الأبيض تسلم مستودع الأدوية بعد إعادة بنائه وزيادة سعته إلى 8000 متر مكعب: إعادة النهوض بهذا المكان الرمز حافز لتغلب لبنان على أزمته
تسلم وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض مستودع الأدوية المركزي التابع للوزارة في الكرنتينا، بعد إنجاز إعادة بنائه إثر تدميره في تفجير مرفأ بيروت، وذلك وفق أعلى المعايير وإجراءات السلامة مع زيادة سعة التخزين من ستمائة متر مكعب إلى ثمانية آلاف. وقد تم ذلك بتمويل من حكومة اليابان ودولة الكويت ومنظمة الصحة العالمية للطوارئ، كما قامت منظمة اليونيسف ومن خلال المساعدات الأوسترالية (Australian Aid) والمفوضية الأوروبية بتغطية تكاليف أربع عشرة غرفة تبريد ونظام كهرباء يعمل على الطاقة الشمسية لتشغيل المستودع بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن الإستدامة ومصادر الطاقة النظيفة.
الأبيض
وتوقف الوزير الأبيض "أمام أهمية هذا اليوم بالنسبة إلى المرضى في لبنان لأن القدرة الإستيعابية لمستودع الأدوية أصبحت أكبر كما بات المستودع يستفيد من طاقة مستدامة وأنظمة ممكننة تؤكد إيصال الدواء واللقاح والمعدات الطبية للمريض بكل شفافية وفي الوقت المناسب، ما لم يكن موجودا قبل سنتين".
وتابع:" أن إعادة النهوض في هذا المكان الرمز الذي شهد واحدة من أكبر المصائب التي عرفها لبنان تشكل حافزا وبصيص أمل لكل لبنان بأن هناك إمكانية للتغلب على أزمته والخروج إلى وضع أفضل بإذن الله".
وأكد وزير الصحة العامة "أننا نتطلع أن يخرج لبنان من أزمته إلى نظام أفضل وشفافية أكثر بحيث يكون قادرا على تأمين الخدمات الصحية التي يحتاج إليها الشعب اللبناني والمقيمون على أرضه".
وتوجه الوزير الأبيض إلى الحضور مستذكرا الأغنية الشهيرة "لن تسير وحدك أبدا" "You will never walk alone"، والتي تقول كلماتها إنه "خلال السير في العاصفة أبق رأسك مرفوعا وحافظ على الأمل فلن تسير وحدك أبدا".
وتابع الوزير الأبيض:" أن لبنان تمكن من مواجهة العواصف لأنه لم يكن وحيدا وكان إلى جانبه أصدقاؤه من اليابان واوستراليا والكويت ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوروبية واليونيسف".
وكان حفل التسليم قد بدأ بالنشيد الوطني، ومن ثم دقيقة صمت على أرواح ضحايا تفجير المرفأ. وبعد كلمة لعريفة الحفل سمر حمود من مكتب منظمة الصحة العالمية، تحدثت ممثلة المنظمة في لبنان الدكتورة إيمان الشنقيطي فأكدت "أن المنظمة أعطت الأولوية لضمان إعادة بناء وتطوير المستودع المركزي للدواء لأنه يوفر الإغاثة للناس لتقديم خدمة أسرع وأفضل وعدم ترك أي شخص دون دعم".
أضافت الشنقيطي:" أن تحقيق هذا الهدف يأتي من ضمن إطار دعم المنظمة للأشخاص الذين يعيشون في لبنان والذين يعانون من الظروف المعيشية الصعبة".
هيغينز
بدورها، لفتت ممثلة اليونيسف بالإنابة في لبنان إيتي هيغينز الى أهمية ترميم غرف التبريد في المستودع بهدف "ضمان التوزيع الآمن للقاحات الضرورية للتحصين الروتيني للأطفال والأمهات، إضافة إلى دعم الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا في جميع أنحاء البلاد".
وشكرت لحكومة أوستراليا تقديمها تمويلا حاسما لإعادة ترميم سلسلة التبريد الخاصة باللقاحات.
سفير اليابان
ثم تحدث سفير اليابان في لبنان أوكوبو تاكيشي، فأشار إلى ما تسبب به تفجير مرفأ بيروت من تدمير للعاصمة. وقال: "إن المشهد حطّم قلوبنا وعندما ارتفعت سحب الرماد فوق لبنان في الرابع من آب، حتى عادت إلي ذكرى كارثة مماثلة شهدتها بلادي منذ سبعة وسبعين عاما عندما اندلع أضخم انفجار في تاريخ البشرية في اليابان".
