إحتفل المستشفى "الإسلامي الخيري" بيوبيله الماسي، برعاية وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق، وحضور رئيس تيار "الكرامة" النائب فيصل كرامي وشقيقه خالد، النائب جهاد الصمد، أعضاء لائحة "الكرامة الوطنية"، نقيب الأطباء عمر عياش، رئيس مجلس إدارة المستشفى كميل قصير ومديره عزام اسوم، مدير "العناية الطبية" الدكتور وسيم درويش وأعضاء مجلس الإدارة، نقباء وأعضاء المهن الحرة، رجال دين، رؤساء مصالح ودوائر رسمية وخاصة، حشد من الشخصيات السياسية والاقتصادية وأطباء وأعضاء مجالس بلدية ومهتمين.
بعد النشيد الوطني، رحبت مساعدة مدير المستشفى سلام ياسين بالحضور، ثم تحدث جبق منوها ب"هذا الحشد الجامع في اليوبيل الماسي للمستشفى"، وقال: "يسعدني أن أشارك في اليوبيل الماسي للمستشفى الإسلامي، الذي هو خيري بكل معنى الكلمة، لأن ما يقوم به أكثر من المستسفيات الحكومية في كل المناطق".
أضاف: "اليوم عندما نرى مستشفى خاصا، يقوم بمهمة المستشفيات الحكومية، لا يمكننا إلا أن نوجه له التحية. نحن اليوم نرى أن المستشفيات الخاصة في لبنان، شريك لوزارة الصحة، عدد المستشفيات الحكومية في لبنان هو 33 مستشفى، وعلى عدد سكانها وزوار وضيوف 2 مليون، نصل إلى 6 مليون نسمة، فالمستشفيات الحكومية بعددها المتواضع، غير كاف للقيام بالمهمة الاستشفائية للشعب اللبناني والزائرين، فكان لدينا خيار واحد، هو مشاركة القطاع الخاص للمستشفيات، لأننا بحاجة للخدمات، لكن رأينا مستشفيات تستأهل وأخرى لا، مستشفيات تخدم الإنسان، وتحكمه شبه مجانا، وأخرى لكي يتحكم فيها المريض يجب أن يبيع بيته".
وتابع: "الجهد الذي قام به المستشفى الخيري الإسلامي في طرابلس والشمال، وسد الحاجات المطلوبة، هو لأنه مستشفى مشهود له، وتاريخ من أيام الرئيس عبدالحميد كرامي، وأكمله الرئيس الشهيد رشيد كرامي، وبعده الرئيس المرحوم عمر كرامي، والآن الأخ معالي فيصل كرامي الذي يتابع هذا الموضوع".
وأردف: "رأيت في المستشفى الإسلامي اليوم، كل المعدات والإمكانيات، التي تشرف وتستطيع القيام بالواجب، لكن الغبن الملاحق بالمستشفى بسقف مالي متواضع. أنا أعتقد انهم يستأهلون سقفا ماليا أعلى من هذا بكثير"، لافتا "هناك أناس وجهوا لي انتقادات، لحديثي عن السقوف المالية للمستشفيات الحكومية، وسؤالهم من أين تحضر ميزانية في بلد ميزانيته العامة معدومة أو تعبانة؟ من أين تؤمن المصاري للمستشفيات؟".
