أطلقا نداء لترشيد استعمال المضادات الحيوية
حاصباني: لوضع سياسة تمنع إعطاء المضادات الحيوية دون وصفة طبية
زعيتر: لخطة متكاملة تكافح سوء استعمال المضادات الحيوية في تربية الحيوان
أطلق نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني ووزير الزراعة غازي زعيتر نداء لترشيد استعمال المضادات الحيوية تحت عنوان "المضاد الحيوي يفيد عند اللزوم ويتسبب بالأذى إن لم يكن له لزوم"، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبالتنسيق مع الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية بهدف الحد من ظاهرة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية لأن سوء استعمال الأخيرة يحد من فاعليتها.
جرى ذلك في حفل في قاعة المحاضرات في وزارة الصحة العامة حضره رئيس كتلة نواب زحلة النائب طوني أبو خاطر وممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتورة غابريال ريدنر، ورئيس الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية الدكتور زاهي حلو، ورئيسة مصلحة الأمراض الإنتقالية ورئيسة اللجنة الوطنية لترشيد استعمال المضادات الحيوية الدكتورة عاتكة بري، وممثل المدير العام للأمن العام العميد لبيب العشقوتي، وممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي العقيد الطبيب خضر عساف، والمقدم الطبيب شوقي متري رئيس قسم الصحة في المديرية العامة لأمن الدولة ونقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون ورئيس قسم الوقاية الصحية في وزارة الصحة العامة الدكتور جوزف الحلو وحشد من المتخصصين والمعنيين.
بداية النشيد الوطني اللبناني ثم كلمة إستهلالية ألقتها عريفة الإحتفال رئيسة دائرة تربية وإنتاج الدواجن والطيور في وزارة الزراعة المهندسة عبير سيروان التي أوضحت أن هذه الحملة تتضمن التوعية التي تشكل عنصرًا أساسيًا في النداء وهي ضمن إطار الأسبوع العالمي لترشيد استعمال المضادات الحيوية وتوصياته التي شددت على أهمية توقف المزارعين وصناع الأغذية الحيوانية عن الإستعمال الروتيني للمضادات الحيوية كمحفز نمو أو كوقاية من الأمراض في الحيوانات السليمة والتي تتسبب بوجود ترسبات في منتجات هذه الحيوانات وبالتالي تنتقل إلى الإنسان وتهدد الصحة العامة. وقالت إن وزارة الزراعة وبناء على نتائج عينات تم أخذها من منتجات حيوانية كاللحوم الحمراء والبيضاء والبيض والحليب وأثبتت وجود ترسبات للمضادات الحيوية في بعض المنتجات الحيوانية، بدأت برنامج تعاون مع وزارة الصحة العامة لتعزيز حملات التوعية لمربي المجترات والدواجن في كافة المحافظات اللبنانية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
ثم تحدثت الدكتورة عاتكة بري فلفتت إلى أن المضاد الحيوي عبارة عن رصاصة سحرية تقتل الأشرار فقط، إلا أن ما يُعرف بالحشرة الخارقة قد تعطل المضاد الحيوي. أضافت أن سبعين في المئة من المضادات الحيوية تستخدم لأغراض غير علاجية، وشددت على زيادة التوعية لتجنب المخاطر.
بدوره أوضح الدكتور حلو أن استعمال المضادات الحيوية بعناية هو عنوان الأسبوع العالمي لإرشاد وصف المضادات الحيوية لعام 2017 وهو موعد سنوي في شهر تشرين الثاني من كل عام وفي كل أنحاء العالم. أما الشعار لهذا العام فهو "يجب استشارة الطبيب المتخصص المؤهل قبل استعمال المضادات الحيوية". ورأى أن حملة التوعية يجب أن تشمل كل الأراضي اللبنانية وكل المستشفيات والمستوصفات والعيادات، لترشيد وصف المضادات الحيوية. وتوجه إلى وزير الزراعة غازي زعيتر مشيرا إلى أهمية مراقبة الإستعمال العشوائي للمضادات الحيوية في مزارع الدواجن والأبقار ما يؤدي بطريقة غير مباشرة إلى ازدياد معدل مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية في صفوف الناس الذين يأكلون من لحوم هذه الحيوانات. كما تمنى على وزير الصحة العامة غسان حاصباني منع إعطاء المضادات الحيوية من دون وصفة طبية وذلك للحد من سوء استعمالها الذي يؤدي إلى مشاكل صحية لا تحمد عقباها، إضافة إلى تفعيل دور الأطباء المتخصصين في الأمراض المعدية والجرثومية في ترشيد استعمال المضادات الحيوية والحد من انتقال العدوى المكتسبة في المستشفيات.
