عمار ممثلا حاصباني خلال إطلاق الخطة الوطنية للتوعية على سرطان القولون والكشف المبكر عنه
وطنية - أطلقت وزارة الصحة العامة ونقابة الأطباء في بيروت والجمعية اللبنانية لأمراض الجهاز الهضمي والجمعية اللبنانية لأمراض التورم الخبيث، "الخطة الوطنية للتوعية والكشف المبكر عن سرطان القولون"، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وجمعية "سعيد" لدعم المرضى، خلال مؤتمر تم تنظيمه في بيت الطبيب في العدلية، برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني ممثلا بالمدير العام للوزارة الدكتور وليد عمار، وحضر المؤتمر مديرة البرامج في منظمة الصحة العالمية الدكتورة إليسار راضي ونقيب الأطباء في بيروت الدكتور ريمون الصايغ ورئيس الجمعية اللبنانية لأطباء الجهاز الهضمي الدكتور أنطوان أبو راشد ورئيس الجمعية اللبنانية لأطباء الأورام وأمراض الدم الدكتور نزار بيطار ورئيس قسم الجهاز الهضمي في مستشفى قلب يسوع الدكتور ميلاد عرموني ورئيسة جمعية "سعيد" السيدة هناء نمر والرئيس السابق لقسم الجهاز الهضمي في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور علاء شرارة وطبيب الجهاز الهضمي في مستشفى القديس جاورجيوس الدكتور جورج قرطاس وعدد من الأطباء والمعنيين.
وشدد المؤتمرون على "ضرورة الوقاية من هذا السرطان الذي هو من أكثر السرطانات انتشارا في لبنان، وأهمية إجراء الفحوصات اللازمة ابتداء من بلوغ العقد الخامس من العمر، واول هذه الفحوصات وأهمها الـFIT TEST الذي يكشف إذا ما كان هناك دم في البراز لا يمكن لحظه بالعين المجردة، ما يدل إلى الإصابة بهذا السرطان. وفي هذه الحال يمكن البدء بالعلاج السريع لمنع تمدد المرض".
عمار
وألقى المدير العام لوزارة الصحة كلمة حاصباني لفت فيها إلى أن "سرطان القولون واحد من أكثر السرطانات انتشارا في لبنان وسبب مهم من أسباب الوفيات التي يمكن تفاديها". وقال إن "التعاون ضروري بين مختلف المعنيين بهذا المرض لمكافحته وإنقاذ العديد من المواطنين".
ولفت إلى أن "وزارة الصحة العامة تعتمد الوقاية والتشخيص المبكر كركنين أساسيين في استراتيجيتها الوطنية لتحسين المؤشرات الصحية للمواطنين. وفي هذا السبيل قامت بدمج خدمات التوعية والاكتشاف المبكر للأمراض غير الانتقالية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين والسكري والسرطان ضمن نظام الرعاية الصحية الأولية، وذلك لمكافحة عوامل الخطورة عبر التوعية وتغيير السلوكيات المضرة بالصحة". وقال: "الوزارة، بالنسبة إلى مكافحة السرطان، تعتمد على برامج عمودية متخصصة إذ تقود حملات توعية هادفة كالحملة الوطنية السنوية لتشجيع الصورة الشعاعية للثدي بهدف التشخيص المبكر، كما أنها تقدم العلاج الكيماوي للسرطان مجانا، إضافة إلى تغطية تكاليف الاستشفاء والجراحة والعلاج بالأشعة، كما يعتبر السجل الوطني للسرطان إنجازا نوعيا وركنا أساسيا لهذا البرنامج".
وأشار إلى أن "الخطة الوطنية للتوعية والكشف المبكر عن سرطان القولون تلحظ محاور عدة تبدأ بمشروع ريادي Pilot Study لدرس تجاوب المواطنين مع حملة الكشف المبكر عبر استعمال FIT test وسبل تعاطي الجسم الطبي معها، لمعرفة العقبات التي ستعترض التطبيق لتجنبها خلال الحملة التي سيتم إطلاقها في وقت لاحق بعد الانتهاء من الاستعدادات اللازمة لضمان نجاحها". ولفت إلى أن "هذه المرحلة ستنفذ مجانا في مستشفى الحريري الحكومي الجامعي". ودعا المستشفيات والمختبرات الخاصة "التي تستطيع تأمين هذه الخدمة مجانا في هذه المرحلة إلى الانضمام إلى هذا المشروع".