واستطرد: "أطمئن الجميع، من هنا من طرابلس عاصمة الشمال، وأقول لهم إن كل فرنك وعدت به، موجود، حتى لا أطيل الكلام، أقول لدينا وفرا ماليا في ميزانية وزارة المالية، لو بقيت كما هي، يعني إذا لم يعطونا الموازنة، التي نطلبها، فبمعية النواب والأخوة في المجلس النيابي ولجنة الموازنة والأخوة، الذين يساندونني في مجلس الوزراء، أتوقع أن ترتفع موازنتنا، إلى مبلغ مقبول، نستطيع من خلاله، مساعدة الشعب اللبناني المحتاج، وإذا أخذنا المبلغ، أعدكم أن كل مستشفيات لبنان، ستكون على مستوى راق من الإمكانيات، ولا يوجد أي مريض لبناني، يقف على باب المستشفى ويقال له "موت"، لأنه لا يوجد لدينا سقف مالي، وهذه القصة أثرت بإنسانيتنا نحن، قبل أن نكون في الحكومة، أو مسؤولين في موقع المسؤولية، فنحن بشر، والحس الإنساني الموجود لدينا، سننميه لكي نساعد شعبنا، وهمنا الأول هو المواطن اللبناني، وليس لدي فرق، هذا المواطن ما هي طائفته أو مذهبه أو حزبه، الذي ينتمي إليه. يهمني هذا المواطن اللبناني، في كل مكان في لبنان، أن أقدم له مساعدة".
وختم "نحن نعرف أن منطقة الشمال وخاصة عكار وطرابلس، مثلهما مثل منطقة بعلبك الهرمل، هي مناطق محرومة، وبحاجة إلى إنماء، وعلى صعيد وزارة الصحة، إن شاء الله، هذا الإنماء سيتم، وسنساعدهم قدر الإمكان، حتى لو اقتصر الإنماء الصحي على هاتين المنطقتين، فقط لا غير، سأنميهما. أكرر معايدتكم بعيدكم الماسي، وأتمنى لكم النجاح، وإن شاء الله ستستطيعون القيام بالعمل الإنساني، على صعيد المنطقة كلها".
كرامي
ثم تحدث كرامي، فقال: "إن الاحتفال باليوبيل الماسي، لتأسيس المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس، هو احتفال بقصة نجاح للمؤسسين الأوائل، ولحاملي الأمانة الذين طوروا وحموا هذا النجاح، ولكل المدينة، التي أنتجت مؤسسة صمدت رغم كل الظروف، وتمكنت من أداء مهامها وأهدافها، التي أقيمت لأجلها، في وطن تكاد تنهار فيه كل المؤسسات".
أضاف: "إن هذا الاحتفال، هو مصدر فخر لي شخصيا، ففيه بصمات جدي زعيم طرابلس ومفتيها عبد الحميد كرامي، الذي تنادى مع كوكبة من إخوانه، إلى إنشاء هذا المستشفى في أربعينيات القرن الماضي، تحت مبدأ التكافل الاجتماعي، وكان هدفهم إنشاء مركز طبي له طابع خيري لا يبغي الربح، ثم تأكدت هذه الحاجة إلى مثل هذا المركز في عهد عمي الشهيد رشيد كرامي، الذي حمى هذا الإنجاز، وحرص على استمراره رغم السنوات العجاف، وبقي المستشفى مركزا يلجأ إليه كل أبناء طرابلس والشمال. وقد أتت الأيام لتثبت بعد النظر لدى عبد الحميد ورشيد، ويوم حمل عمر كرامي الأمانة، كان جازما في ضرورة بذل كل الجهود للاسراع في تطوير وتفعيل المستشفى الإسلامي الخيري، الذي تمت توسعته، بحيث أضيف إليه الجناح الخاص، كما أضيفت إليه العديد من الأقسام، جعلته من أهم المستشفيات في لبنان، كما أنشأ عمر كرامي المستوصفات الملحقة بهذا المستشفى، في عدد من أحياء المدينة".
وتابع: "وقد توسعت اهتمامات عمر كرامي من الشأن الصحي، إلى الشؤون التربوية والاجتماعية كافة، مدركا وهو العارف الضليع بالدولة اللبنانية وسياساتها، بأن أهالي طرابلس والشمال، لم تمنحهم سياسات الدولة اللبنانية الاستشفاء والتعليم والرعاية الاجتماعية، بالقدر الكافي المأمول من الدول والحكومات المسؤولة، اتجاه الشعب والمجتمع، وبأن طرابلس ستكون بحاجة ماسة إلى هذه المؤسسات، التي يمكن اعتبارها مؤسسات أهلية غير حكومية، تسير على قاعدة التكافل الاجتماعي".
