حاصباني محاضرا في "دافوس": الاستقرار وبناء المؤسسات هي الضمانات الاساسية للاستثمار في اعادة الإعمار
ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة كلمات في جلسات حوار مفتوحة حضرها وشارك وفيها عدد من القياديين من عدة دول من القطاع الخاص والعام من بينهم الرئيسة التنفيذية للبنك الدولي، في منتدي الاقتصاد العالمي في دافوس بدعوة من المنظمين. تناول النقاش مواضيع تتعلق بإعادة إعمار الدول المتضررة من الحروب وقضية النزوح في منطقة الشرق الأوسط.
وعرض حاصباني تجربة اعادة إعمار لبنان ما بعد الحرب كما شرح التحديات المرتبطة بالنزوح السوري الى لبنان. وشدد على أهمية اقتران الاستثمار في اعادة الإعمار بتفعيل المؤسسات وتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي من خلال التطبيق الكامل للدستور الذي ينتج عن التوافق الوطني بعد الحرب، والاهتمام بالاستثمارات التي تؤمن الاستقرار الاجتماعي، وتفعيل الأجهزة الرقابية وتطبيق القوانين التي تكبح الفساد وتعزز الشفافية اضافة الى وضع ضوابط للسياسات المالية التي تمنع الاستدانة المفرطة، كعوامل ضامنة للاستثمار. كما ركز على اهمية القطاع الخاص في اعادة الإعمار والاستثمار في القطاعات كافة لا سيما تلك التي تضمن المنافسة لتحسين الخدمة تحت رقابة وتنظيم الدولة ولها جدوى اقتصادية تشجع على الاستثمار.
كما أكد نائب رئيس مجلس الوزراء اهمية وجود كل هذه العوامل اضافة الى التوافق السياسي والمصالحة الحقيقية والاستقرار الأمني من دون سلاح خارج الدولة او تأثيرات خارجية لكي يستفاد من الاستثمارات الى أقصى حد ولا ينتكس الوضع بعدها. وشرح كيف ان عدم وجود هذه العوامل مكتملة في لبنان بعد 28 عاما على انتهاء الحرب الأهلية اوصلنا الى أزمات اقتصادية واجتماعية متعددة منها النفايات الصلبة والصرف الصحي والكهرباء اضافة الى ضعف خدمة الانترنت وشبه انعدام لخدمات النقل المشترك وتحديات في التعليم الرسمي والصحة وتراكم الدين العام. واضاف: "لذا علينا اليوم ان نقوم بخطوات جريئة لتصحيح المسار وبناء المؤسسات من اجل ان نستقطب الاستثمارات ونستفيد منها. الاستثمار من دون مؤسسات وشفافية وإصلاحات قد يضر بالاستقرار على المدى البعيد لانه يراكم الديون من دون تغيير فعلي ومستدام".
وخلال جلسة نقاش في منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس نظمتها جريدة "الواشنطن بوست"، شدد حاصباني على ان الشرق الأوسط بعد داعش يحتاج لاستراتيجية متكاملة للسلام بعد إنهاء الاعمال العسكرية. وإذ رحب بنية الرئيس الاميركي دونالد ترامب احياء الاهتمام الأميركي بالشرق الأوسط، لكنه لا يرى كيف يترجم شعار "أميركا اولا" في قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.