أكد التحضير لدراسة إكتوارية تحدد السبل لتمويل الإستشفاء بشكل منظم وشامل
وزير الصحة قام بجولة على مراكز الرعاية الصحية الأولية في بيروت
حاصباني: عيادات أساسية لتأمين الوقاية والعلاج قبل الدخول إلى المستشفى
جال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني على مراكز رعاية صحية أولية في بيروت وعدد من المستشفيات الحكومية والخاصة في إطار يوم إعلامي نظمته وزارة الصحة العامة تحت شعار "الطعم قبل كل شيء" بالتزامن مع الحملة الإعلانية الوطنية وتمهيدًا للأسبوع العالمي للتحصين. وقد رافق الوزير حاصباني المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور محمود فكري وممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان غابرييل ريدنر وممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار وممثلة منظمة اليونيسف فيوليت سبيك وارنوري وممثل الإتحاد الأوروبي ألكسيس لوبر وممثلة البنك الدولي حنين السيد والمدير العام لوزارة الصحة الدكتور وليد عمار، ورئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في الوزارة الدكتورة رندة حمادة ووجوه إعلامية؛ وقد شارك الجميع في الجولة بحافلة تم تخصيصها لهذا النشاط الهادف إلى التعريف بالمعايير القياسية التي تعتمدها وزارة الصحة العامة في مجال تلقيح الأطفال وبخدمات الشبكة الوطنية لمراكز الرعاية الصحية الأولية.
المستودع المركزي
إستهلت الجولة بزيارة المستودع المركزي للدواء واللقاح في الكرنتينا حيث اطلع وزير الصحة العامة على سبل حفظ اللقاحات وشروط تخزينها في غرفة تبريد نموذجية. إذ يتم نقل اللقاحات من المطار ببرادات خاصة قبل تخزينها في المستودع، حيث تخضع آلية التخزين لبرنامج اعتماد إحتل فيه لبنان المرتبة الخامسة بين دول العالم في ضمان سلسلة تبريد اللقاحات. وانطلاقا من هذا المستودع يتم توزيع اللقاحات على المراكز المنتشرة في كافة الأقضية اللبنانية ليتم تخزينها في برادات تعمل على الكهرباء والطاقة الشمسية أو الكهرباء والغاز.
وأدلى الوزير حاصباني بتصريح لفت فيه إلى أهمية مستودع الكرنتينا كمركز أساسي لتوزيع الأدوية على مراكز الرعاية الأولية، كما أنه يتضمن مستودعًا للأدوية الخاصة بالأمراض المستعصية والمزمنة. أضاف أن هذا المركز، وبمساعدة ودعم العديد من المنظمات الدولية بات من أهم المراكز العاملة تحت رعاية وزارة الصحة. أضاف وزير الصحة العامة أن ثمة خططًا موضوعة لتطوير هذا المركز الذي يقع إلى جانب المستشفى الحكومي في الكرنتينا بحيث تتحول هذه المنطقة إلى مدينة صحية مصغرة في لبنان.
مركز قركوزيان الصحي
ثم انتقلت الحافلة إلى مركز قركوزيان الصحي في منطقة برج حمود حيث كان في استقبال وزير الصحة العامة مدير المركز سيروب أوهانيان وأعضاء في الهيئة المشرفة على المركز. وقد التقى الوزير حاصباني بعدد من الأطفال الذين تم الإتيان بهم إلى المركز لتطعيمهم وهم يتابعون الدراسة في مدرسة من مدارس المنطقة.
وقد أوضح أوهانيان أن المركز هو من مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة في المناطق اللبنانية، مضيفا أنه يستقبل سنويا حوالى ثلاثين ألف شخص من المواطنين اللبنانيين والمقيمين على الأراضي اللبنانية من مختلف الجنسيات. ولفت إلى أن هدف المركز الأولي تأمين الوقاية من الأمراض، وتنظيم حملات تثقيف صحي وتلقيح الأطفال مجانا وتوزيع الأدوية الأساسية وأدوية الأمراض المزمنة والمستعصية بالتعاون مع وزارة الصحة. ويتضمن المركز عيادات نسائية لمتابعة فترة الحمل، وعيادات طب أطفال ولقاحات، وعيادات صحة عائلة وطب أسنان وصحة القلب والشرايين وصحة الغدد والسكري والصحة النفسية.