أضاف:" أن الدروس الصعبة من تاريخنا توحدنا في حين أن كلا الحدثين تركا أثرا عميقا على مجتمعاتنا وأثبت كل من اليابان ولبنان أنهما بلدان قادران بشكل استثنائي على النهوض من تحت الرماد".
ولفت السفير الياباني إلى "أن اليابان كانت بالفعل من أوائل المستجيبين لاحتياجات لبنان الملحة في أعقاب الإنفجار فسارعت إلى تقديم المساعدة وقدمت ملايين الدولارات لتمويل مشاريع لإعادة إعمار المناطق المنكوبة". وقال:"نظرا لأهمية نظام الرعاية الصحية في إرساء الأساس لتعافي لبنان، قررت اليابان المضي قدما في جهود إعادة إعمار مستودع الأدوية الذي دمر بالكامل وهدفت إلى المساهمة في حماية وضمان استمرار سلسلة توريد وتوزيع الأدوية المزمنة والأساسية وأدوية السرطان واللقاحات والمستلزمات الطبية.
وختم السفير تاكيشي مؤكدا "أن اليابان ستواصل إيلاء الأهمية القصوى لدعم القطاع الطبي في لبنان لمساعدة المجتمعات الأكثر حرمانا في الحصول على الخدمات الصحية اللازمة بطريقة فعالة ومستدامة".
راين نيلاند
وقال رئيس التعاون في بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان راين نيلاند:"إن إعادة بناء مستودع الأدوية شهادة لتنفيذ المجتمع الدولي وعده بمساعدة لبنان وبيروت. كما قال السكرتير الثاني في السفارة الأوسترالية جوناثان ثورب إن أوستراليا على غرار غيرها من الدول المانحة سارعت إلى تقديم المساعدة للبنان إثر انفجار المرفأ".
وأكد "أن أوستراليا التي طالما كانت صديقة للبنان ستواصل دعم الشعب اللبناني والمجتمعات الضعيفة الموجودة فيه لمواجهة الأزمات".
مستودع الدواء بعد إعادة بنائه
وذكر بيان مشترك صادر عن منظمة الصحة العالمية واليونسف أن الفريق اللوجستي التابع لمنظمة الصحة العالمية تمكن بعيد انفجار مرفأ بيروت الذي دمر مستودع الأدوية من إنقاذ 98 في المئة من مخزون الأدوية واللقاحات ونقلها إلى مستودع آخر إستحدث في شكل موقت في مستشفى رفيق الحريري الجامعي بدعم من منظمة الصحة العالمية. أما مستودع الأدوية فقد سعى فريق عمل المنظمة على تأمين إعادة بنائه وفقا للمعايير العالمية المتبعة لبناء المستودعات المركزية المخصصة لتخزين وتوزيع الأدوية. وقد تمت إعادة بنائه بالكامل وزيادة سعة التخزين إلى ثمانية آلاف متر مكعب فضلا عن تحديث سعات التخزين والتوزيع في المستودع.
وأوضح البيان أن Bloc A يحتوي على غرف التبريد والتخزين القصير المدى وتحضيرات الطلبات مع مساحات للمكاتب في الطوابق العليا، بينما تم تخصيص Bloc B للتخزين الطويل الأمد وهو يحتوي على غرف آمنة للأدوية العالية القيمة. ومن خلال الدعم المقدم من اليونيسف، أعيد بناء 14 غرفة تبريد في المستودع وتم وصلها بنظام الطاقة الشمسية لضمان التخزين الآمن لجميع اللقاحات. ويتضمن الهيكل غرفة حاسوب لتشغيل نظام الإدارة اللوجستية الجديد المؤتمت بالكامل (LMS) وتوفير النسخ الإحتياطي لحساسية حواسيب خدمة الشبكة الموجودة مركزيا في وزارة الصحة العامة في بئر حسن".
وختم البيان:"المساحة الجديدة للمستودع تسمح بتخزين إمدادات الأدوية واللقاحات التي يمكن أن تخدم أكثر من مليون مستفيد إما بشكل مباشر أو من خلال ثمانمائة وثلاثين مركزا للرعاية الصحية الأولية أو مستوصفا أو عيادات متنقلة في كل أنحاء البلاد".