وأوضح أن "الخطة الوطنية لا تقتصر على الكشف المبكر بل تشمل حملات توعية للرأي العام على طرق الوقاية وتشخيص سرطان القولون، إضافة إلى صياغة بروتوكولات علمية لمراحل التشخيص والمتابعة، تليها حملات تدريب للجسم الطبي المعني بهذا الموضوع".
وختم: "وزارة الصحة ستولي اهتماما خاصا بنوعية التحاليل المخبرية ومهارات الأطباء الذين سيقومون بفحص المنظار، وستعتمد الأطباء الحائزين شهادات تدريب لتطوير مهاراتهم وفق برامج معدة خصيصا لهذه الغاية".
وقائع المؤتمر
وكان المؤتمر استهل بالنشيد الوطني وكلمة ترحيب من عريفة المؤتمر عضو مجلس نقابة الأطباء طبيبة الأطفال لودي أبو رضا، ثم عرض عرموني إحصاءات عن سرطان القولون في لبنان أظهرت "تزايد الإصابة بهذا المرض في لبنان، إذ بلغت نسبة الإصابة بين العامين 2000 و 2005، 52 في المئة من اجمالي سرطانات الجهاز الهضمي، وبين العامين 2006 و 2010 نسبة 55 في المئة، وبين العامين 2011 و 2015 نسبة 54.5 في المئة، وهو يصيب بنسبة أعلى الرجال أكثر من النساء، وهو السرطان الرابع الذي يصيب الرجال في لبنان بعد سرطانات الرئة والبروستات والمثانة، والثاني الذي يصيب النساء في لبنان بعد سرطان الثدي".
وتحدث عن "ضرورة البدء بالوقاية والفحوصات اللازمة ابتداء من بلوغ العقد الخامس من العمر، وأهم هذه الفحوصات فحص الFIT الذي يكشف إذا ما كان هناك دم في البراز لا يمكن لحظه بالعين المجردة، ما يدل إلى الإصابة بهذا السرطان، وفي هذه الحال يمكن البدء بالعلاج السريع لمنع تمدد المرض".
بعد ذلك كان عرض تقني للخطة الوطنية للتوعية والكشف المبكر عن سرطان القولون تقدم به كل من شرارة وقرطاس.
جمعية "سعيد"
ثم ألقت نمر كلمة أشارت فيها إلى أن "الجمعية تأسست نتيجة تجربة شخصية بعد أن تم تشخيص إصابة زوجها سعيد بسرطان القولون وكان يبلغ من العمر سبعة وخمسين عاما، ما أدى إلى بدء مرحلة من المعاناة الجسدية والنفسية والمعنوية، فيما كان من الممكن تجنبها لو طلب طبيب العائلة فحص FIT ابتداء من سن الخمسين مع الفحوصات السنوية". وقالت: "هذا السرطان يمكن الشفاء منه إذا تم اكتشافه في مرحلة متقدمة. إن رسالة الجمعية تكمن في دعوة كل شخص بلغ الخمسين عاما إلى أن يسأل طبيبه عن الكشف المبكر لسرطان القولون".
ورأت أن "المصطلحات المستخدمة للكشف مثل الحكي عن البراز أو المنظار غير مقبولة اجتماعيا، كما أن كثرا لا يهتمون بالكشف المبكر ويعتبرون أن الكشف ضروري فقط عند الشعور بالأعراض". وشددت على "ضرورة القيام بفحص الـFIT".