تصريح الدكتورة حمادة
وقد أوضحت رئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتورة رندة حمادة أن هذه الجولة على مراكز الصحة الأولية تهدف إلى تعزيز ثقة المواطنين بخدمات التلقيح التي تقدمها الوزارة، وللتعريف بهذه المراكز ودورها المتقدم في تعزيز صحة المواطنين وتحسين المؤشرات الصحية وتخفيض فاتورة الإستشفاء بشكل عام. وأشارت إلى أن هذه المراكز تخضع لنظام اعتماد كندي مما يضمن جودة الخدمات المقدمة فيها للمواطنين. وشددت على أن أهمية مراكز الرعاية الصحية الأولية تكمن في كونها المدخل الأساس للمواطن على النظام الصحي اللبناني العام لأنه من خلالها سيكون لكل مواطن ملف صحي موحد تتم من خلاله متابعة حالته الصحية في حال احتاج إلى مستوى رعاية أعلى في المستشفى.
تصريح الدكتور فكري
وفي تصريح للدكتور فكري نوه بأهمية هذه الحملة التي تحظى برعاية كبيرة من نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الصحة العامة مضيفا أن هذا يشكل تجسيدا لمدى اهتمام الحكومة بتوفير الرعاية الصحية الأساسية لكل السكان بغض النظر عما إذا كانوا مقيمين أو زائرين. وأكد فكري أن مراكز الرعاية الصحية الأولية هي المدخل الرئيسي للحصول على الخدمات الصحية، مشددًا على أن الأهم في هذا الإطار هو أن الطعم مؤمن للأطفال أينما وجدوا، فضلا عن أن برنامج الرعاية الصحية الأولية يشمل الخدمات الوقائية والعلاجية ومتابعة الحمل ورعاية الأطفال والصحة المدرسية ما يعزز برنامج التحصين ويربي على اعتماد السلوك الصحي السليم. وتابع الدكتور فكري أن مركز الرعاية الصحية الأولية يشتمل على كل الخدمات الوقائية مع العلاج في مكان واحد ما سيؤدي إلى universal health coverage التغطية الصحية الشاملة للأم والطفل والصحة المدرسية والعامل والمدرس. وأردف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور محمود فكري إن الطعم هو عدو المرض، وأينما وجد الطفل يجب أن يكون هناك طعم. وأكد أن منظمة الصحة الدولية ومنظمات الأمم المتحدة سيبقون ملتزمين الشراكة مع وزارات الصحة في كل البلدان المتاحة لتنفيذ برامج صحية تحسن من نوعية الحياة.
وحول تقييمه للبنان في مجال الرعاية الصحية، رأى الدكتور فكري أن لبنان قطع شوطًا كبيرًا جدا في مجال التحصين، كما أنه من أوائل الدول التي نفذت برامج تأمين الطعم للأطفال، حيث لا حالات شلل في لبنان. إنما برنامح التحصين مستمر للإستمرار في حماية الأطفال، وقد وصل البرنامج إلى مرحلة متقدمة جدا، إذ إن هناك نسبة 91% من التغطية الشاملة للقاحات
تصريح الوزير حاصباني
وفي تصريح لوزير الصحة العامة شدد على أهمية المراكز الصحية الأولية، مشيرًا إلى أن هذه المراكز هي بمثابة عيادات أساسية يمكن الحصول من خلالها على سجل صحي واضح، قبل الدخول إلى المستشفى في حال دعت الحاجة إلى ذلك، كما أن هذه المراكز توفر اللقاحات وكل الأمور التي تساعد على الوقاية الصحية.
وشدد الوزير حاصباني على أن مراكز الرعاية الصحية هي الجهة الأولى لتأمين الوقاية من الأمراض لكل القاطنين في لبنان، وكشف أنه في العام 2014 إستقبل مركز قركوزيان الصحي عشرين ألف شخص غير لبناني من أصل ثلاثين ألفا، وهذا الأمر يؤكد الدور الأساسي الذي تقوم به مراكز الرعاية الصحية الأولية لرعاية كل النازحين على الأراضي اللبنانية وتفادي تفشي الأمراض والأوبئة والعناية بصحتهم بأفضل طريقة ممكنة.
وردًا على سؤال، أعلن وزير الصحة العامة أن الوزارة بصدد التحضير لدراسة إكتوارية الهدف منها العمل على تحديد السبل لتمويل الإستشفاء بشكل منظم وشامل مع إيجاد الطرق الفضلى لتأمين التمويل كما هو حاصل في أكثر من دولة في العالم. وشدد الوزير حاصباني على أن الأهم هو تأمين دفتر صحي وتسجيل صحي للمواطنين ما يساعد على تخفيف تكلفة العلاج بنسبة كبيرة.