Jabak and El Hassan Launched Stop the Bleeding Training Program
وكشفا أن عدد القتلى تجاوز 195 في الأشهر الخمسة من السنة والجرحى تجاوزوا الألفين
جبق للتشدد في تطبيق قانون السير وفرض التأمين الإلزامي وتطوير التشريعات والأنظمة المتعلقة بإنقاذ المصابين
الحسن: إنقاذ لبنان من الحوادث المرورية في رأس الأولويات ونعمل على إعداد القرارات والمراسيم التنظيمية لقانون السير
أطلق وزير الصحة العامة د. جميل جبق ووزيرة الداخلية والبلديات السيدة ريا الحسن أول برنامج تدريبي إنقاذي معدّ للعامة لوقف النزف على الطرقات “Stop the Bleed Training Program”، بهدف الحد من الضحايا المتزايد عددهم في لبنان نتيجة حوادث السير، وذلك بدعوة من جمعية رودز فور لايف Roads for Life بحضور النائب فادي علامة والوزير السابق يعقوب الصراف ومحافظ بعلبك الهرمل الأستاذ بشير خضر وممثلون عن قادة الأجهزة الأمنية ونقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف ونقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون وحاكم الكلية الأميركية للجراحين د. غسان نوفل ورئيس الكلية د. أحمد الزعتري والمدير العام لوزارة الصحة د. وليد عمار ومدير مكتب وزير الصحة العامة د. حسن عمار والمستشار الإعلامي محمد عياد ورئيسة جمعية رودز فور لايف زينة القصار قاسم وحشد من ممثلي الجمعيات والمجتمع المدني.
وقد افتُتح تنفيذ البرنامج مع الوزيرين جبق والحسن اللذين خضعا لتدريب سريع حول كيفية التدخل لإنقاذ مصاب على الطريق من مخاطر النزف والموت، علمًا أن البرنامج التدريبي ومدته حوالى خمسين دقيقة سيكون متاحًا لكل من يطلبه من مؤسسات عامة وخاصة لنشره بين أكبر قدر من المواطنين خصوصًا أنه سهل التطبيق ولا يحتاج إلى مهارات طبية خاصة في حين أن نتائجه تسهم في إنقاذ حياة كثيرين والحد من المآسي.
كلمة وزير الصحة
توقف وزير الصحة العامة د. جميل جبق في مستهل كلمته عند المأساة التي عانت منها السيدة زينة بفقدان ابنها ما ترك لديها أثرًا لا يُمحى مع مرور الزمن ولكنها انطلقت من هذا الواقع الصعب لحماية أبناء غيرها. ولفت إلى أن عدد القتلى والجرحى إلى ارتفاع مضطرد في لبنان نتيجة الحوادث، فيما معاناة الجرحى وعددهم يفوق الألفين معاناة مستمرة نتيجة ما يصابون به من أزمات صحية واعاقات ترافقهم مدى العمر.
أضاف أنه كطبيب يؤكد أن إنقاذ حياة مصاب أمر سهل جدا إذا تمت عملية الإنقاذ في اللحظات الأولى المناسبة من خلال وقف ما يصيبه من نزف. وهناك كثيرون للأسف، توفوا أو تعقدت حالتهم الصحية نتيجة النزف الكبير لأنهم كانوا بحاجة إلى إسعاف سريع ولم يحظوا بفرصة لذلك وضاع وقت في انتظار الفرق الطبية لإيصالهم إلى المستشفى. لذا، فإن ما يؤمنه هذا البرنامج التدريبي من إسعاف فوري يجعله ذا أهمية كبيرة وحيوية.
