء كبير من الدواء وإيصاله للمريض. وأقر باستمرار الحاجة لتأمين المزيد من الدواء لضمان حصول جميع المرضى من دون استثناء على أدويتهم"، داعيا إلى "التكاتف وتكثيف الجهود للمحافظة على التمويل الموجود وزيادة قيمته".
ولفت الوزير الأبيض إلى أننا "نركز في لبنان على العلاج فقط فيما تركز بلدان أخرى متقدمة على الوقاية أولا وفي حال الإصابة يتم الإهتمام بمرحلة ما بعد العلاج"، منبها الى أن "مرض السرطان من أكثر المشاكل التي ستواجه الشعب اللبناني في صحته".
وقال: "يصح وصف الأرقام المرتبطة بمرض السرطان في لبنان بالمخيفة، إذ يعتبر سبعون في المئة من الشعب اللبناني من المدخنين بطريقة أو بأخرى. كما أن معدل عمر المرأة المصابة بالسرطان في لبنان أقل بعشر سنوات من المرأة المصابة بهذا المرض في أوروبا. وقريبا سيحتل لبنان المرتبة الأولى في سرطانات معينة من بينها سرطان المثانة".
أضاف: "انطلاقا من هذا الواقع تم وضع الخطة الوطنية للسرطان التي أعلن عنها في تموز وسيتم إطلاق حملة في شأنها في تشرين الاول المقبل بحيث لا يقتصر الإهتمام بالسرطان في العلاج فقط بل يتم إيلاء أهمية خاصة للوقاية الإستباقية كما لمرحلة ما بعد العلاج".
ونوه وزير الصحة ب"أهمية مركز بربارة نصار الذي يتم إطلاقه"، مؤكدا أنه "يلاقي أهداف الخطة الوطنية للسرطان من حيث تثقيف المجتمع وتحفيز المرضى على الأمل والإهتمام بوضعهم النفسي والإجتماعي ويستحق كل دعم من وزارة الصحة العامة وشركائها لأنه يحفز المرضى على عدم اليأس أو الإستسلام بل العمل بشجاعة لبناء غد أفضل".
قاعة المحاضرات بإسم البروفسور نصر
كذلك أطلقت جمعية "بربارة نصار" إسم البروفسور فادي نصر على قاعة المحاضرات في المركز تحية لالتزامه الإنساني والطبي إلى جانب المرضى، حيث كان الطبيب المعالج لبربارة وأسهم مع الجمعية منذ نشوئها في نشر التوعية في مختلف المناطق، وفي تنظيم سلسلة من المؤتمرات التثقيفية للعاملين في مجال الأمراض السرطانية. كما كان مناصرا لحقوق المرضى في مرحلة انقطاع علاجاتهم في خضم الأزمة.
نصر
ودعا البروفسور نصر إلى الوقاية من مرض السرطان الذي يصيب شخصا من ثلاثة، ونوه بجمعية بربارة نصار، معتبرا أنها "استمرت وأثمرت لأنها بنيت على الحب".
وكان حفل إطلاق المركز قد استهل بالنشيد الوطني، فرفع للعلم الضخم الذي جالت به عائلة نصار برفقة بربارة عام 2011 على عدد كبير من البلدات اللبنانية لتشجيع مرضى السرطان على مواجهة المرض بشجاعة. ثم عرض وثائقي عن مسيرة الجمعية ونشاطاتها في دعم مرضى السرطان ومناصرتهم. كما غنت ليوني نصار، إبنة هاني وبربارة أغنية "إنهض كطائر الفينيق" لتشجيع مرضى السرطان على التغلب على خوفهم من المرض. بعدها قدم نصار عرضًا مفصلا عن أهداف المركز ورسالته، مؤكدا أنه "ليس مستشفى إنما ملجأ ومرجع لكل مريض سرطان في لبنان. ويتألف من أربعة طوابق تقدم الخدمات التالية:
المركز الطبي حيث يتم توجيه المرضى في مسيرة علاجهم وفيه معاينات طبية شبه مجانية ومركز توزيع أدوية مجانية كما مركز تصوير للكشف المبكر عن سرطان الثدي وسائر الأمراض السرطانية.
مركز الدعم النفسي من خلال العلاج بالفنون: الموسيقى، الدراما، تمارين التنفس والتمارين البدنية.
مركز إعادة تأهيل المرضى نفسيا وجسديا وتأمين استمرارية إنتاجيتهم من خلال تدريبهم على حرف معينة وتسويق منتجاتهم.
مركز للتوعية ومتحف دائم للسرطان بهدف نشر التوعية وتغيير ثقافة المجتمع اللبناني لمكافحة السرطان عبر المعرفة ويستقبل المركز مؤتمرات طبية
العمل على تشكيل فريق عمل يتابع شؤون المرضى وينسق مع وزارة الصحة العامة وسائر الجهات المعنية.
ووجه نصار نداء إلى كل المؤسسات العاملة في لبنان والخارج لدعم المركز. وقال: "إن عائلتي الصغرى حققت الحلم بالرغم من ضعف الإمكانات وأنجزت هذا المركز وآن الأوان أن تتضافر جهود الجميع لخدمة المرضى من خلاله".