لأول مرة يتفقد وزير الصحة مستشفيات الكورة ومراكز الوزارة ويلتقي أطباءها ونقابتي الأطباء وأطباء الأسنان ويستمع الى هواجسهم ومطالبهم.
الجولة التي قام بها نائب رئيس مجلس الوزارء وزير الصحة غسان حاصباني إستهلها بزيارة منزل النائب فادي كرم حيث كان في إستقباله مع زوجته وزوجة النائب الراحل فريد حبيب ماري حبيب وفاعليات سياسية وإجتماعية ومسؤولين في القوات، وذلك في اطار جولة يقوم بها في الكورة.
بداية، رحب كرم بدولة الرئيس حاصباني، لتخصيصه هذه الزيارة للكورة، وشدد على أن دولته يضع برنامج مهم جداً على صعيد السياسة الطبية وبدأ بجولة للإنفتاح على كافة المناطق، ومن الملفت أنه خصص الكورة ضمن هذه الجولة ونحن اليوم نشكره على هذه اللفتة الكريمة، وقال: ان لقاءه اليوم مع المؤسسات الطبية هو لتقديم الأفضل للبنان.
بدوره شكر حاصباني كرم على هذا الإستقبال وقال: هذه الزيارة الميدانية الأولى التي أقوم بها في منطقة عزيزة على قلبي، لها دور في الإقتصاد اللبناني، هذا إلتزام مني تجاه هذه المنطقة والتأكيد على أهميتها الإستراتجية والوطنية وأهميتها الصحية، وأتمنى أن تكون هذه الزيارة بداية خطوة للإنفتاح على هذه المنطقة.
ثم تفقد حاصباني عيادات الأرز الطبية في كفرصارون - الكورة، برفقة النائب كرم، وجال في العيادات، وشرح له المسؤولون في المركز الوضع على الصعيد الطبي وكيفية عمل العيادات وحاجاتهم على الصعيد الطبي.
وإستكمل وزير الصحة، يرافقه النائب كرم، جولته في الكورة، فزار سرايا أميون حيث كان في إستقباله قائمقام الكورة كاترين كفوري أنجول وتم التداول في أوضاع السراي. ثم إنتقل إلى مكتب الصحة حيث كان في إستقباله مدير مكتب الصحة طبيب القضاء إيلي يوسف وعدد من الأطباء والعاملين وتداولوا في شؤون الطبابة في القضاء.
وتحدث الوزير حاصباني، فقال: تشرفت بزيارتي للسرايا في الكورة وإطلعت على المركز الصحي التابع للوزارة، وإستمعت لكل المشاكل والخدمات المقدمة. وإني أشكركم على أتعابكم، بالإمكانيات المتاحة والمحدودة جداً. وإني أعد من هذا الموقع أننا سنعمل على تحسين الوضع والتواجد الصحي خصوصاً في الكورة. وفي هذه الزيارة نطلق وعداً بتأسيس مركز رعاية صحية مختص في الكورة لخدمة أهلها وتخفيف أعباء النزول الى بيروت للطبابة الأولية، وأعد بالإستحصال على الأدوية وغيرها. وأيضاً سوف نعمل على تحسين ظروف المركز الصحي في الكورة وتطويره لخدمة أهل الكورة صحياً، أولاً لكي يبقوا فيها وليرجعوا إليها إذا تركوها، لأن الكورة منطقة عزيزة علينا ولها موقعها ومكانتها في الإقتصاد والمجتمع اللبناني، ولا يمكن أن تبقى بعيدة عن إهتمام وزارتنا وإهتمام الدولة، وهنا أتكلم بصفتي وزيراً للصحة ونائب رئيس مجلس الوزراء.
أما النائب كرم، فقد تحدث عن قانون الإنتخابات، وقال: المسألة الوطنية والمرض الوطني من الضروري أن يطبب بقانون جديد. إننا نناقش ونستمر في البحث في تفاصيل القانون الجديد، من بين ذلك قانون المختلط وغيره يناسب كل الأفرقاء اللبنانيين ولا يكون ضد أي فريق لبناني. أما قانون الستين فقد إنتهى شعبياً على صعيد كل الأفرقاء. هناك قانون جديد يريح كل الأفرقاء وهو قانون المختلط.
وإنتقل بعدها الى مستشفى البرجي في أميون حيث كان في إستقباله مدير المستشفى خليل البرجي ووفد من الأطباء ومسؤولي الأقسام.
وشرح البرجي للوزير حاصباني وضع المستشفى والحاجات الطبية، مشيراً الى أن موقع المستشفى إستراتيجي على الطريق العام.
