أطلق ومنظمة الصحة العالمية السجل الوطني للأبحاث السريرية
الأول من نوعه في الدول العربية والثامن عشر على مستوى العالم
جبق: سيعزز إستقطاب الأبحاث السريرية ونتطلع للمزيد من الإنجازات!
الشنقيطي: إطلاق السجل حدث علمي هام جدا للبنان السباق في تبني الحداثة
أطلق وزير الصحة العامة د. جميل جبق بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية السجل الوطني اللبناني للأبحاث السريرية الأول من نوعه في الوطن العربي والذي يُعد إنجازًا وطنيًا وإقليميًا في مجال تعزيز شفافية الأبحاث التي تجري في لبنان ما يقوي مصداقية النتائج . كما يمكّن وزارة الصحة العامة من مراقبة احترام المعايير الطبية والاخلاقية في هذه الدراسات. ويسهم السجل في ضمان أعلى معايير السلامة للمشاركين بالابحاث من خلال تمكين شركات الأبحاث والباحثين من تسجيل دراساتهم التي تجري في لبنان ليتم نشرها في منبر منظمة الصحة العالمية للسجلات الدولية للأبحاث السريرية التي تجري على الانسان. وسيعزز وجود هكذا سجل وطني في لبنان تديره وزارة الصحة العامة من فرص زيادة عدد الأبحاث السريرية التي من الممكن إجراؤها في لبنان ما يضع لبنان في مصاف الدول الكبرى على خارطة التطور العلمي والطبي، والإنجازات العالمية كونه الأول من نوعه في الوطن العربي ورقم 18 على مستوى العالم.
وسيكون السجل تحت إدارة وإشراف الدكتورة رشا حمرة أمبريس، ومن خلاله تضع وزارة الصحة اللبنانية خبراتها في مجال تنظيم الأبحاث وتسجيل الدراسات السريرية تحت تصرف وزارات الصحة في الدول العربية.
وتخلل حفل الإطلاق توقيع مشروع تعاون بين وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية لتوثيق العمل المشترك بين الجهتين والذي أنتج وضع برنامج إلكتروني للسجل الوطني اللبناني للدراسات السريرية. وهو تعاون غير مسبوق بحيث تضع منظمة الصحة العالمية من خلال خبرائها هذا البرنامج الإلكتروني تحت تصرف وزارة الصحة في الجمهورية اللبنانية.
جرى إطلاق السجل الوطني في حفل في وزارة الصحة العامة حضره ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان د. إيمان الشنقيطي ومنسق تطوير الأبحاث والإبتكار في دائرة العلوم، المعلومات والنشر في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية د. أحمد منديل، ومدير برنامج منبر السجلات الدولية للتجارب السريرية في مكتب منظمة الصحة العالمية في جنيف السيد غسان كرم، والمدير العام لوزارة الصحة د. وليد عمار، ونقيبة الممرضات ميرنا ضومط وممثلون عن الجامعة اللبنانية وجامعات القديس يوسف والكسليك والبلمند والأميركية واللبنانية الأميركية وبيروت العربية وحشد من المعنيين.
كلمة الوزير جبق
وفي الكلمة التي ألقاها لفت وزير الصحة العامة د. جميل جبق إلى أن أسباب هذا التعاون غير المسبوق مع منظمة الصحة العالمية تعود لأسباب عدة:
أولا: الثقة بأداء الوزارة على إدارة سجل وطني للأبحاث السريرية وما يتطلبه من تنسيق وتعاون مع مختلف القطاعات الصحية ومصانع الدواء والشركات ذات الصلة والجامعات وهو تعاون مبني على أسس الشفافية والحوكمة الرشيدة والذي أثبت مصداقية كبيرة أدت إلى مشاركة جميع المعنيين بالأبحاث السريرية في هذا الإنجاز.
ثانياُ الثقة بالجامعات والمستشفيات الجامعية والمؤسسات الصحية الأخرى وقدرتها على إجراء الدراسات على الإنسان وفق أعلى المعايير العلمية والأخلاقية المتبعة عالمياً.