وأردف: "كما أعاد تنشيط وتفعيل مدارس الكرامة، وأطلق العمل الفعلي لجامعة المدينة (المنار سابقا) التي تحمل اسم مؤسسة رشيد كرامي للتعليم العالي. وهنا يتساءل المرء، هل كان عمر كرامي رؤيويا وبعيد النظر فقط؟ والجواب لا، بل كان أيضا يائسا من قدرة الدولة على ترميم نفسها كدولة مؤسسات بعد اتفاق الطائف، وكان حاسما في أن طرابلس بحاجة إلى تدعيم نفسها، بكل هذه الأولويات على المستوى الصحي والتربوي والاجتماعي، لأن الدولة الغائبة، أصلا سيزداد غيابها، ولأن الاتجاهات السياسية والمالية في لبنان، لا تشي أبدا، بأن أصحاب القرار جادون في بناء دولة القانون والمؤسسات، وهو ما حصل فعلا، إذ إنهم بنوا لنا دولة الإفلاس والمديونية والضرائب والبطالة وانعدام الإنماء المتوازن وغير المتوازن، وهو ما نعيشه اليوم في ظل دولة منهارة عاجزة، وغير راغبة في تطبيق العدالة الاجتماعية، وفي أداء أبسط مسؤولياتها اتجاه شعبها، وحصرت اهتمامها بتطوير اقتصادات هجينة وهندسات مالية مريبة، تؤمن لها المزيد من الاستدانة والمزيد من الإنفاق والهدر والمزيد من النهب".
واستطرد: "لا شك أننا في الحكومة الحالية، أمام وزير صحة استثنائي، هو معالي الدكتور جميل جبق، وأنا لا أسوق هذا الكلام مجاملة له، وهو يستحق كل الثناء، ولكنني أشد على يديه في انفتاحه على كل الواقع الصحي، في كل مناطق لبنان، وعلى وضوح الأولويات لديه، وهو ما لمسناه خلال جولاته على المستشفيات في المدن والبلدات. لقد لفتني الوزير جبق بأكثر من محطة له، بتأكيده على أن مسؤولية الحكومة ووزارة الصحة، تأمين الطبابة والاستشفاء لكل اللبنانيين، بدون استثناء، رغم صعوبة المهمة، في ظل وجود نحو نصف الشعب اللبناني، خارج برامج التأمينات والضمانات الصحية"، معتبرا أن "أهداف الوزير جبق، وربما أحلامه، هي ما يليق بدولة جدية وبوزارة صحة جدية، فلا مبرر للدول وللحكومات وللوزارات، خارج سياسة الحماية الاجتماعية، التي يتم توفيرها للشعوب، كحق مكتسب يبرر وجود الدول والحكومات والوزارات"، سائلا "معالي الوزير: كيف ستطبق هذه الأهداف وتحقق هذه الأحلام، يا معالي الوزير في دولة مفلسة ومنهوبة؟".
وقال مخاطبا جبق: "حسبي أن أطلعك بأن المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس، الذي لا يغلق بابه أمام أي مريض، ويقوم مقام المستشفى الحكومي والخيري لعشرات الآلاف من المرضى، حسبي أن أخبرك أن هذا المستشفى عوقب في فترة سابقة، من قبل وزارة الصحة بتخفيض سقف التغطية له، وإني اليوم، أدعوك يا معالي الوزير، لكي تصحح الخطأ، وتزيل الظلم الذي وقع على هذا المستشفى، وتقف إلى جانبنا، في مسيرة صمود هذا المركز الطبي للقيام بواجباته اتجاه الناس".