بدوره، أكد حاصباني أن الإمكانيات قليلة ولكن نحاول تحسين الأداء داخل كل الوزارات ومؤسسات الدولة ونعمل على تحسين قطاع الصحة على المدى البعيد وتعزيز دور الرعاية الصحية في المستشفيات الرسمية والخاصة، معتبراً أن القطاع الصحي هو أكبر تحد في كل الدول، مشدداً على دور التكنولوجيا الأساسي في عالم الطب.
ثم تفقد حاصباني مستشفى الكورة، وإستقبله المدير العام الدكتور نجيب عيسى والمدير الطبي الدكتور فايز خوري والمدير الإداري وليد بيلان الذي شرح للوزير حاصباني وضع المستشفى وعمل الأقسام.
وإنتقل وزير الصحة والنائب كرم والوفد المرافق الى مستشفى هيكل حيث إنضم إليهم الأمين العام المساعد لشؤون المصالح في القوات الدكتور غسان يارد، وكان في إستقبالهم رئيس مجلس الإدارة ريتشارد هيكل ورئيسة قسم الطبابة الدكتورة نسرين بزرباشي ونقيب أطباء الشمال الدكتور عمر عياش، ودخل الجميع الى قاعة المحاضرات في المستشفى وعرضت بزرباشي واقع المستشفى، وتمنى هيكل على الوزير معالجة موضوع الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة الى المستشفيات، إضافة الى موضوع المستشفيات الحكومية.
وبعد جولة في أقسام المستشفى، إنتقل حاصباني الى مستشفى القلب حيث كان في إستقباله المدير الطبي الدكتور إيلي شالوحي وأعضاء مجلس الإدارة. وعرض شالوحي وضع المستشفى والتجهيزات والقسم المخصص لوزارة الصحة فيه.
ثم قام دولته بزيارة دارة نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي رحب به والوفد المرافق وقال: بداية أرحب بوزير الصحة في منزله في أنفة والكورة التي يعتبرها أيضاً منزله وأشكره على زيارته الصحية التي تشمل كل أنحاء الكورة والمستشفيات الموجودة فيها ليرى ما هو الوضع وإهتمام الدولة بالصحة في الكورة. هذا مع إحترامي لكل الوزراء وجميعهم كانوا يقدمون خدمات للكورة ولكن لم يعطوا إهتماماً للموضوع الصحي العام في الكورة وإنما كانوا يهتمون بالأشخصاص الذين يعتازون وزارة الصحة. والحمد لله اليوم الوزير يجول على كافة المستشفياتوإن شاء الله يكتشف ما هي حاجة الكورة من الناحية الطبية والرعاية الصحية ونأمل منه الكثير لأننا نعرف أن قلبه مع الكورة.
ورداً على سؤال قال: بموضوع الموازنة وضعت على السكة الصحيحة وحسب ما علمت من خلال الإعلام أنه سيكون هناك ثلاث أو أربعة جلسات متتالية لإقرار الموازنة إبتداءً من يوم غد وخلال الأسبوع القادم. وبهذا نكون قد عدنا الى الطريق الصحيح لأنه منذ إثنا عشرة عاماً دون موازنة وأعتقد أن الدولة من دون موازنة كالشخص المغمض عينيه ولا يعرف الى أين يذهب. فالموازنة هي الطريق الصحيح للإنماء والحفاظ على الإقتصاد والأمن الإقتصادي في البلد والحمد لله الإتجاه جيد وإن شاء الله تقر في أسرع وقت ممكن. أما قانون الإنتخاب فيوجد صعوبة كبيرة ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد نية من كل المسؤولين في الدولة بإجراء الإنتخابات خلال هذا العام من الممكن أن لا تكون في شهر أيار بسبب تقني ولكن أتخيل بأنه سيقر قانون جديد ستجري الإنتخابات على أساسه بالمبدأ والحدود القصوى في أيلول أو تشرين الأول. أكيد يوجد صعوبات وقانون الإنتخابات هو الأصعب لأنه يوجد حسابات شخصية وحسابات وطنية في الوقت نفسه.
الوزير حاصباني قال بدوره: أشكر دولة الرئيس على إستضافته في هذا البيت الذي يتسع لأهل الكورة وأهل لبنان جميعاً. كما يسعدني أن أكون في أنفة تحديداً في الكورة التي لها معزةً خاصة لأهلها عندي ولجميع من هم من هذه المنطقة.