من جهتها، قالت الدكتورة ريدنر إن أكثر من نصف الأدوية توصف وتستخدم بشكل غير مناسب وإن أكثر من نصف المرضى لا يتناولون الأدوية بالطريقة الصحيحة. وتابعت أن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية مشكلة عالمية ولذلك تطلبت مواجهتها حركة عالمية وتنسيقًا على أعلى مستوى لزيادة التوعية وعملية الإشراف على وصف الأدوية وتناولها إضافة إلى تقليص إمكانات الإلتهابات من خلال اعتماد كافة سبل الوقاية.
زعيتر
ثم تحدث وزير الزراعة غازي زعيتر فلفت إلى أن سلامة الغذاء من أهم الملفات التي تستدعي تعاون جميع الإدارات المختصة وعندما نقول سلامة الغذاء نعني منتجا سليما وخاليا من أي ملوثات أو ترسبات قد تهدد الصحة العامة. وكما هو معروف فإن 75% من الأمراض الحيوانية هي أمراض مشتركة مع الإنسان وهذا ما يوجب تعاوننا مع وزارة الصحة العامة والمنظمات العالمية التي لها صلة كمنظمة الصحة الحيوانية OIE ومنظمة الصحة العالمية WHO ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة FAO .
أضاف زعيتر أن العديد من مربي المجترات والدواجن قد يلجأون إلى استعمال المضاد الحيوي Antibiotic كمحفز نمو وكوقاية من الأمراض الحيوانية، ولكن استخدام المضادات الحيوية بطريقة عشوائية أو عدم ملاحظة فترة السحب أو فترة الأمان قبل ذبح الحيوان قد يؤدي إلى وجود ترسبات لهذه المضادات في اللحوم الحمراء والبيضاء والبيض والحليب ما يؤدي إلى ظهور بكتيريا مقاومة لهذه المضادات الحيوية في أجساد الحيوان والإنسان والتي تهدد بالتالي الصحة الحيوانية والصحة العامة. كثير من الملفات تم التعاون بها كملف أنفلونزا الطيور وملف السيطرة على السالمونيلا التي تم وضع خطة لمكافحتها والسيطرة عليها بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والإدارات المختصة. وكما تعلمون أن وزارة الزراعة – مديرية الثروة الحيوانية تقوم بإجراء مسوحات روتينية وأخذ عينات روتينية وعشوائية من الحيوانات، كما تقوم بمراقبة مزارع الحيوانات والمسالخ ومصانع الأغذية والحليب ومكافحة الأمراض الحيوانية والسيطرة عليها . وقد قامت وزارة الزراعة باتخاذ الاجراءات لترشيد استعمال هذه المضادات الحيوية وبالتالي الحفاظ على صحة الحيوان وبالتالي صحة الانسان ومن هذه الاجراءات:
إصدار قرارات لتنظيم استيراد الدواء واللقاح البيطري وترشيد استخدامه، اجراء مسح واخذ عينات عشوائية من المسالخ والاسواق لفحص ترسبات المضادات الحيوانية في اللحوم والبيض والحليب بالتعاون مع الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية CNRS، القيام حملة توعية للمربين لترشيد استعمال المضادات الحيوية في تربية الحيوان بالتعاون مع وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة WHO تحت عنوان " البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية " لاطلاع المربين على أهمية استعمال مضادات حيوية مسجلة فيجب على المربين معرفة دورهم في الحد من ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية عبر: الاستعانة بطبيب بيطري لاختيار المضاد الحيوي المناسب وعدم استعماله من دون وصفة طبية بيطرية.كما الاستعانة في بعض الاحيان، بناء على رأي الطبيب البيطري، بالمختبرات الموجودة لتحديد المضاد الحيوي المناسب للمرض. كما يجب اعتماد برنامج لتحصين الحيوانات باللقاحات المطلوبة حسب عمر الحيوان باشراف طبيب بيطري للحد من استعمال الادوية والمضادات الحيوية عدم استعمال المضاد الحيوي كمحفز للنمو واستخدام البدائل المعتمدة عالميا مثل البروبايوتيك والبريبايوتيك، إضافة إلى التأكد ان المضاد الحيوي مسجل في وزارة الزراعة. كما دعا الوزير زعيتر إلى قراءة التعليمات المدونة على عبوات المضادات الحيوية وملاحظة فترة السحب والالتزام بها قبل تحويل الحيوان الى الذبح، وعدم استعمال المضاد الحيوي الخام (بيورات)، والتقيد بارشادات وزارة الزراعة والمنظمات العالمية للاستعمال الآمن للمضادات الحيوية.
