عقد لقاء إعلاميًا مشتركًا مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف حول مكافحة كورونا
وأكد أن الفيروس لا يحتاج إلى جواز مرور ومسؤوليتنا تكمن في محاربته
الوزير د. حسن: كورونا المستجد لم يبلغ حتى تاريخه مرحلة الإنتشار
ولبنان في مرحلة احتواء تفشيه
عقد وزير الصحة العامة د. حمد حسن لقاء إعلاميًا موسعًا فنّد بالتفصيل الإجراءات المتبعة من قبل وزارة الصحة العامة لمكافحة وباء كورونا المستجد ورد على التساؤلات المطروحة في هذا المجال بمشاركة ممثلة منظمة الصحة العالمية د. إيمان الشنقيطي، ممثلة اليونيسف في لبنان يوكي موكو، المدير العام لوزارة الصحة العامة د. وليد عمار، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي د. فراس أبيض، رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة د. عاتكة بري ورئيسة برنامج الترصد الوبائي في الوزارة د. ندى غصن.
واستهل الوزير د. حسن كلمته بالتوجه بالشكر للجنود المجهولين الذين يواكبون ميدانيًا إجراءات وزاة الصحة، بدءًا من الصليب الأحمر إلى الممرضين والأطباء والإداريين والعاملين كافة في مستشفى الرئيس الحريري والفريق التابع لوزارة الصحة الموجود في حال من الإستنفار المستمر لمتابعة كل الحالات على قدر عال من المسؤولية كما طلاب الطب في الجامعة اللبنانية وعدد من الجامعات الخاصة والمتطوعين الذين يشاركون في التتبع والترصـّد للتأكد من الإلتزام بالحجر المنزلي الإلزامي.
وأكد "أنه بشهادة منظمة الصحة العالمية والمنظمات الأممية المعنية، لا يزال لبنان في مرحلة إحتواء فيروس كورونا الذي لم يصل بعد إلى مرحلة الإنتشار، وقد تحقق ذلك بفضل تعاون الجميع. ولفت إلى أن العمل سيستمر بكل شفافية وواقعية للمحافظة على المعايير المطلوبة والمحددة من قبل منظمة الصحة العالمية".
وقال د. حسن: "إننا حريصون على نقل الصورة الشفافة والصادقة لمجتمعنا وللمجتمع الدولي، ونحن مقتنعون أن هذه الصورة ستدفع بمجتمعنا إلى أن يتحمل المسؤولية الأكبر في سبل مكافحة الوباء"، ودعا وزير الصحة العامة المواطنين إلى التدقيق بمصادر المعلومات خصوصًا أن هناك كمًا كبيرًا من الشائعات التي يتم تناقلها والتي تبث الرعب والهلع.
أضاف الوزير د. حسن أنه من موقع مسؤوليتنا عن الصحة والسلامة العامة، لا يمكن أن ندلي بتصريحات من منطلق مغاير للواقع بل إننا نعكس صورة الواقع كما هو، والمعطيات التي نحصل عليها من مستشفى الحريري مباشرة والتي يعلنها المستشفى هي التي تؤكد للناس وللمجتمع حقيقة الواقع وكيف يجب المحافظة عليه.
وتابع وزير الصحة العامة أن مسؤوليتنا تكمن في الحد من إنتشار الفيروس الذي لا يحتاج، على غرار الإنفلونزا، إلى فيزا أو جواز مرور. فنحن مسؤولون، أولا وأخيرًا، عن محاربته وليس التلهّي بأمور أخرى. وختم قائلا إن الوضع في لبنان حتى تاريخه آمن ومطمئن وفي مرحلة احتواء تفشي الفيروس، آملا أن يستمر كما هو عليه ومتمنيًا للجميع العافية والسلامة.
الشنقيطي
وكانت ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان د. إيمان الشنقيطي قد لفتت إلى ضرورة نشر المعلومات الصحيحة والإبتعاد عن الشائعات لأنه من الممكن أن تعرّض معلومة واحدة خاطئة حياة الناس للخطر. وأعطت الشنقيطي مثالا عن المعلومة الخاطئة التي نقلت أخيرًا عن مدير عام منظمة الصحة العالمية وكان مفادها أن خطر الوباء قد زال، فيما الصحيح أن المدير العام كان يقول أن ليس من جائحة (pandemic) إنما هناك وباء، ودعت الإعلاميين إلى التعاون الجدي والمسؤول في هذا المجال لزيادة الوعي بين الناس.
يوكي موكو
بدورها شددت ممثلة اليونيسف في لبنان يوكي موكو على أهمية نشر الوعي والمسؤولية وتخفيف الهلع، فيعمد المواطنون إلى نشر المعلومات الصحيحة غير الخاطئة. وركزت على ضرورة المحافظة على النظافة الشخصية لأنها عنصر أساسي للحماية. وأكدت أن اليونيسف ستتابع العمل مع وزارتي الصحة والتربية لتوحيد الإرشادات في المدارس وحماية الأولاد.