وأضاف: زيارتي اليوم كانت ميدانية لنكتشف ما هي التحديات في القطاع الصحي بشكل عام والتحديات التي تعاني منها المنطقة وهذه طريقة أتبعها لأكون قريباً وأعرف المصدر وما هي الأمور التي علينا تحسينها. من هذا الموقع أعود وأكرر إلتزامنا بإطلاق تركيز خاص على منطقة الكورة خاصةً فيما يتعلق بالرعاية الصحية الأولية ليكون هنالك مركزاً في الكورة بأقرب وقت ممكن للإهتمام في الشؤون الصحية الأولية قبل أن ينتقل الناس الى المستشفيات للحكمة وأن لا يضطروا بالدخول الى المستشفيات للعلاج وأن يلاحقوا الأمور قبل أن تتفاقم. أمل أن تكون إنطلاقة لموضوع أوسع وأشمل بالإهتمام بشكل عام بالقطاع الصحي الشامل داخل منطقة الكورة ويمتد أيضاً على كافة الأراضي اللبنانية .
ورداً على سؤال قال: هذه موجودة لدينا وهي من ضمن الملاحظات التي نطرحها باللحظات التقنية المفصلة داخل نقاش الموازنة. ولكن الموازنة هي الأولوية لكل الوزراء ومجلس الوزراء مجتمعاً أولوية وأساسية بالنسبة لنا مع بعض التعديلات والإصلاحات التي يتم فيها النقاش ضمن الجلسات المتتالية المكثفة لمجلس الوزراء لكي لا نتأخر بإقرار الموازنة وإحالتها لمجلس النواب ويكون بذلك عمل تاريخي جزء من إستعادة الثقة هو إقرار الموازنة ونحن ملتزمون بذلك في أسرع فرصة ممكنة مما لها أثر على الإقتصاد وإستمرارية الدولة بعملها المجدي والإيجابي لإستعادة الثقة.
وبعد الغداء إنتقل الجميع الى قاعة سليم الزاخم في جامعة البلمند حيث إلتقى أطباء الكورة ونقابتي الأطباء وأطباء الأسنان في الشمال وإستمع الى هواجسهم ومطالبهم وأبرزها مطالب نقيب أطباء الأسنان أديب زكريا الذي ناشد دولته العمل على إقفال عيادات طب الأسنان في المستوصفات الغير مستوفية الشروط القانونية كما ناشد دولته إصدار قانون من مجلس الوزراء للحد من عمالة أطباء الأسنان الأجانب في لبنان لا سيما السوريين منهم.
من ثم ألقى الدكتور فادي كرم كلمة قال فيها:
كانت كلمة للنائب فادي كرم وقال: أن نلتقي كأطباء، فهذا أمر طبيعي وضروري ومفيد، وأن نلتقي ككورانيين، فهذا أمر لا مفر منه ومطلوب ومن الخطأ أن لا نقدم عليه، ولكن ما يميز لقاء اليوم أنه لقاء أطباء وكورانيين مع وزير الصحة ونائب رئيس مجلس الوزراء في جامعة الكورة- جامعة البلمند، فهذا هو المكان الصحيح للقاء الأطباء والكورانيين والشماليين واللبنانيين، فبالإضافة، إنها الجامعة التي أثبتت على مدى سنوات طوال أنها صرح علمي كبير، فإنها تتحضر الآن لتصبح صرحاً طبياً، مع بناء مستشفى جامعي، بفضل إدارة طموحة ومساعي ودعم خييرين ومسؤولين كبار أحبوا الكورة ومثلوها أفضل تمثيل في الندوة البرلمانية، دولة الرئيس فريد مكاري، مشكوراً على مرافقته لنا اليوم في هذه الزيارة، كما وغيره من الخيرين.
وأضاف: شكر لإدارة الجامعة بشخصها رئيسها الصديق الدكتور إيلي سالم ونائب الرئيس العميد الدكتور ميشال النجار، الصديق والعزيز، الذي عمل لإنجاح هذه الزيارة، تماماً كما عهدناه دائماً، مقدام وجاهز لخدمة الجميع. والشكر للنقيبين، عامر عياش وأديب زكريا اللذان تعاطا بكل إيجابية مع هذا اللقاء لما لهذا اللقاء من إفادة كبيرة للشأن الصحي الوطني، فلا خدمة صحية جيدة للمواطن اللبناني إلا بالتعاون الإيجابي بين الجسم الطبي ووزارة الصحة. أما الشكر الكبير فهو لدولة الرئيس غسان حاصباني، أنقله لدولتكم من كافة الكورانيين، مواطنين وأطباء، لهذه اللفتة الكريمة، بإعطائكم الأولوية للكورة، وتخصيصها بالزيارة الأولى من برنامجكم لزيارة كافة المناطق اللبنانية.