وأضاف: "إني أطلب منك ذلك، رغم علمي أن صندوق الدولة فارغ، وأنهم يسعون عبر سيدر لملئه بمديونية جديدة (للعلم يا أخوان سيدر هو عبارة عن دين بغالبيته، وليس هبات)، يدعون أنها ستوظف في استثمارات إنتاجية، علما أن معظم المشاريع المدرجة في سيدر، هي مشاريع متوسطة وطويلة الأمد، وليس لها أي بعد استثماري إنتاجي، هذا دون أن نتكلم ونتساءل عن كيفية صرف هذه الأموال، وعن القدر الذي سيتم نهبه وهدره منها، في ظل سياسات المحاصصات المذهبية لدى القابضين على السلطة".
ورأى أن "الواقع المالي الأسود في لبنان، الذي وصلنا إليه، والذي حذرنا من الوصول إليه منذ العام 1992، يفترض بحكم المنطق والبديهيات، وجود حكومة استثنائية، حتى لا نقول حكومة طوارئ، ومن الواضح أن الحكومة الحالية، ليست في هذا الوارد، فلا هي حكومة استثنائية، ولا هي حكومة طوارئ، بل حتى هذه اللحظة، لم تثبت لنا أنها حكومة إلى العمل".
وقال: "إن الأرقام التي سمعناها من وزير المالية، وتلك التي سمعناها من حاكم مصرف لبنان، مرعبة، والكارثة التي كنا ندعو إلى تجنب الوقوع فيها، أصبحنا في داخلها، ولا أدري كيف ستتعامل الحكومة مع هذه المصائب، وهي التي عند أول مفترق يتعلق بالفساد وبالمراقبة وبالمساءلة، استحضرت كل أنواع التحريض المذهبي، لكي تؤكد لنا ما كنا نعرفه دائما، وهو أن الحمايات الطائفية والمذهبية، لن تسمح بفتح ملفات الفساد".
وأكد أن "اللبنانيين يخطئون حين يقولون، وهم يرون هذه المهازل، بأن الكل لصوص، وبأن الكل شاركوا والكل تورطوا. هذا التعميم هو تعمية. هناك ناهبون وهناك شرفاء. هناك من مدوا يدهم وتوغلوا في المال العام، وهناك من لم يسمحوا لأنفسهم بالتصرف بقرش واحد من أموال الناس. لا تنجرفوا إلى التعميم، لأن هذا التعميم يحمي الفاسدين. وأقول لكم إن فئة لا بأس بها من السياسيين والعاملين بالشأن العام، هم أصحاب أيادي نظيفة، وهم أصحاب مشاريع إصلاحية جدية، وهم دعاة تغيير ومساءلة، ولي الفخر بأن أقولها بالفم الملآن: إنني من هؤلاء السياسيين، ولي الفخر أن أجدد شعار تيار الكرامة: الاستقامة نهجا".
وقال: "نحن مقبلون على أيام عصيبة، وعلينا أن نعد العدة، منذ اليوم لمواجهة الانهيارات، خصوصا إذا استمرت وتمادت الحكومة في استرخائها، شاءت أم أبت، فإنها تسلم الكلمة للشارع، لأن الناس لن تحتمل الفقر والمرض والجوع والتلوث والوعود الفارغة، إلى ما شاء الله، آملين أن لا نصل إلى هذا المستوى من الانهيار، عاقدين الأمل على بعض الأصوات النافذة والقادرة في الحكومة، في إعادة ترتيب أولويات المرحلة على الصعيد الداخلي ماليا واقتصاديا واجتماعيا".
أضاف: "الأسبوع الماضي، وفد إلينا وزير خارجية أميركا مارك بومبيو، حاملا تصاريح نارية، وربما مشاريع سرية. وشخصيا لم يكن لي أي تعليق، وقبل أيام قام رئيس أميركا دونالد ترامب، بإهداء الجولان المحتل إلى إسرائيل، وتزامن ذلك مع عدوان مسرحي على غزة وعلى حلب، وشخصيا لم أعلق أيضا. اليوم سأقول إن مهمة بومبيو، وكما توقعت لها، باءت بالفشل الذريع، لقد أتى الرجل مهددا معربدا، ووجد في لبنان عقلاء وأحرارا وأعتقد إنه عاد إلى بلاده مصدوما. أما إعطاء ترامب لنفسه الحق بإعطاء أرض عربية لإسرائيل هي الجولان، ليس أكثر من أمر كاريكاتوري على فظاعته، فمن هو ترامب لكي يهدي نتنياهو أرضا ليست له؟".
