عقد وزير التربية والتعليم العالي القاضي طارق المجذوب ووزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن ورئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب، مؤتمرا صحافيا مشتركا في وزارة التربية، حول التدابير والإجراءات المستخدمة من الجهات الثلاث إثر تسجيل حالة كورونا إيجابية لدى إحدى طالبات كلية الإعلام - الفرع الأول في الجامعة اللبنانية، وذلك في حضور مدير الفرع الأول الدكتور عماد بشير، الدكتور راغب جابر، الدكتور خليل بيضون، مديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا الخوري، المستشار الإعلامي لوزير الصحة رضى الموسوي والمستشار الإعلامي لوزير التربية ألبير شمعون.
المجذوب
وتلا وزير التربية بيانا مشتركا، قال فيه: "لقد عاودنا التدريس في كليات الجامعة اللبنانية بهدف التعويض على الطلاب وإجراء امتحانات لكل الصفوف الجامعية جزء منها عن بعد والجزء الآخر حضوري بحسب الاختصاصات، وذلك للحفاظ على مستوى التعليم الجامعي. وقد أخذت الجامعة اللبنانية مشكورة كل الإجراءات الوقائية اللازمة، لكن سنواجه بعض الحالات وسنعالج الأمر بطريقة مهنية علمية. وحفاظا على سلامة الطلاب في الجامعة، سيتم فحص كل الطلاب في المبنى الذي تنقلت فيه الطالبة العزيزة على قلوبنا جميعا المصابة التي نأمل لها الشفاء العاجل لتعقيمه، كما فحص المخالطين ومتابعتهم من جانب وزارة الصحة العامة".
أضاف: "إن وزارة التربية والتعليم العالي بالتعاون مع وزارة الصحة، ستصدر بروتوكولا صحيا لمواكبة العام الدراسي والجامعي المقبل. سنطلق في القريب العاجل مع معالي الوزير والمعنيين خطة العودة الى المدارس والمعاهد والجامعات بكل جوانبها الصحية والتربوية والنفسية والإجتماعية. إن الإجراءات التي ستقوم بها الطواقم الطبية المتخصصة، تؤكد التزامنا بتوفير كل المستلزمات والتدابير التي تضع حدا لإنتشار فيروس كورونا. كل طالب وأستاذ وموظف ومستخدم في الجامعة هو بمثابة فرد من عائلتنا، وإن المراقبة الحثيثة لأوضاع الطلاب والعاملين وقياس الحرارة عند الدخول إلى المبنى والتركيز على وجود العوارض، أدت إلى كشف الإصابة في أسرع وقت ممكن والتنبيه إلى مصدرها والذي ثبت أنه من خارج الجامعة. من هنا، فإن لبنان على غرار دول العالم التي تعاني تداعيات الفيروس، يعمل بكل مؤسساته وخصوصا الصحية والطبية، على إعادة فتح البلاد بكل وعي لاستئناف النشاط الإقتصادي والتربوي وعلى المستويات كافة، ضمن خطة العودة الآمنة إلى الحياة الطبيعية".
وتابع: "إننا نقدر عاليا التعاون بين المؤسسات في القطاعين العام والخاص، كما نقدر الدور الوطني الذي تضطلع به وسائل الإعلام في مواكبة هذا الأمر وتوعية المواطنين، والتشديد على العمل والدراسة والإنتاج الوطني ضمن معايير الحماية الصحية المفروضة".
حسن
بدوره، قال وزير الصحة: "لا شك أن تسجيل حالة كورونا بين الطلاب هو أمر متوقع، ولكن الحكمة في متابعة الإجراءات التي تفضل معالي الوزير المجذوب بالإشارة إليها، ونحن كوزارة صحة عامة بطواقمنا الطبية والصحية سنتابع الموضوع طبقا للخطة الموضوعة من جانب اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا. أود أن أشير إلى أن هذا الأمر هو جرأة مدروسة ومسؤولة من جانب معالي وزير التربية وحضرة رئيس الجامعة، بأن يعود الطلاب إلى الجامعة وصروحها، فهذه رسالة إيجابية إلى العالم حول العام الدراسي المقبل".