وسلّط وزير الصحة العامة الضوء، على مسألة عدم اهتمام الكثير من أصحاب السيارات بالتأمين الإلزامي، وعندما يقع الحادث يفر السائق وتبدأ مهمة من قام بنقل المصابين بالدوران بين المستشفيات، وتدخل الوساطات والاتصالات لمعالجته المصابين وايجاد اماكن لهم على نفقة الوزارة التي يمنعها القانون من تغطية أي حادث إن لم يكن بحوزة السائق تأمين إلزامي، في حين أن جرحى الحوادث يحتاجون غالبًا إلى الكثير من العناية لإنقاذ حياتهم ما قد يجعل كلفة تغطية أي حادث سير تفوق عشرة أضعاف تغطية مريض آخر يحتاج إلى عملية جراحية أو استشفاء من مرض معين. يضاف الى ذلك تهرب بعض شركات التأمين الخاص في العديد من الحالات، ما يضاعف المشكلة. وتمنى الوزير جبق على وزارة الإقتصاد التشدد تجاه هذه الشركات لتسهيل الامور على المواطنين، كما دعى وزيرة الداخلية الى التشدد في إنجاز معاملات الميكانيك والتأمين الإلزامي وتطبيق قانون السير من خلال ضبط المخالفات والسرعة التي تشكل العامل الرئيسي إن لم يكن الوحيد في حوادث السير القاتلة إضافة إلى الإستخدام المفرط للهاتف خلال القيادة.
وتابع الوزير جبق مؤكدًا أن ما يفاقم المشكلة هو بعض التشريعات القانونية والانظمة الداخلية التي تضع المواطن في حيرة، ففي حين تنص مواد قانونية على معاقبة كل من يقصر في اسعاف وانقاذ مصاب، يتم في المقابل واستنادًا إلى القانون احتجاز كل من ينقذ مصابًا وينقله الى مستشفى بهدف استجوابه والتحقيق معه وصولا إلى توقيفه اذا كانت الاصابة بليغة والمصيبة اذا توفى المصاب لدى وصوله المستشفى !!!
ولفت وزير الصحة العامة إلى ضرورة تعديل بعض المواد القانونية والمراسيم التطبيقية، وذلك لا يمكن ان يتم الا بجهد وعناية من وزارة الداخلية والبلديات ووزارة العدل ولجنة الادارة والعدل في مجلس النواب.
كلمة الوزيرة ريا الحسن
بدورها لفتت الوزيرة ريا الحسن إلى أن السيدة زينة القصّار حولت حادث خسارتها ابنها طلال إلى حافز وقضية وطنية، فشقت طرق الحياة من خلال تأسيس "رودز فور لايف" فعبدت بدموعها دروب الإنقاذ من خلال البرامج التدريبية التي تنظّمها جمعيتُها منذ سنوات للمسعفينَ وأطبّاء الطوارىء وأفراد الجسم التمريضي، إضافة إلى عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي. وصحيح أن الوقت لم يشف جرحها ولن يشفيه لكنها أدركت أن كل دقيقة مهمة لتجنيب الآخرين فقدان أحبائهم، فشاءت أن تجعل من لحظة فراق نجلها سببًا لتعميم مفهوم "الساعة الذهبية" التي يتوقف عليها مصير مصابي الحوادث المرورية، فإذا عولجوا بالطريقة السليمة قد تكتب لهم حياة جديدة.
ورأت وزيرة الداخلية والبلديات أن هذا البرنامج التدريبي إنجاز جديد لجمعية "رودز فور لايف" لأنه يتيح لعامة الناس فرصةَ متابعة دورات تدريبية على تقنيات إسعاف مصابي الحوادث، لكي يصبح في إمكان أيّ كان أن يكون منقذاً من دون أن يكون بالضرورةَ متخصصاً. ورأت الحسن أن هذا المبدأ ينطبق على كل المجالات، فإذا كان بلدنا اليوم مصابا وينزف انقسامات، ففي استطاعة كلّ مواطن، من دون أن يكون بالضرورة سياسياً، أن ينقذه بانتهاج الاعتدال والتمسّك بالوحدة الوطنية وعدم الإنزلاق إلى الخطاب الفتنوي وتقديم الانتماء الوطنيّ على كلّ ما عداه.
وأبدت الوزيرة الحسن سعادتها بأن تكون أول مشاركة في البرنامج التدريبي وأن تشارك فيه قوى الأمن الداخلي بفاعلية متمنية أن ينتسب كثر إلى الدورات التدريبية تعميمًا للفائدة الأكيدة منها. وقالت إن وزارة الداخلية والحكومة مجتمعة تعمل على "إنقاذ" لبنان من الحوادث المرورية، مؤكدة أن هذا الهدف في رأس الأولويات لأن ما تشهده الطرق من ضحايا وصل عددهم إلى 195 قتيلاً و2184 جريحاً في الأشهر الخمسة الأولى من هذه السنة، هو مجزرة حقيقية ينبغي وضع حدّ لها.
