إطلاق حملة"الطعم قبل كل شي" برعاية رئيس الحكومة وحاصباني يؤكد:" المرض لا يفرق بين جنسية وأخرى"
ووزير الصحة يؤكد حق الأطفال كافة في الحصول على لقاحاتهم مجانًا
خوري ممثلًا الحريري: الموضوع الصحي من أولويات الحكومة
ريدنر تؤكد التزام منظمة الصحة دعم لبنان وشابويزا: اللقاح يحمي المجتمع
برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بوزير الثقافة غطاس خوري، أطلق نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني الحملة الإعلانية للبرنامج الوطني للتحصين في السراي الكبير تحت عنوان "الطعم قبل كل شي" بهدف التشديد على أهمية اللقاح لحماية الأطفال من الأمراض التي يمكن توقيها باللقاح، خصوصا أن وزارة الصحة العامة توفر اللقاحات الأساسية مجانًا لجميع الأطفال (من عمر صفر حتى 18 سنة) في كافة المراكز الصحية والمستوصفات التي تنتشر في مختلف المناطق اللبنانية، علمًا أن اللقاحات الموجودة مضمونة الجودة وتتبع لمعايير منظمة الصحة العالمية.
حضر حفل الإطلاق الذي تم في السراي الكبير وزير السياحة أفيديس كيدانيان، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، رئيس لجنة الصحة النيابية عاطف مجدلاني والنواب رياض رحال وقاسم عبد العزيز وناجي غاريوس، ونقيب الأطباء ريمون صايغ، وممثل قائد الجيش العميد سعادة سابا، وممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي العقيد الطبيب باسم عويدات وممثل مدير عام الأمن العام العميد فادي الخواجا، وممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان د. غبريال ريدنر وممثلة اليونيسف في لبنان تانيا شابويزا والمدير العام لوزارة الصحة الدكتور وليد عمار ورئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية الدكتورة رندة حمادة وحشد من ممثلي المنظمات الدولية العاملة في لبنان ومعنيين.
كلمة ممثل رئيس الحكومة
وجاء في كلمة ممثل رئيس الحكومة الوزير غطاس خوري أن الموضوع الصحي من ضمن أولويات حكومة إعادة الثقة كحاجة حياتية تأتي في مقدمة اهتماماتها، مضيفا أننا نتطلع إلى تفعيل العمل الصحي وخدماته على المستويين العام والخاص، لأن الصحة حق مكتسب وأساسي للمواطنين كافة، كما أن تفعيل القطاع العام المعني بالشؤون الصحية والاستشفائية لمن الأهمية بمكان لما يمثله من حاجة بشرية وخدماتية وإنسانية ومناطقية.
أضاف ممثل رئيس الحكومة أن منظمة الصحة العالمية، في تقريرها لعام 2015، أشارت إلى ضرورة تطوير الرعاية الصحية المقدمة من القطاع العام وأن تستجيب الدولة لكل الحالات الصحية وخصوصا الطارئة منها. ولفت إلى أن لبنان كان السباق في تطوير الرعاية الصحية في السنوات الماضية مما عكس إيجابية على المؤشرات الصحية فانخفضت نسبة الوفيات عند الأطفال الحديثي الولادة حوالى خمسة بالألف كما ارتفعت معدلات متوسط الأعمار إلى ما بين 77 و80 عامًا.
وقال الوزير غطاس خوري إن هذه التطورات الإيجابية تفرض علينا موجبات جديدة، بدءًا من تطوير القطاع ودعمه بالطاقات البشرية والإمكانات الإدارية والمالية، ليتماشى مع كل جديد في هذا المجال. أضاف أن مشروع البطاقة الصحية الذي تعمل عليه وزارة الصحة سيعود بالنفع على المواطنين ولكنه أيضا يعطي المؤشر عن الفئات الأكثر تهميشًا، لإيصال الخدمات الصحية لها ناهيك عن تحديد المتطلبات الصحية للمواطنين في السنوات المقبلة.
أضاف ممثل رئيس مجلس الوزراء في كلمته أن إطلاق حملة التلقيح المبكر، لمن الأهمية بمكان، خصوصًا مع وجود أعداد كبيرة من الأطفال السوريين الذين نزحوا إلى لبنان، ما أوجد مشاكل جديدة لم يواجهها لبنان من قبل، وهي تشكل تهديدًا مباشرًا عل الوضع والأمن الصحي العام.
وأكد الوزير خوري أن الإستمرار في مواجهة هذه المشاكل يتطلب تضافر جهود الأطراف المعنية كافة بدءًا من المنظمات الدولية والدول المانحة والوزارات المعنية، للتصدي لهذا الواقع وتقديم الخدمات الصحية اللازمة للنازحين كما للمواطنين.
