داعيا ً طلاب المعهد الانطوني – الحدت للتمسك بحقهم بالحياة والحرية والسعي الى السعادة
حاصباني : سلامة الغذاء دورة متكاملة وفي صلب عمل الوزارة
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني أن تأمين سلامة الغذاء في صلب عمل الوزارة وليس أمراً عرضياً، مشدداً ان الغاية من حملات التفتيش وآخرها على المسالخ والكبيس ليس تقديم مادة إعلامية أو تسكير مطعم أو مؤسسة غذائية، بل السهر على صحة المواطن وضمان سلامة الغذاء التي تبدأ من المصدر أي من الزراعة والري ونوعية المبيدات مروراً بالنقل والتخزين وصولاً الى المطعم والمنزل، وفي كل هذه الدورة يجب أن يكون الطعام مجهز بطريقة صحية. وأشار الى أن لبنان من أفضل دول العالم بالنسبة لقطاع الصحة بشكل عام، إذ إن معدل سنوات العمر مرتفع في لبنان، ويضاهي بريطانيا على سبيل المثال.
كلام حاصباني جاء خلال لقاء حواري مع طلاب المعهد الانطوني - الحدت، حيث عرض لهم تجربته الشخصية في تحصيل العلم وفي سوق العمل وحضهم على المثابرة للنجاح وتحقيق الاهداف والمنافسة من دون تحطيم الاخر بل التفوق عليه بشرف ومحاولة دفعها الى الامام. كما دعا الطلاب الى التمسك بحقهم بالحياة وبالحرية وبالسعي الى السعادة. كذلك شرح لهم دور وزارة الصحة العامة في رعاية المواطنيين وتوعيتهم، وتعزيز قطاع الصحة ليبقى في أعلى المستويات، بالاضافة الى الاشراف على المستشفيات الحكومية وتأمين الادوية للامراض المزمنة والمستعصية.
وتابع حاصباني عرض ملف سلامة الغذاء، فاشار الى ان التحدي الاكبر هو ضرورة وجود تعاون بين وزارة الصحة والوزارات الاخرى، خاصة وزارة الطاقة والمياه. واضاف: "لدينا مشكلة كبيرة لها علاقة بالتلوث من تلوث هوائي، الى تلوث مائي ناتج عن المبيدات الزراعية التي تؤثر على المياه الجوفية. بالامس في إطار الاجتماعات المخصصة للاقضية التي أترأسها كنائب رئيس مجلس الوزراء في السراي مكلفاً من الرئيس سعد الحريري كان لدي اجتماع مع محافظة بعلبك الهرمل وأكثر من 25 رئيس بلدية، واتحادات، للاطلاع على حاجات المنطقة والاوضاع القائمة. وتبين لي وجود وضع بيئي صعب وأن إحدى أكبر المشاكل التي تواجهها هي نوعية المياه الجوفية، لانه لا يوجد شبكات صرف صحي، فهذه المجاري تمر بالابار المائية لتعود الى الشرب. وهذا ما يسبب على المدى البعيد مشاكل صحية توصل الى السرطنات. وإتفقت معهم على ان الأولوية لمعالجة الصرف الصحي قبل معالجة مشاريع الري وغيرها، لان الصرف الصحي يؤثر على كل الامور".
ورداً على سؤال حول قانون ضمان الشيخوخة، لفت حاصباني الى ضرورة اقرار سلسلة تشريعات في هذا المجال، مشيراً الى أن وزار الصحة تقدم استشفاء مجاني لمن هم تجاوزوا عمر الـ64، والضمان الاجتماعي بدأ بتخاذ خطوات في هذا المجال، لكن هذا لا يكفي فنحن بحاجة الى ضمان متكامل يشمل الشيخوخة بمعيشتها وصحتها، كاشفاً عن أن الوزارة تقوم بوضع دراسة تتعلق بالاستشفاء الشامل والذي يشمل الكبار في السن.
ورداً على سؤال، دعا حاصباني الى الطلاب استخدام المفردات الغوغائية كعصابات الادوية فالاصح هو وجود cartel دواء يعمل على التحكم بسعر الادوية من دون منافسة، وعلى الدولة أن تقوم بإدخال منافسة وتأمين سوق انتاج الدواء، وتشجيع قيام شركات لخلق جو المنافسة عبر مناقصات شفافة، واضاف: "هدفنا ليس تدمير الشركات لكن نسعى الى عدم تحقيق ارباح على حساب الدولة والمواطن، ونعمل على تشجيع الصناعة الوطنية، وخلق المنافسة".
وعن البطاقة الصحية، قال حاصباني: "نحن انطلقنا من فكرة الحكومة الالكترونية، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع كان رأس حربة باعادة التصويب نحو الحكومة الالكترونية لانها أساس الشفافية ووقف الهدر. فالبطاقة الصحية هي عبارة عن السجل الصحي، واليوم للاسف في لبنان لا يوجد سجل صحي وهذا أمر مكلف للدولة والمواطن على السواء. وهناك قانون للبطاقة الصحية، ونعمل اليوم على تعديله ومن الممكن أن نسحبه من مجلس النواب لانه يوجد فيه نواقص وخلال فترة شهرين ستنعلن عن خطتنا للاستشفاء الشامل وفي طليعة بنودها البطاقة الصحية".
ولفت حاصباني الى أن الوزارة تقوم بكشف دوري على المصانع والمدارس والمؤسسات، وتعمل مع وزارة الداخلية من أجل تفعيل المراقبين الصحيين في البلديات ليقوموا بواجبهم في نطاق عملهم بالبلدية.
وشدد نائب رئيس مجلس الوزراء على أهمية التعاون بين الوزارات لأنه لا يمكن لاي وزير ان يدير السلطة بنفسه، محذراً من أنه اذا لم يتعاون الوزراء في ما بينهم كفريق عمل لا يمكن أن نصل الى بناء الدولة الحقيقية.
وعقب اللقاء افتتح حاصباني قسم الحضانة في المعهد الانطوني. وفي الختام جال برفقة رئيس الدير الاب جورج صدقة على أرجائه وشارك بمأدبة غداء أقيمة على شرفه.