وختم: دولة الرئيس، كلنا أمل بسعة علمكم وبقدراتكم الفكرية، ولكن الأمل الأكبر هو بذهنيتكم البناءة والمتطورة وبطموحكم لبناء دولة المؤسسات المتحررة من الفساد والمحسوبيات بدءاً من وزارة الصحة العامة.
ثم ألقى الوزير حاصباني كلمة جاء فيها: أن نكون في حرم جامعة سيدة البلمند يعني أننا في حضرة الإيمان المستقيم والفكر النير والرسالة الوطنية. إنه إيمان الآباء والأجداد في كنيستنا الأرثوذكسية بقدسية وجودهم في هذا الشرق، شرق السيد المسيح الذي إختاره ليتجسد من أجل خلاصنا فنكون نحن شهوداً لمحبته وسلامة اللذين نفتقد لهما في هذا الزمن، حيث الحروب تعصف من حولنا والإجرام يتجلى بأشنع وجوهه.
وتابع: هذا الحرم الجامعي الذي نحن في ضيافته خير دليل على قدسية الكلمة وليس من باب الصدفة أنه في أرض الكورة، كورة العلم والمثقفين، كورة شارل مالك. لطالما عرف أبناء الكنيسة الأرثوذكسية بالإنفتاح الوطني، لكن التضحية في سبيل الوطن وبناء المؤسسات لا تعني التفريط بالحقوق. حقنا أن نكون شركاء في هذا الوطن، شركاء ليس على الورق بل على أرض الواقع، وفي الممارسة. والمدخل لتصحيح الإعوجاج الذي يشهده لبنان يبدأ بقانون إنتخاب يؤمن حسن التمثيل، ويبدد هواجس جميع مكونات المجتمع اللبناني.
وأضاف: يسأل بعضهم أي دور لموقع نائب رئيس مجلس الوزراء وأي مهام، وهل يجب أن يترك تحديد هذا الدور في كل حقبة للظروف والمناخات السياسية القائمة؟ لا يا سادة المطلوب ورشة تنظيمية وتحديد مهام وصلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء وكل المواقع الملتبسة بشكل واضح وصريح، فنيابة الرئيس ليست شرفية بل موقع شريك في صناعة القرار في هذا البلد، خصوصاً أن في الأرثوذكسية كفاءات وطاقات تغني الحياة السياسية والوطنية. والمطلوب دوماً أن نتذكر أن لبنان الرسالة مسؤوليتنا جميعاً وجاحنا في صون التعددية والعيش معاً هو خير رد على الجنون الذي يشهده العالم بإسم الأديان زوراً. نحن في زمن مدعوون لأن نستأنف الحضارة، بعد أن توقفت لفترة مؤقتة وإستبدلت بهمجية غير مسبوقة بحجمها وإنتشارها في التاريخ، ونحن على أبواب ثورة صناعية معلوماتية جديدة، من هو المؤهل أكثر من لبنان لقيادة المنطقة بل العالم في العودة الى رشده من خلال تجربتنا في التعددية والشراكة وقبول الآخر. إنطلاقاً من هذا المبدأ، نحن نستأنف العمل اليوم في القطاع الصحي، لإعادة بناء مؤسساته على أسس متينة تؤمن الإستمرارية وعودة لبنان كمركز أساسي في القطاع الصحي في شرق المتوسط. نحن نعيد بناء السياحة الصحية، ونضع خططاً وبرامج لتأمين الإستشفاء الشامل لكافة المواطنين وتنظيم المهن وإعادة إعتبارها وتوجيه الإنفاق الصحي الى الأماكن المناسبة والأكثر حاجة.
وختم: أتمنى منكم جميعاً أن تستجمعوا قواكم وتركزوا أفكاركم كي ننهض معاً بهذا القطاع ونستأنف العمل الإنساني والحضاري من خلال عملكم، وأتمنى لكم ولنا جميعاً التوفيق والنجاح في خدمة المواطن كي لا يمرض والمريض كي يشفى والمنسي كي يلقي الرعاية والإهتمام ليعيش بكرامة مرفوع الرأس.
بعدها إلتقى حاصباني وكرم منسقي القوات اللبنانية في مركز المنسقية في كفرصارون وختم زيارته بلقء أطباء القوات في الكورة.