حاصباني
بدوره، أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني أن رغم المشاكل المتعددة التي يعاني منها لبنان منذ سنوات، والانطباع السائد بوجود حال ترهل تعاني منها مؤسسات الدولة جراء التشنج السياسي والروتين الاداري والمحسوبيات وتفشي الفساد، ثمة ومضات إيجابية تعطي الامل بانه متى كانت هناك الارادة والجدية والالتزام والمثابرة يمكن تحقيق إنجازات مشرّفة في لبنان، ومنها خلوّه وبشهادة لجنة الإشهاد الإقليمية في منظمة الصحة العالمية من شلل الأطفال منذ أكثر من 14 عاماً. أضاف لبنان: "إن لبنان الذي عانى الشلل المؤسساتي والتخبط السياسي والتفكك وشهد فراغاً في رأس الهرم في السنوات الاربع عشرة، تغلّب على شلل الاطفال حيث تعمد وزارة الصحة العامة من خلال البرنامج الوطني للتحصين الى الحفاظ على هذا المركز المتقدم في إقليم شرق المتوسط من خلال تعزيز التلقيح الروتيني حيث لا تقل نسبة التغطية التحصينية باللقاحات الأساسية عن 91% على المستوى الوطني".
ولفت وزير الصحة العامة إلى أنه ليس من السهل، ونظراً لما يمر به وطننا لبنان من حركة نزوح مستمر وإكتظاظ سكاني، المحافظة على مؤشرات صحية مقبولة لولا مناعة نظامنا الصحي رغم الثغرات التي يجب العمل عليها... وهنا لا بد أن ننوه بجهود كافة الشركاء الداعمين لمختلف الأنشطة للوصول إلى كافة الأطفال المقيمين على الأراضي اللبنانية لأن المرض لا يفرق بين جنسية وأخرى والعدوى لا تعرف حدوداً أو ضوابط، من وزارات معنية ومجتمع اهلي ومنظمات دولية وعلى رأسها منظمتي اليونيسف والصحة العالمية والإتحاد الأوروبي لما يقدموه من دعمٍ متكامل لضمان حصول كافة الأطفال على لقحاتهم. ولا ننسى من يسهر على حدودنا البرية في مراكز الأمن العام اللبناني لتلقيح كافة الأطفال الوافدين إلى لبنان وذلك بالتعاون مع جمعية بيوند Beyond.
ونوه الوزير حاصباني أنه بفضل جهود الجميع يستطيع البرنامج الوطني للتحصين تلقيح نصف مليون طفل دون الخمس سنوات سنوياً بلقاح شلل الأطفال، كذلك إستهداف حوالى 90 ألف طفل ما دون السنة بلقاحات عدة. واليوم يأتي إطلاق الحملة الإعلانية تحت شعار "الطعم قبل كل شي" لتجديد تأكيد وزارة الصحة العامة حرصها على وجوب حصول كافة الأطفال على لقاحاتهم و مجاناً. وقال وزير الصحة العامة: "كلنا مسؤولون تجاه حق الطفل باللقاح ونجدد تأكيدنا كوزارة للصحة العامة إننا لن نوفر فرصة للحصول على دعم أكبر لإدخال لقاحات جديدة على الروزنامة الوطنية للتلقيح".
وختم مؤكدا أن تلقيح الأطفال هو من أنجع المبادرات الصحية التي تقيهم الموت والإعاقة مدى الحياة، وهو مسؤولية الجميع، منوهًا بدور الفريق العامل في وزارة الصحة العامة، فريق عمل الرعاية الصحية الأولية وعلى رأسهم مدير عام الصحة والجمعيات العلمية لأطباء الأطفال.
وقائع الحفل
وكانت الإعلامية لينا دوغان قد قدمت الحفل الذي تخلله عرض للبرنامج الوطني للتحصين من قبل رئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية الدكتورة رندة حمادة التي نوهت بأن لبنان خال من شلل الأطفال للعام الرابع عشر على التوالي، ولفتت إلى ضرورة عدم إهمال التلقيح الذي يجب أن يتحول إلى هاجس يومي.
وفي كلمة لممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان غبريال ريدنر لفتت إلى أن التحصين محرك ومحفز للتنمية المستدامة كونه التدخل الصحي الأكثر فعالية للوقاية من الأمراض والموت. وإذ لفتت إلى أن التدفق الهائل للاجئين وتفاقم الفقر في المجتمعات المضيفة شكل تهديدًا للبنان، أضافت أن وزارة الصحة العامة مع شركائها نجحوا في حماية لبنان من شلل الأطفال. وكررت ريدنر التشديد على التزام منظمة الصحة في دعمها للسلطات اللبنانية سعيًا نحو الأفضل كل يوم من أجل توفير فوائد اللقاحات.
بدورها، لفتت ممثلة اليونيسف في لبنان تانيا شابويزا إلى أن العقود الثلاثة الأخيرة تروي قصة نجاح من خلال إنقاذ العديد من الأطفال بفضل الشراكة القوية بين اليونيسف ووزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية. ورأت أن حملة اليوم تشكل تذكيرًا مهمًا جدا لحماية المجتمعات والإستمرار باللقاحات. ولفتت شابويزا إلى أن إعطاء الأولوية للقاحات هو رمز للحب الذي نكنه لأطفالنا، مشيدة بالتزام الحكومة اللبنانية بالبرنامح الموسع للتحصين للحفاظ على صحة الأطفال. (للمزيد...)