وطنية - أطلق نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني برنامج تعاون مع مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس" في مجال "العلاج الشعاعي للأورام بالتقنيات الحديثة IMRT" وذلك في قاعة المحاضرات في المستشفى، بحضور رئيس جامعة القديس يوسف الأب اليسوعي سليم دكاش ورئيس قسم العلاج الشعاعي للأورام في المستشفى البروفسور إيلي نصر ورئيس مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس" الأب اليسوعي جوزيف نصار، ونقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون وحشد من المتخصصين. والـ IMRT تضمن توجيه الأشعة بشكل دقيق ومكثف على الورم مع تخفيف كمية الأشعة التي تتلقاها الأنسجة والأعضاء السليمة بأكبر قدر ممكن. وقد أثبتت دراسات علمية عديدة فعاليتها.
ولفت الوزير حاصباني إلى أنه كان مهتما منذ تبووئه منصبه في وزارة الصحة بإحياء العلاقة الإيجابية بين الوزارة والمؤسسات الخاصة التي يفتخر بها اللبنانيون على غرار مستشفى أوتيل ديو. وقال إننا نؤمن بالشراكة بين الدولة وكل مكونات المجتمع، ولا سيما القطاعات التي تعمل في خدمة الإنسان وبناء المجتمع. فنحن لا نتوقع أن تقوم الدولة بكل شيء ومن اعتقد ذلك باءت دولته إلى الفشل. كما أن العكس صحيح. فإذا كان القطاع الخاص يعمل وحده بحرية مطلقة من دون ضوابط تضعها الدولة فإن عمله سيؤدي إلى سلبيات.
وتابع وزير الصحة العامة مؤكدا أن "العالم المتطور يتجه إلى تعزيز الشراكة الحقيقية بين ما تقوم به الدولة وما يقوم به القطاع الخاص والمجتمع الأهلي والمؤسسات الخاصة والعامة، بحيث يتشارك الجميع بطريقة تكافلية تضامنية لخدمة الإنسان. فهكذا يتم بناء المؤسسات ويتم بناء الدولة".
وشدد الوزير حاصباني على "أن الدولة هي قطاع عام وقطاع خاص ومجتمع أهلي ومؤسسات عامة وخاصة وشعب، يتكافلون مع بعضهم البعض. وبرنامج التعاون الذي تطلقه وزارة الصحة العامة مع مستشفى أوتيل ديو هو مثال على هذا التكافل"، متمنيا المزيد من هذه الأمثلة من التعاون مع مؤسسات لها تاريخها ومصداقيتها العالية في خدمة الإنسان.
وأردف حاصباني ملاحظا أننا "نمر في مرحلة صعبة نرى فيها وتيرة متزايدة من الكلام والكلام المضاد، وأشخاصا كانوا قريبين من بعضهم بالأمس وباتوا بعيدين اليوم، وهناك الكثير من التغييرات حولنا، سواء في لبنان أم في العالم. أما في لبنان فنحن نمر في مرحلة دقيقة قبيل الإنتخابات التي نأمل أن نبلغ بواسطتها إلى المكان الذي نتمناه. وأمل ألا تمتد السلبية بين المتنافسين على المقاعد إلى المواطنين لأنه بالنتيجة علينا جميعا التعاون مع بعضنا البعض لبناء وطن سليم. والمهم أن تبقى النماذج السليمة لبناء الدولة من خلال التعاون بين المؤسسات العامة والمؤسسات الخاصة نماذج ساطعة للعمل على أساسها.
وختم وزير الصحة العامة مبديا ارتياحه لإطلاق واحد من هذه النماذج اليوم، متمنيا للمعنيين التوفيق والتعاون الدائم بين مستشفى أوتيل ديو المؤسسة العريقة ووزارة الصحة العامة والدولة اللبنانية.
وقائع الحفل
وكان الحفل قد استهل بكلمة للأب نصار أكد فيها العمل على تثبيت الدور السامي المتمثل بالتفاني في خدمة الإنسان المريض، وبتحديث البرامج الإستشفائية ومواكبة الإبتكارات العالمية في هذا الميدان وأحيانا مزاحمتها، وذلك بفضل عطاءات وجهود أطباء وممرضات وإداريين وعاملين وبفضل دورات تدريبية وندوات علمية تقام في الخارج أو يتم تنظيمها في الداخل وبفضل اتفاقيات التعاون مع وزارة الصحة العامة في لبنان من أجل تحقيق الغايات التي تشجع على بناء شراكات واسعة بين القطاعين العام والخاص.
