إلتقى الوزير حاصباني والوفد المرافق في قاعة سليم الزاخم في جامعة البلمند أطباء الكورة ونقابتي الأطباء وأطباء الأسنان في الشمال وإستمع الى هواجسهم ومطالبهم وأبرزها مطالب نقيب أطباء الأسنان أديب زكريا الذي ناشد دولته العمل على إقفال عيادات طب الأسنان في المستوصفات الغير مستوفية الشروط القانونية كما ناشد دولته إصدار قانون من مجلس الوزراء للحد من عمالة أطباء الأسنان الأجانب في لبنان لا سيما السوريين منهم.
من ثم ألقى الدكتور فادي كرم كلمة قال فيها:
كانت كلمة للنائب فادي كرم وقال: أن نلتقي كأطباء، فهذا أمر طبيعي وضروري ومفيد، وأن نلتقي ككورانيين، فهذا أمر لا مفر منه ومطلوب ومن الخطأ أن لا نقدم عليه، ولكن ما يميز لقاء اليوم أنه لقاء أطباء وكورانيين مع وزير الصحة ونائب رئيس مجلس الوزراء في جامعة الكورة- جامعة البلمند، فهذا هو المكان الصحيح للقاء الأطباء والكورانيين والشماليين واللبنانيين، فبالإضافة، إنها الجامعة التي أثبتت على مدى سنوات طوال أنها صرح علمي كبير، فإنها تتحضر الآن لتصبح صرحاً طبياً، مع بناء مستشفى جامعي، بفضل إدارة طموحة ومساعي ودعم خييرين ومسؤولين كبار أحبوا الكورة ومثلوها أفضل تمثيل في الندوة البرلمانية، دولة الرئيس فريد مكاري، مشكوراً على مرافقته لنا اليوم في هذه الزيارة، كما وغيره من الخيرين.
وأضاف: شكر لإدارة الجامعة بشخصها رئيسها الصديق الدكتور إيلي سالم ونائب الرئيس العميد الدكتور ميشال النجار، الصديق والعزيز، الذي عمل لإنجاح هذه الزيارة، تماماً كما عهدناه دائماً، مقدام وجاهز لخدمة الجميع. والشكر للنقيبين، عامر عياش وأديب زكريا اللذان تعاطا بكل إيجابية مع هذا اللقاء لما لهذا اللقاء من إفادة كبيرة للشأن الصحي الوطني، فلا خدمة صحية جيدة للمواطن اللبناني إلا بالتعاون الإيجابي بين الجسم الطبي ووزارة الصحة. أما الشكر الكبير فهو لدولة الرئيس غسان حاصباني، أنقله لدولتكم من كافة الكورانيين، مواطنين وأطباء، لهذه اللفتة الكريمة، بإعطائكم الأولوية للكورة، وتخصيصها بالزيارة الأولى من برنامجكم لزيارة كافة المناطق اللبنانية.
وختم: دولة الرئيس، كلنا أمل بسعة علمكم وبقدراتكم الفكرية، ولكن الأمل الأكبر هو بذهنيتكم البناءة والمتطورة وبطموحكم لبناء دولة المؤسسات المتحررة من الفساد والمحسوبيات بدءاً من وزارة الصحة العامة.
ثم ألقى الوزير حاصباني كلمة جاء فيها: أن نكون في حرم جامعة سيدة البلمند يعني أننا في حضرة الإيمان المستقيم والفكر النير والرسالة الوطنية. إنه إيمان الآباء والأجداد في كنيستنا الأرثوذكسية بقدسية وجودهم في هذا الشرق، شرق السيد المسيح الذي إختاره ليتجسد من أجل خلاصنا فنكون نحن شهوداً لمحبته وسلامة اللذين نفتقد لهما في هذا الزمن، حيث الحروب تعصف من حولنا والإجرام يتجلى بأشنع وجوهه.
وتابع: هذا الحرم الجامعي الذي نحن في ضيافته خير دليل على قدسية الكلمة وليس من باب الصدفة أنه في أرض الكورة، كورة العلم والمثقفين، كورة شارل مالك. لطالما عرف أبناء الكنيسة الأرثوذكسية بالإنفتاح الوطني، لكن التضحية في سبيل الوطن وبناء المؤسسات لا تعني التفريط بالحقوق. حقنا أن نكون شركاء في هذا الوطن، شركاء ليس على الورق بل على أرض الواقع، وفي الممارسة. والمدخل لتصحيح الإعوجاج الذي يشهده لبنان يبدأ بقانون إنتخاب يؤمن حسن التمثيل، ويبدد هواجس جميع مكونات المجتمع اللبناني.
وأضاف: يسأل بعضهم أي دور لموقع نائب رئيس مجلس الوزراء وأي مهام، وهل يجب أن يترك تحديد هذا الدور في كل حقبة للظروف والمناخات السياسية القائمة؟ لا يا سادة المطلوب ورشة تنظيمية وتحديد مهام وصلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء وكل المواقع الملتبسة بشكل واضح وصريح، فنيابة الرئيس ليست شرفية بل موقع شريك في صناعة القرار في هذا البلد، خصوصاً أن في الأرثوذكسية كفاءات وطاقات تغني الحياة السياسية والوطنية. والمطلوب دوماً أن نتذكر أن لبنان الرسالة مسؤوليتنا جميعاً وجاحنا في صون التعددية والعيش معاً هو خير رد على الجنون الذي يشهده العالم بإسم الأديان زوراً. نحن في زمن مدعوون لأن نستأنف الحضارة، بعد أن توقفت لفترة مؤقتة وإستبدلت بهمجية غير مسبوقة بحجمها وإنتشارها في التاريخ، ونحن على أبواب ثورة صناعية معلوماتية جديدة، من هو المؤهل أكثر من لبنان لقيادة المنطقة بل العالم في العودة الى رشده من خلال تجربتنا في التعددية والشراكة وقبول الآخر. إنطلاقاً من هذا المبدأ، نحن نستأنف العمل اليوم في القطاع الصحي، لإعادة بناء مؤسساته على أسس متينة تؤمن الإستمرارية وعودة لبنان كمركز أساسي في القطاع الصحي في شرق المتوسط. نحن نعيد بناء السياحة الصحية، ونضع خططاً وبرامج لتأمين الإستشفاء الشامل لكافة المواطنين وتنظيم المهن وإعادة إعتبارها وتوجيه الإنفاق الصحي الى الأماكن المناسبة والأكثر حاجة.
وختم: أتمنى منكم جميعاً أن تستجمعوا قواكم وتركزوا أفكاركم كي ننهض معاً بهذا القطاع ونستأنف العمل الإنساني والحضاري من خلال عملكم، وأتمنى لكم ولنا جميعاً التوفيق والنجاح في خدمة المواطن كي لا يمرض والمريض كي يشفى والمنسي كي يلقي الرعاية والإهتمام ليعيش بكرامة مرفوع الرأس.
بعدها إلتقى حاصباني وكرم منسقي القوات اللبنانية في مركز المنسقية في كفرصارون وختم زيارته بلقء أطباء القوات في الكورة.