بيطار
أما بيطار فألقى كلمة الجمعية اللبنانية للأورام وأمراض الدم وقال فيها: "إن الوقاية الأولية تهدف إلى الحد من معدلات الإصابة وتكمن أهميتها في أن عملية السرطنة ليست هدفا مميزا بل هي عملية تحدث بمرور الوقت، وتشمل هذه الوقاية التدخلات أو التلاعب في العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية والمسلكية في المسار السببي للسرطان. إن الكشف أو التشخيص المبكر يهدف إلى الكشف عن السرطان في بداية عملية السرطنة من دون أعراض إذ يمكن تقديم العلاج بسرعة وفعالية أكبر للحد من الوفيات".
وشدد على "أهمية الوقاية وإقناع المواطن بها لإجراء الفحص اللازم الذي يمكن من الكشف والتشخيص المبكر رغم غياب أي من العوارض لاستدراك المرض في مراحله الأولى إذ يتم الشفاء في أكثر من 90 في المئة من الحالات، وتجنب ما يؤدي إليه التشخيص في مراحل متأخرة من مضاعفات شديدة السلبية".
أبو راشد
بدوره قال رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء الجهاز الهضمي إن "إطلاق هذه الحملة خطوة أولى في مسيرة كبيرة هدفها الوقاية من سرطان القولون والكشف المبكر عنه". وأكد أنه "سيكون لها في المستقبل انعكاسات إيجابية تتمثل في انخفاض نسبة الوفيات الناتجة من سرطان القولون وانخفاض الحالات المتقدمة من هذا السرطان وارتفاع نسبة الشفاء، وإذا أمكن انخفاض نسبة الإصابة بهذا السرطان".
الصايغ
ولاحظ نقيب الأطباء في بيروت أنه "في ظل ما تشهده بلادنا اليوم من مهرجانات انتخابية ومناظرات تصاعدية لمرشحين ومناصرين، وفي ظل أجواء مشحونة بالعصبية، يحتشد الاطباء، بكل ما حصدوه من خبرات وأبحاث اكتسبوها خلال مشاركاتهم الحثيثة في الندوات والمؤتمرات سواء محلية أو عالمية ليقدموا لمجتمعهم ولمرضاهم انجع العلاجات وأجداها". ورأى أن "هذا المؤتمر يأتي ثمرة جهود بذلتها نقابة الأطباء من خلال الجمعية العلمية لأطباء أمراض الجهاز الهضمي والجمعية العلمية لأطباء التورم الخبيث والذين هم المحور الرئيس لتنفيذ وتطبيق الخطة الوطنية، بالتنسيق طبعا مع وزارة الصحة العامة التي ساهمت وتساهم في إعداد الخطط لتحقيق الهدف الكامل للوقاية والتوعية في الكشف المبكر لسرطان القولون، فضلا عن جهود منظمة الصحة العالمية ومؤسسة "سعيد" في انجاح هذه الحملة. ويهدف المؤتمر إلى أهمية التعريف بعوامل الخطورة والاعراض وأهمية الكشف المبكر للمرض في مراحله الاولية ما يفتح أبواب الامل بالشفاء ويقلل الاعباء المترتبة من جراء الاصابة بالسرطان".
راضي
بعد ذلك، ألقت مديرة البرامج في منظمة الصحة العالمية كلمة المنظمة، أشارت فيها إلى أن "معدلات السرطان إلى ارتفاع مضطرد عالميا إذ بات من الأسباب العشرة الرئيسية للوفيات في العالم، كما أن حوالى 70 في المئة من الوفيات الناتجة من الأمراض السرطانية تحصل في البلدان الفقيرة أو المتوسطة الدخل، ما يعني أن الكشف المبكر والتوعية على السرطانات بشكل عام، تبقى غير كافية في هذه البلدان". وقالت: "إحصاءات العام 2015 تشير إلى أن سرطان القولون هو رابع سرطان قاتل عالميا بعد سرطان الرئة والكبد والمعدة وقبل سرطان البروستات عند الرجال، والثالث عالميا كسرطان قاتل للنساء".
ونوهت "بأهمية هذه الحملة التي يتم إطلاقها للتوعية على سرطان القولون في لبنان"، مؤكدة أن "فريق عمل منظمة الصحة العالمية يدعم جهود وزارة الصحة في هذا المجال ضمن البرامج المشتركة، بالتعاون والشراكة مع مختلف الفرقاء".