وأشار إلى أن "أميركا المنحازة عبر التاريخ إلى الكيان الصهيوني، على حساب العرب والحق العربي، طورت انحيازها مع دونالد ترامب، إلى تنصيب نفسها علنا مسؤولة عن كوكب الأرض، وهو أمر فيه قدر من الجنون، وقدر من التوحش غير المسبوق. لا قيمة طبعا لقرارات ترامب، اللهم إلا في ما يتعلق في الانتخابات الإسرائيلية الداخلية، ولكن لعل ترامب هو أفضل رئيس أميركي على الإطلاق، فهو رجل صريح كشف لمن لم يكتشفوا بعد، الوجه الحقيقي للادارة الأميركية، وكذلك إسرائيل لم تخف منذ نشأتها، أهدافها ومطامعها وحدودها المزعومة من الفرات إلى النيل، ونحن هنا نرى أن الانعكاس الأول لهذا الجنون الأميركي، إنما فرز العالم إلى معسكرين، معسكر الإيمان بالقيم الحضارية وحقوق الشعوب واحترام سيادة الدول، ومعسكر الإطاحة بكل إنجازات المجتمع الدولي واعتبارها حبرا على ورق".
وقال: "بصراحة، لم أستغرب عندما سمعت بقرار ترامب، لأنه سبق له وأن اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وسط صمت كلي وغياب أي ردود جدية، وأدعوا لأخذ الأمر بجدية وإلا نعتبر قراره هذا حبرا على ورق، وأذكر بأن وعد بلفور كان حبرا على ورق والباقي عندكم. فليعلم العالم كله بأننا لسنا هنودا حمرا، ولن نكون هنودا حمرا، ولن نكون عرضة للازالة أو الإبادة"، مؤكدا "الجولان عربي سوري، شاء ترامب أم أبى، والقدس عربية فلسطينية، شاء ترامب أم أبى، وقد أكد لنا الثنائي الهزلي ترامب - نتنياهو، أنهما فقدا كل وسائل الدبلوماسية والتحايل الخبيث، حتى أنهما سببا صدمة في أوروبا، وهو ما يكشف لمن شككوا في توجهاتنا بأن المقاومة الشعبية هي الحل"، مؤكدا أن "المقاومة ليست ابنة اليوم، لقد كانت خيارا عربيا منذ الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات، قبل أن تنحسر، ويتم لجمها، لأسباب لا مجال لذكرها الآن. هذه المقاومة عادت وحققت الصحوة الكبرى، وهي اليوم التي تحمي قطاع غزة، من آلة القتل الإسرائيلية، إذ تمكنت المقاومة الفلسطينية من تثبيت توازن الردع، والعدوان الذي قام به الصهاينة، قبل أيام، كان حريصا ودقيقا، في أن لا يدفع قيادة المقاومة إلى قصف تل أبيب".
وأكد أنه "لولا هذه المقاومة، من كان يضمن عدم ضم جنوب لبنان إلى إسرائيل طمعا في مياه الليطاني، التي يحتاج إليها الكيان الصهيوني، بل لولا هذه المقاومة، من كان الذي سيمنع إسرائيل في أن يكون لها قواعد وسفارة في قلب بيروت؟ ولولا هذه المقاومة من كان سيمنع ترامب، من إهداء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا إلى إسرائيل فوق البيعة؟ من لم يكتشف بعد، بأن مد يد السلام، وبأن مبادرات السلام والأرض مقابل السلام، واتفاقيات كامب دايفيد ووادي عربة، وحتى مؤتمر مدريد، الذي تنصل الصهاينة منه، كلها كلام فارغ، وصفحات من تاريخ الخداع والتضليل، وبأن الكلمة الأولى للقوة وللبندقية، وقد اختصرها القائد التاريخي العظيم جمال عبد الناصر، بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، فإن عليه اليوم بأن يعيد حساباته".
