Hasbani after Receiving the Merit Medal: The Scout is Honest and Fair
منح "اتحاد كشاف لبنان" "قلادة الجدارة" لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، وللقادة الأوائل في الاتحاد، في حفل تكريمي نظم في المعهد الانطوني في بعبدا، برعاية حاصباني وحضوره الى الوزير السابق خالد قباني، الرئيس العام للرهبانية الانطونية المارونية الاب مارون ابو جودة، الاباتي داود رعيدي، مدير المعهد الانطوني جورج صدقة، رئيس الاتحاد المحامي جوزف خليل، الامين العام للمنظمة الكشفية العالمية الدكتور عاطف عبد المجيد، عضو اللجنة الكشفية العالمية سارة ريتا قطان، رؤساء اتحاد الكشاف اللبناني السابقين، رؤساء الجمعيات الكشفية، المكرمين وذويهم.
حاصباني
والقى راعي الحفل حاصباني كلمة شكر فيها اتحاد كشاف لبنان على دعوته وتكريمه ما اعاده بالذاكرة الى اكثر من ثلاثة عقود حين كان لبنان يتخبط بحرب اهلية بشعة وكانت الكشفية ملاذا آمنا للشباب الذين طمحوا بان يتمسكوا بايمانهم وبوطنهم وبمجتمعهم كي لا ينزلق في دهاليز الاقتتال البشع، والذين احبوا ان يدعموا كل من دافع بروحه عن تراب الوطن وكل من حارب واستشهد لهذا الوطن كدعم لصمود المجتمع والانسان في لبنان.
وتابع: "في تلك الحقبة، كنت فتيا اتعلم مبادئ الكشفية واتلقفها من قادة موجودين معنا ونكرمهم اليوم، وفي تلك الحقبة كان لي الحظ والشرف ان اطرح فكرة الكشفية على اوسع مروحة من الناس، واتذكر برنامجا متواضعا على تلفزيون لبنان قمت باعداده وتقديمه تكريما للحركة الكشفية، وكان لي الشرف ان اتعرف على قائدين مميزين موجودين معنا وهما سامي ابو جوده وجورج غايب فتحية لكما. انتم ايها القادة المكرمون كنتم منارة لنا وما زلتم ومثالا في العطاء وفي الأخلاق. وقد علمتنا الكشفية المبادئ التي بقيت معي اينما ذهبت وفي كل ما فعلت، جالت معي انحاء العالم من شرقه الى غربه، انطلقت معي من لبنان وعادت معي، وقد تجلت اولا بالواجب نحو الله وهي علاقة الانسان بالقيم الروحية للحياة والايمان الذي تنبع منه القوة والثقة بالانسان. والمبدأ الثاني كان الواجب نحو الاخرين وهي العلاقة مع المجتمع من خلال الانفتاح وقبول ومساعدة الاخر. والمبدأ الثالث هو الواجب نحو الذات وتطويره وتنمية الوزنات التي اعطانا الله اياها، وهذا واجب اساسي واذا لم نطور ذاتنا لا يمكننا ان نؤدي واجبنا نحو الاخرين".
وتابع حاصباني: "هذه المبادئ التي عملت بها تعلمتها من خلال قانون الكشاف وترسخت في ذهني نقاط اساسية من هذا القانون لطالما امنت وعملت بها وكانت سر علاقتي مع الناس والمجتمع والعمل وسرا من اسرار نجاحي التي انعم الله عليي بها، واولها الصدق لان الكشاف يوثق بشرفه ويعتمد عليه، والكشاف مخلص لله ولوطنه مهما اشتدت الصعاب ومهما ضاقت الايام وهو نافع ويساعد الاخرين".
واشار الى "ان الكشاف بشوش يقابل الصعوبات بصدر رحب وهو مقتصد فلا يهدر المال، لا ماله الخاص ولا مال غيره ولا المال العام، والكشاف نظيف الفكر والقول والعمل. هذا هو الكشاف، هذا انا ابن الحركة الكشفية الكريمة. واقول لمن يستغرب هذه الصفات التي افتخر بها، نعم انها صفات لست انا الوحيد من يتحلى بها، بل كل اخوتي في الكشفية في لبنان والعالم. وبالطبع في ثمانينات القرن الماضي عندما رفعت يدي وقلت انني اعد ان ابذل جهدي لاقوم بواجبي نحو الله والوطن واساعد الناس في كل حين واعمل بقانون الكشاف، كنت اقصد ذلك بالرغم انني لم اكن على علم في ذلك الحين بان الله سيعطيني هذه الفرصة لاحقق هذا الوعد لاجل وطني. نعم ان كل واحد منكم يمكنه ان يقدر له ان يقوم بعمل يخدم المجتمع مهما كان هذا العمل صغيرا او كبيرا، وطالما اننا نقوم بواجباتنا تحت هذه المبادئ وتحت هذا القانون في رابطة كشفية وثيقة على مستوى لبنان والعالم، يمكننا ان نغير العالم".
وكان الحفل افتتح بالنشيد الوطني، وعرض فيلم وثائقي عن ابرز النشاطات الكشفية للعام 2016، وكانت كلمات لرئيس الاتحاد خليل الذي شار الى "ان قلادة الجدارة ليست ميدالية تعطى هبة، انها قيمة معنوية درجت على تقليدها الهيئات الإدارية المتعاقبة لقادة من الجمعيات المنضوية تحت لواء الاتحاد الذي تأسس ونهض بتضحيات امثالكم. واليوم نكمل المسيرة، فنلتقي في رحاب المعهد الانطوني في بعبدا برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء الاستاذ غسان حاصباني المكرم مع كبار المكرمين".
ثم وزعت الدروع للمكرمين بناء لقرار الهيئة الإدارية وهم على التوالي: نائب رئيس مجلس الوزراء الوزير غسان حاصباني، المدير العام لمؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان دار الايتام الإسلامية الدكتور خالد قباني، الامين العام للمنظمة الكشفية العربية الدكتور عاطف عبد المجيد، الرئيس الفخري لجمعية كشافة الاستقلال الاباتي داود رعيدي، الرئيس السابق لاتحاد بلديات صور المرحوم عبد المحسن الحسيني. وكذلك تم تكريم القادة المكرمين بناء على ترشيح الجمعيات وبقرار من الهيئة الادارية لاتحاد كشاف.
ثم تحدث الاباتي رعيدي ومما قاله: "اشكر التفاتتكم الكريمة نحوي ونحو هذا الرعيل من المكرمين الذي ادى ويؤدي ولاء للشباب والشابات المنضوين تحت سقف الكشافة والذين يشكلون قلب الوطن النابض ومشتل الشباب الصافي، الذين دون شك سيعملون في المستقبل في معظم الجمعيات التي لا تبغي الربح، لانهم نشأوا على محبة الانسان والوطن والطبيعة، وعملوا ويعملون بروح الفريق، فيبنون نفوسهم على الانفتاح وعلى قبول مواهب الاخر، والاستعداد للتعاون معه، فهم بذلك يقرون انهم لا يحتكرون المعرفة وليسوا الوحيدين على الأرض. وتعلمون جميعكم خطورة مرض العصر الانساني، وهي آفة الانانية والغاء الآخر التي اصبحت نهجا يعاني منه إنسان اليوم بشكل لافت ومؤذ، واذا بالكشاف الذي ينمو على التضحية والتعاون والتفكير بالآخر يشكل لمجتمعنا دواء لبعض الامراض ذات النتائج السرطانية".