ونوه الأب نصار بأن إطلاق برنامج التعاون مع وزارة الصحة في مجال العلاج الشعاعي للأورام بالتقنيات الحديثة له وقع كبير لدى إدارة المستشفى، لأنه من خلال روح الشراكة سيتم تحقيق ما تصبو إليه المستشفى وتعمل من أجله أي خدمة المريض، ولا سيما المغلوب على أمره في ظرف اقتصادي صعب ومبهم المعالم لا يمكن مواجهته إلا بروح التعاون والشراكة وبذهنية مبنية على العلم وبروح تعاضدية.
وختم الأب نصار داعيا إلى المزيد من التعاون البناء والخلاق فيكون "أوتيل ديو دو فرانس" ووزارة الصحة العامة مثالا يحتذى للشراكة الحقيقية والفاعلة بين القطاعين العام والخاص.
ثم تحدث البروفسور نصر فلفت إلى أن العلاج بالأشعة في مستشفى أوتيل ديو يعود إلى العام 1925 وقد كان من أهم المراكز العلاجية في الشرق الأوسط. وقد وصل عدد الجلسات عام 1961 لحوالى 15000 جلسة سنويا. ولكنه أقفل عام 1977 مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية لمدة 24 سنة. ولم يستعد نشاطه إلا في أيلول 2001 عندما تمت إعادة تأهيله بأحدث التقنيات. ومنذ العام 2001 وحتى اليوم تم علاج حوالى عشرة آلاف مريض أصيبوا بكافة أنواع الأمراض السرطانية، ولا سيما سرطانات الثدي والبروستات التي تشكل خمسين في المئة من مجموع الإصابات.
وتابع البروفسور نصر فلفت إلى "أن قسم الأشعة شهد في العام 2013 نقلة نوعية، بحيث تم تجديده كليا ليواكب أحدث التكنولوجيا المتوفرة عالميا. أما جهاز الـ IMRT فهو كما أوضح البروفسور نصر كناية عن تقنية علاج شعاعي خارجي تمكن الطبيب من توجيه الأشعة بشكل دقيق ومكثف على الورم مع تخفيف كمية الأشعة التي تتلقاها الأنسجة والأعضاء السليمة بأكبر قدر ممكن. ومن خلال دراسات طبية عديدة وعلى سنوات طويلة، أثبتت الـ IMRT فعاليتها بمعالجة أورام عديدة وخاصة أورام البروستات وأورام الدماغ والجهاز العصبي، أورام الرأس والعنق وحالات مختارة ومعينة في بقية الأعضاء. وإذ نوه بأهمية وكفاءة الطاقم العامل في المستشفى، توجه البروفسور نصر بالشكر للوزير حاصباني على الخطوة البالغة الأهمية بالنسبة للمرضى اللبنانيين، ولا سيما المحتاجين منهم، خصوصا أن غالبية الفئات الضامنة تنتظر أن يرمز الضمان الـ IMRT قبل البدء بتغطية تكاليف هذا النوع من العلاج الشعاعي.
البروفسور دكاش
ثم كانت كلمة البروفسور سليم دكاش اليسوعي الذي أبدى تقديره لحضور وزير الصحة العامة في الجامعة اليسوعية وفي الكليات الطبية لرعاية احتفالاتها ومناسباتها التعليمية والاجتماعية. وقال إنه لا يحيي جهود الوزير حاصباني فقط بل رؤيته في وزارة الصحة العامة بأن يقدم للبنانيين وخصوصا ذوي الإحتياجات الخاصة أفضل برنامج للعلاج الصحي.
وتابع "بموجب هذا البرنامج الريادي للتعاون مع أوتيل ديو دو فرانس سوف يستفيد أكثر من مئة من مرضى الأورام السرطانية من العلاج الشعاعي على أحدث الآلات التي يشرف عليها خيرة الأطباء والتقنيين من ذوي الخبرة في المستشفى ويكون العلاج متوفرا كذلك لأولئك الذين هم من ذوي الدخل المحدود. هكذا يتم تعزيز السياسة الإجتماعية في توسيع حلقة المستفيدين من التقديمات الصحية. وبموجب بروتوكول التعاون مع وزارة الصحة يقوم مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس" بتوقيع اتفاقات مع مستشفيات المنطقة التي ليست لديها الوسائل الحديثة من طراز IMRT لكي يستفيد مرضاها أيضا من هذا البرنامج الريادي".
وختم البروفسور دكاش مؤكدا ان "أفضل خدمة يتم تقديمها للمريض هو أن نشبك الأيادي بعضها بالبعض الآخر للعمل معا لصالح المريض وفاقد الصحة الذي هو سبب وجودنا وعلة رسالتنا الإستشفائية والاجتماعية".
تكريم
وتقديرا على دعمه للمستشفى، سلم كل من البروفسور الأب دكاش والأب نصار درعا تكريمية للوزير حاصباني، كما كان درع تعبير عن شكر لكل من مستشار الوزير الدكتور غسان يارد ومدير مكتب وزير الصحة ومستشاره الأستاذ ميشال عاد.