وفي هذا السياق وجه كلامه إلى "كل المتشبثين بنظرية السلام الوهمي، سواء عن حسن أو سوء نية، بأنه لم تعد تجدي انتقاداتكم للمقاومة ولحركات المقاومة، وأنصحكم أن تراجعوا التاريخ وناموس الحياة، وأن تصدقوا بأن عصفورية ترامب - نتنياهو، زادت من مشروعية المقاومة على كل المحاور، والمتوقع أن لا يتأخر كثيرا، ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل وإزالة كل أثر لأي دولة فلسطينية، ولو وهمية، ولكن عبثا يوقعون ويضمون ويقررون، طالما هناك فينا عمر أبو ليلى، وألف عمر أبو ليلى ومليون عمر أبو ليلى، وكلنا عمر أبو ليلى".
وقال: "يبقى أن اشير إلى أن لبنان، ورغم كل معاناته وواقعه الاقتصادي المنهار، يريدون تدفيعه ثمن موافقه، بوقوفه مع نفسه وضد العدو الصهيوني، ويهددونه بالعقوبات، ولكن هم بذلك كمن يهدد (البط بالغرق ..ما تعذبوا حالكم، سوء الإدارة في بلدنا مكفى وموفى)".
وإذ بارك ل"طرابلس وللمستشفى الإسلامي الخيري، ولنفسي، هذا الاحتفال باليوبيل الماسي، وإني على نهج عبد الحميد ورشيد وعمر"، قال: "أحمل أحلاما ومشاريع لتطوير هذا المستشفى، الذي يحتوي والحمد لله، على أهم وأكبر قسم لغسيل الكلى على مستوى لبنان، ومن أحلامي التي ستصبح حقيقة، بإذن الله، وبدعمكم يا معالي الوزير، هو إنشاء مركز لعلاج سرطان الأطفال، وقد بدأنا المشروع بإنشاء قسم للاشعة، يعتبر من أهم اقسام الأشعة في لبنان، وللاسف نحن نرى بأن طرابلس والشمال، بحاجة إلى هذا المركز، بسبب نسب التلوث العالية الناشئة عن الإهمال البيئي المحلي، وعن الأحداث السورية وتداعياتها، وحسب علمنا فإن 40% من مرضى مركز سان جود لعلاج سرطان الأطفال، هم من الشمال، والأرقام ستزيد للاسف الشديد، ونحن نسعى لأن يتم علاجهم في طرابلس، وفي المستشفى الإسلامي الخيري، ومن أحلامي أيضا، أن يتحول المستشفى الإسلامي الخيري، إلى مستشفى جامعي مرتبط بجامعة المدينة، فنكون بذلك قد حققنا لطرابلس والشمال، خطوة متطورة على صعيد الصحة والطبابة والتعليم، وأيضا بدعمكم يا معالي الوزير. وفي هذا الإطار، أقول على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وأنتم أهل العزم".
وختم متوجها للحضور: "إسمحوا لي، أن أقول إنني على يقين، بأن واقع المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس، ما قبل زيارة الوزير جميل جبق شيء، وسيكون بعد زيارته شيء آخر"، وللوزير: "أنا واثق بأن الأهداف الإنقاذية، التي تنوي وزارة الصحة العمل عليها في عهدك، ستتحقق باذن الله، وسنصل إليها في المجتمع اللبناني ككل، وحسبي القول بأن السيف أعطيت باريها".
وفي الختام، قدم كرامي لجبق درع المستشفى الإسلامي، فيما قدم رئيس مجلس إدارة المستشفى كميل قصير درعا لكرامي.