وأكدت وزيرة الداخلية والبلديات أن الحد من الحوادث، وبالتالي من الضحايا، لا يكون بغير...قانون السير. لكنّ هذا القانون، لكيّ يسلكَ طريقَ التنفيذِ الجدّي والحازم، بعد أربع سنوات من ولادتِه، يحتاجُ إلى إصدارِ القرارتِ والمراسيمِ التنظيميةِ اللازمة، وهذا ما يتم العمل عليه في الوقت الراهن. وفي هذا الإطار، يجري إعدادُ مشروع لتطوير الجانب المتعلّق بالغرامات والمخالفات، إضافة إلى تعزيز فارز السَّير، وتكثيف عملِها لقمع المخالفات وإنشاء السجل المروريّ وتطبيق نظام النقاط، لأنه الوسيلة الرادعة الأشدّ فاعلية للحدّ من السلوكيات القاتلة على الطرق. وتابعت الحسن أنه تم إنجاز الخطوة الأولى نحو تفعيل المجلس الوطني للسلامة المرورية الذي سيتولى وضع السياسات المتعلقة بالسلامة المرورية، وذلك من خلال تعيين أمين سرّ له يتمتع بقدر كبير من الكفاية هو الدكتور رمزي سلامة، وهو شرع بتشكيل فريق عمله، ضمن الإمكانات المتاحة حالياً. ودعت الحسن الادارات الحكومية والجمعيات المعنية إلى التعاونِ والتنسيق مع أمانة سر المجلس، توخياً لتضافر الجهود وتلافي الازدواجية في العمل، في ظل قلّة القدرات البشريةِ المتخصصةْ في هذا المجال، وندرةِ المواردِ الماليةِ المتوافرة.
وقالت وزيرة الداخلية إن السعي يشمل كذلك إنشاء المرصد الوطني لحوادث السير، وتطوير منظومة تعلُّم قيادة المركبات، من خلال تحسين الامتحانين النظري والعملي وتأمينُ ميادينَ مغلقةٍ للتدريب وتأهيل المدربين ولجان الامتحان، واعتماد مناهج حديثة، وتحويل مكاتب تعليم السوق الحالية الى مدارس حقيقية.
وختمت أن الهدف الرئيسي لقانون السير ليس العقاب بل تعميم ثقافة السلامة المرورية وهذا غير ممكن إلا بتعاون وثيقة بين الإدارات المختصة في الدولة والمجتمع المدني الناشط الذي أفرز في السنوات الأخيرة جمعياتٍ أدّت دوراً كبيراً في نشر الوعي المروري، وفي الدفع لإقرار قانون السير. وتوجهت إلى السيدة قاسم مجددة شكرها لجمعيتها وقالت: لقد نجحتم، وجهودكم أثمرت وأنا واثقة بأن طلال، في عليائه، فخور بك، وسعيد بما أنجزت.
وقائع إطلاق البرنامج التدريبي
وكان حفل إطلاق البرنامج التدريبي قد بدأ بالنشيد الوطني اللبناني ثم كلمة ترحيب من الأمين العام لجمعية "رودز فور لايف" روني ألفا، بعدها لفتت السيدة قاسم إلى أن البرنامج التدريبي صفحة جديدة من الأمل والرجاء سيتم تنفيذه مع الكلية الأميركية للجراحين فرع لبنان والشركاء الإستراتيجيين في الجامعة الاميركية ببيروت وبنك عودة، آملة أن يتحول كل مواطن إلى رسول إنقاذ في مدرسته وجامعته ومركز عمله بفضل STOP THE BLEED برنامج وقف النزف الذي سيتم توفيره لعامة الناس من غير أهل الإختصاص بفض جسم التمريضي خضع بدوره لتدريبات خاصة في هذا المجال. وقالت إن المشوار يبقى طويلا خصوصا في مجال توفير التمويل الكبير المطلوب لتأمين حقائب الإنقاذ.