أضاف: "أغتنم الفرصة لتوجيه رسالة إلى اللبنانيين جميعا وخصوصا إلى عالم الإنتشار اللبناني. إذ أن اليوم سيكون الرقم صادما بعدد الإصابات لكنه للأسف مرتبط بشكل أو بآخر بالإغتراب اللبناني. فقد تبين أن أحد المغتربين الذي ظهرت فحوصه إيجابية كان حضر عرسا وذهب إلى حوض السباحة ولعب كرة القدم، ولم يسأل عن الإجراءات حتى قبل أن تصدر نتيجة فحوصه الطبية. لذا، أود أن أصر وأؤكد أن المسؤولية الفردية والشخصية هي واجبة، فكلنا مسؤول من سلطات محلية وبلدية وأمنية بأن نتابع هذه الحالات، وإذا كان هناك من يتجاوز فيجب أن يخضع للقانون".
وتابع: "إن تعاوننا جميعا إن كان في الميدان مع إعادة فتح البلد، أو في الجامعة وأينما كنا، يجب أن يكون ضمن الإجراءات الوقائية وتطبيق التباعد الإجتماعي، والمسافة الآمنة هي السبيل الوحيد لدرء انتشار الوباء على كل الصعد".
أيوب
أما رئيس الجامعة فقال: "أشكر معالي وزير التربية ومعالي وزير الصحة، وأذكر بالحفاظ على القواعد العامة للسلامة الصحية لكل أساتذة الجامعة اللبنانية وطلابها".
أضاف: "إن ما تعرضنا له بالأمس من شخص مصاب من خارج الجامعة اللبنانية قد حضر إلى الجامعة، ولكن اتخاذ الإحتياطات لدى إدارة الجامعة كانت معقولة للغاية من أجل عدم انتقال العدوى. فقد خاضت الجامعة تجربة العودة إلى الصفوف لمتابعة الدروس الحضورية للطلاب الذين لم يتمكنوا من متابعتها عن بعد، ولمتابعة الدروس التطبيقية التي لا يمكن أصلا أن تنجز عن بعد. بالإضافة إلى امتحانات مع كل المعايير الواجب إتخاذها وعلى رأسها استخدام الكمامة والتباعد الإجتماعي، فقد نجحت الجامعة اللبنانية، لا سيما وأن عددا كبيرا من الكليات شارفت على إنهاء إمتحاناتها. وهناك كلية أنجزت إمتحاناتها بالكامل، وبالنسبة إلى كلية الإعلام أود التأكيد أن الحالة التي تم إكتشافها بالأمس في الفرع الأول خلال الإمتحان، ولكن هذه الإمتحانات ظلت مستمرة في الفرع الثاني وفي عمادة الكلية، بالإضافة إلى الفروع الأخرى".
وتابع: "أشكر وسائل الإعلام على المتابعة الحثيثة لما يجري في الجامعة اللبنانية، ولدعمهم الكامل لها. فهذه الخطوة أساسية بالنسبة إلينا، لكي نبني عليها في العام الدراسي المقبل. نحن كجامعة لبنانية تحتضن نحو 82 ألف طالب، لا يمكننا إلا أن ننهي العام الدراسي في شكل لائق، لأننا نتوقع أن نستقبل في العام الدراسي المقبل أكثر من 82 ألف طالب، وبالتالي لا يمكننا مراكمة الأعداد من سنة إلى أخرى، وأعتقد أن الإجراءات التي تم اتخاذها في الجامعة، هي اجراءات جريئة واستثنائية. وأشكر معالي الوزيرين على دعمهما الدائم للجامعة اللبنانية في الوصول إلى ما وصلت إليه، ونؤكد أننا سوف نتابع الإجراءات في شكل كامل في كل فروع الجامعة اللبنانية، لكي يصبح إمكان إنتقال العدوى ضئيلا، ومع الكمامة يتدنى مستوى انتقال العدوى إلى أقل ما يمكن".