غصن
ثم أوضحت د. غصن آلية العمل في برنامج الترصّد الوبائي وقالت إن فريق العمل يعمل على الكشف عن الحالات وتثبيتها وعزلها، كما يحدد المخالطين ويضعهم تحت الحجر الصحي المنزلي في ظل متابعة حثيثة من قبل وزارة الصحة العامة. وأوضحت أن الحالات المشتبه بها هي تلك القادمة من بلدان سجل فيها انتشار محلي، أو من الذين يعانون من التهابات تنفسية حادة غير معروفة الأسباب أو من الذين احتكوا مع مصابين بعدوى فيروس كورونا المستجد. وذكرت بأنه يتم كشف الحالات المثبتة من خلال الحالات المشتبهة التي يتم تحديدها بواسطة مراقبة نقاط العبور والإبلاغ من القطاع الصحي والإٍستشفائي والخط الساخن للكورونا المستجد ومتابعة القادمين من البلدان التي تسجل انتشارًا محليًا. وبالنسبة إلى الحالات الثلاث عشرة المثبتة، لفتت رئيسة برنامج الترصد الوبائي في وزارة الصحة العامة إلى أن من بينها ثماني حالات عدوى من خارج لبنان، وخمس حالات عدوى في لبنان من مقربين للحالات المستوردة. وهذا يعني أن ليس من إنتشار محلي للفيروس حتى الآن. وقالت إن 54% من الذكور و46% من الإناث.
بري
بدورها، تحدثت د. بري عن أن وزارة الصحة العامة تقوم بمراقبة الحدود إلتزامًا باللوائح الصحية الدولية التي جدد لبنان التوقيع عليها في العام 2010، وجرى تفعيل التوصيات المتعلقة بهذه اللوائح منذ بدء انتشار وباء كورونا المستجد. أضافت أن هناك سلسلة مترابطة في هذا المجال تبدأ بالمراقبة التي تقوم بها وزارة الصحة العامة على المعابر وتنتهي بالفرد نفسه وأي إخلال بأي حلقة من هذه السلسلة يؤدي إلى مخاطر، لذا الكل مدعو إلى تحمل المسؤولية المشتركة في هذا المجال. وأوضحت رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة أن فرق وزارة الصحة تتابع البلدان التي تعتبر مركزًا للوباء بشكل أولي من خلال ترصد الوافدين والطلب منهم أن يعبئوا استمارات تعريف لتتبع حالاتهم، أما البلدان الأخرى غير المصنفة كبلدان موبوءة فتجري مراقبتهم من خلال الكاميرات الحرارية الموضوعة في مطار رفيق الحريري الدولي والموصولة بشاشات كومبيوتر تظهر عليها حرارة القادمين. وأكدت د. بري أن استنفار فرق وزارة الصحة العامة مستمر من دون كلل أو توقف لترصد القادمين وتتبع أوضاعهم.
أبيض
ثم تحدث د. أبيض عن جهوزية مستشفى الحريري مشيرًا إلى أن المستشفى كان مجهزًا بوحدة خاصة لتتبع الأمراض الوبائية بمساعدة من منظمة الصحة العالمية ومفوضية شؤون اللاجئين. وعندما برزت الحاجة لمكافحة وباء كورونا المستجد تم تجهيز قسم معزول بالكامل في المستشفى يتضمن 128 سريرًا في 64 غرفة إضافة إلى اثنتي عشرة غرفة فيها Negative Pressure وهذه الغرف معزولة بالكامل.
ولفت رئيس مجلس الإدارة في مستشفى الحريري إلى افتتاح وحدة الطوارئ الجديدة والمتكاملة في المستشفى لاستقبال الحالات المتصلة بالوباء، مضيفا أن أهميتها تكمن في تجهيزها بسكانر لتشخيص المرض، فلا تكون حاجة لنقل المريض إلى القسم الآخر من المستشفى الذي يستقبل مرضى آخرين.
اضاف أن مختبر مستشفى الحريري هو المختبر الوحيد المعتمد في لبنان لإجراء فحص كورونا المستجد بالشكل الدقيق المطلوب.
وأكد د. أبيض العمل على زيادة الجهوزية والتنسيق مع بقية المراكز الصحية ولا سيما المراكز الجامعية في حال تطور المرض أو زادت أعداد المصابين. وحرص على التقدم بالشكر للعاملين في المستشفى الذين لم يترددوا في مواجهة الوباء بل أظهروا كل بذل وعطاء، مؤكدًا أن لمستشفى الحريري شرف القيام بدور رد العدوى عن الوطن.
عمار
وكانت المداخلة الأخيرة للمدير العام د. وليد عمار الذي أكد الشفافية التامة لوزارة الصحة التي تعتمد قدرًا عاليًا من المهنية في التعاطي مع موضوع وباء كورونا المستجد، وذلك رغم محدودية الموارد. وقال إن الحالات التي تم تسجيلها هي إما من المصابين بالعدوى في الخارج، وإما من المقربين من المصابين، وهذا يعني أن لا إنتشار محليًا للوباء. وأورد عمار أن إجمالي عدد الوافدين الذين تمت متابعتهم بلغ 2848 موزعين على الشكل التالي: الصين 400، ايران قبل 20 شباط 942، ايران منذ 20 شباط 1230، ايطاليا 276 يضاف اليهم 64 وافد عبر المعابر البرية62 من ايران، واحد من ايطاليا واحد من الصين.وقال إننا وصلنا إلى مرحلة ضبطنا فيها الوضع وبات الوباء في مرحلة الإحتواء رغم أن دولا غنية لم تتمكن من احتواء الوباء وحصل فيها انتشار محلي للفيروس. أضاف د. عمار أننا نتوقع بروز حالات أخرى، ولكن المعيار الأساسي هو في اكتشاف الحالات في الوقت المناسب وتطويقها ومنع انتشارها.