ولفت إلى أن وزارة الزراعة أجرت عدة اجتماعات مع اصحاب العلاقة كوزارة الصحة العامة والمربين وشركات ادوية بيطرية ومختبرات وكافة المعنيين، لاصدار خطة متكاملة لمكافحة ومراقبة سوء استعمال المضادات الحيوية في تربية الحيوان تتضمن جدول عمل للمراقبة واخذ عينات وفحصها واجراء دراسات تحليل المخاطر واصدار قرارات لتنظيم عملية استعمال المضادات الحيوية في علف الحيوانات ولمنع صناعة او بيع او استيراد اي علف يؤثر سلباً على صحة الانسان والحيوان وتحديد شروط للادوية المستعملة في الحيوانات وهو ان تكون آمنة على الحيوان ومنتج الاستهلاك البشري. وستتضمن القرارات وضع مواصفات قياسية واجراءت الخاصة بالسلامة الصحية.
حاصباني
ختامًا ألقى الوزير حاصباني كلمة قال فيها إن إطلاق هذا النداء يعكس من حيث الشكل إيمان وزارة الصحة بأهمية العمل التكاملي بين الوزارات من جهة واهمية الشراكة بين القطاع الرسمي والمنظمات الدولية والجمعيات الاهلية من جهة أخرى. أما من حيث المضمون، فإن النداء نابع من الحاجة إلى تغطية جهل كبير خصوصا لدى المواطنين لمخاطر سوء استعمال المضادات الحيوية ما يحد من فاعليتها ويشكل خطراً يلامس حد الموت احياناً ويرفع ايضاً من تكلفة الفاتورة الاستشفاية. فمن أخطر تحديات علاج الأمراض الجرثومية التي يشهدها العالم أجمع مشكلة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية، ما يقضي على أكثر من نصف مليون شخص في العالم كل عام. لذلك من المهم جداً تضافر الجهود الدولية والاقليمية والوطنية من أجل الحد منها. وقال وزير الصحة العامة إننا نعتبر أن التصدي لهذه المشكلة في لبنان من الأولويات التي يجب أن تتحد جهود الجميع بشأنها لأن الأمن الصحي والدوائي يجب أن يكون هماً مشتركاً للجميع.
وتابع الوزير حاصباني مؤكدا أنه في حال لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة، فإن العالم أجمع قادم على عصر ما بعد المضادات الحيوية الذي يمكن أن تصبح فيه عدوى الالتهابات الشائعة والإصابات الطفيفة قاتلة مرة أخرى. من هنا أهمية وضرورة التوعية الصحية في المجتمع الصحي بكافة أقسامه (أطباء وصيادلة ومرضى ومستشفيات) حيث يمكن الحد من ظاهرة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
وشدد حاصباني على أن المطلوب عدم استعمال المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب ودون وصفة طبية، كذلك تجنب مخالطة المرضى قدر الإمكان للتقليل من فرص انتقال العدوى واتباع تعليمات النظافة الشخصية، كما على الصيادلة الامتناع عن صرف المضادات الحيوية دون وصفة طبية. وأكد أن وزارة الصحة العامة ستعمل مع وزارة الزراعة على وضع خطة عمل وطنية متينة موضع التنفيذ حول مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية. وسنشدد على وضع سياسة تمنع إعطاء المضادات الحيوية في القطاع الصحي دون وصفة طبية، وكذلك في القطاع الحيواني من دون قرار من الطبيب البيطري وكذلك تعزيز السياسات والبرامج المتعلقة بمكافحة العدوى ولا سيما داخل المؤسسات الصحية.
وختم وزير الصحة العامة كلمته متوجهًا بالشكر لوزارة الزراعة لما تبديه من تعاون دائم، ومنظمة الصحة العالمية للدعم التقني والمادي واللوجستي، والجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية لدعمها وكذلك لمستشفى الجامعة الأمريكية وجامعة القديس يوسف للدعم التقني كما لما تبذله اللجنة الوطنية لترشيد استعمال المضادات الحيوية من جهود وفريقي عمل وزارتي الصحة والزراعة