وأردف: "إن الإمتحانات في الفرع الأول تسير، وإذا كنا أوقفنا الإمتحانات في وقت متأخر بالأمس، فقد كان لدينا صعوبة لوجستية في إعادة برمجة الإمتحانات لنعاودها غدا لأسباب تقنية بحتة، وليس لها علاقة بالإصابة التي تعرضت لها الطالبة. لذا سوف نعاود الإمتحانات في الفرع الأول لكلية الإعلام يوم الإثنين المقبل، ونأمل ألا يكون أي شخص من المخالطين لهذه الطالبة قد أصيب بالعدوى".
حوار
وردا على سؤال عما إذا كانت تمت ترجمة خوف الطلاب بالحالة التي تم تسجيلها بالأمس، وأن الطلاب يختلطون خارج المبنى، قال أيوب: "يجب أن نخاف، ولكن بعقل، وقد كنا على استعداد أنه في أي لحظة يمكن أن نكتشف حالة إصابة، ولكن طالما أن الإجراءات الصحية يتم تنفيذها في شكل مناسب، فباعتقادي أننا يجب أن نتابع، إذ أننا كمؤسسات تربوية يجب أن نأخذ إجراءات واضحة وقد قمنا بذلك. وإن القوانين والإمكانات لا تتيح لنا إجراء امتحانات عن بعد، وإن معظم طلابنا متجاوبون، فنسبة الحضور تلامس المئة بالمئة في بعض الكليات والأماكن مثل الكليات التطبيقية. ونحن نتعاطى مع طلابنا وكأنهم من أبنائنا. وكما نسمح لأبنائنا بالخروج من البيت وعيش حياتهم في شكل طبيعي، فإن طلابنا يحضرون إلى الجامعة ويعيشون حياتهم التربوية بصورة طبيعية، ضمن معايير محددة ومتخذة في كل الفروع. ونحن ننشر على موقع الجامعة كل الإمتحانات التي تجرى في الفروع كافة، ويتضح من خلال الأفلام تطبيق الممارسة المتشددة لجهة التباعد في الصفوف والملاعب وارتداء الكمامة".
وإذا كان الطلاب المخالطون للمصابة سيتوقفون عن امتحاناتهم، قال: "أكيد ولمدة عشرة أيام ونجري الفحوص الطبية في مستشفى رفيق الحريري والجامعي على نفقة وزارة الصحة، بناء على التعاون بيننا. وأشكر معالي وزير التربية على متابعته حتى منتصف الليل، وكذلك معالي وزير الصحة. وأشيد بعمل فريق تاسك فورس في الجامعة اللبنانية، هذا الفريق الذي أخذ على عاتقه مع الدكتورة رولا عطوي مهمة التواصل مع كل الأشخاص الذين تمت المخالطة معهم، وتم إجراء أول فحص مخبري لهم اليوم، ولو كان سيظهر أنه سلبي في حال كانت العدوى منذ يوم واحد، ولكن هذا الفحص يدلنا ما إذا كان أحد هؤلاء الطلاب مصابا قبل مجيئه إلى الجامعة، وهذا مؤشر يمكن أن نبني عليه في وقت لاحق، فنحافظ على جامعتنا وطلابنا".
وسئل وزير الصحة: لقد أصيبت الطالبة خارج الجامعة من شقيقتها التي تعمل في أحد المستشفيات، فأجاب: "نحن نتابع إجراء الفحوص باستمرار للطواقم الطبية والإدارية، ضمن حملة الكشف والتشخيص، وذلك لبناء مناعة مجتمعية تدريجية وخبرات واختصاصات، وبالتوازي مع هذا الترصد الذي نقوم به، نقوم بحملة موجهة وشاملة للحفاظ عل الحد المقبول من الإصابات لكي نتعامل معها. ولكن الوضع في شكل عام جيد وتحت السيطرة ضمن الخطة الموضوعة لحماية الشعب اللبناني".