وأوضح الوزير جبق أن الهدف من هذا التعاون أن تضع الوزارة إمكاناتها التقنية والعلمية مع الدعم اللوجستي من قبل منظمة الصحة العالمية لتجربة هذا السجل وتقييم مدى نجاحه وذلك من خلال تجاوب الباحثين والمستشفيات وشركات الأدوية بإستخدامه بعد أن تم تدريب أكثر من 80 شخصًا من المعنيين بهذا السجل من قبل خبراء من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الذين طوروا البرنامج الإلكتروني. وعلى أساس هذا التدريب ، تم تعديل البرنامج لتسهيل عملية التسجيل كما ضمان سرية بعض المعلومات التي يجب أن تحفظ بأمان لضمان حقوق الملكية الفكرية للباحثين.
ولفت وزير الصحة العامة إلى أن الوزراة قامت بإجراء فترة تجريبية وبالتعاون مع الشركات تم تسجيل أكثر من 35 دراسة في فترة زمنية قياسية وعلى هذا الأساس تم تقييم السجل من قبل خبراء عالميين وتبين أن مواصفات السجل اللبناني توازي السجلات العالمية مثل Clinical Trials .gov وعلى أساسه إعتمد السجل رسمياً من قبل منظمة الصحة العالمية في جنيف، وهذا يعني إنضمام السجل اللبناني إلى المنتدى العالمي للسجلات ووبالتالي سيتم نشر الدراسات التي تجري في لبنان على مستوى عالمي.
وتابع الوزير جبق مؤكدًا أن أهمية هذا التعاون تكمن في أنه أصبح بالإمكان نقل هذه التجربة الفريدة بين وزارة الصحة اللبنانية ومنظمة الصحة العالمية إلى بلدان أخرى في المنطقة لتعميم التجربة ما سيعزز إستقطاب الأبحاث السريرية في لبنان ودول المنطقة. وإذ أكد استعداد وزارة الصحة اللبنانية لوضع خبراتها في هذا المجال تحت تصرف وزارات الصحة في الدول العربية والدول النامية في مناطق أخرى من العالم، ختم أن وزارة الصحة تتطلع إلى المزيد من الإنجازات لما فيه مصلحة المواطن والوطن.
وقائع حفل الإطلاق
حفل إطلاق السجل الوطني للأبحاث السريرية كان قد افتتح بالنشيد الوطني اللبناني فكلمة ترحيب من مقدمة الحفل الإعلامية رولا معوض التي أشارت إلى أن السجل هو الأول من نوعه في الوطني العربي والثامن عشر على المستوى العالمي.
ثم قدم السيد غسان كرم عرضًا تقنيًا أوضح فيه أن السجل الوطني اللبناني للأبحاث السريرية اعتمد عالمياً من قبل منظمة الصحة العالمية كسجل أولي للدراسات بعد أن تم تقييمه حيث وجد أنه يعتمد معايير عالمية تقنية خاصة بالمضمون والمصداقية وسهولة الوصول والادارة الشفافة. كما أنه يلبي متطلبات اللجنة الدولية للناشرين في المجلات الطبية مما يسهل عملية نشر الأبحاث في مجلات عالمية.
بدوره لفت د. منديل إلى أن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية سيواصل تقديم الدعم للبنان مشيرًا إلى أن مشروع التعاون الذي وقعته وزارة الصحة العامة مع منظمة الصحة العالمية يمكن أن يشكل مثالا يحتذى به لسائر الدول العربية.
د. عمار
أما د. وليد عمار فأوضح أن وزارة الصحة العامة قامت بالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية في بيروت و مكتب المنظمة الاقليمي لشرق المتوسط بإعتماد برنامج الكتروني Software يخول مقدمي طلبات تسجيل الدراسات السريرية ادخال المعلومات المطلوبة عن بعد، وانتظار الموافقة الكترونياً على تسجيلها في السجل الوطني. ولقد بدأ العمل بهذا البرنامج في الاول من كانون الاول 2018 كفترة تجريبية. وبعد 7 اشهر فقط اصبح السجل اللبناني معتمداً من منظمة الصحة العالمية ليصبح لبنان البلد الاول في المنطقة العربية يملك سجلاً رئيسياً للابحاث السريرية وهو الثامن عشر عالمياً، مما يمكن لبنان من لعب دور ريادي في مجال الابحاث. إنّ اعتماد سجلّ من هذا النوع في المنطقة من شأنه تعزيز الشفافية وامكانية المقارنة بين التجارب السريرية وضمان جودتها والاستفادة منها. كما سيؤدي الى استقطاب شركات عالمية للادوية لاجراء ابحاثها في لبنان والبلاد العربية ويقدم للباحثين منصة لتسجيل ابحاثهم بطريقة مجانية وسريعة كشرط اساسي لنشر اي مقال علمي.
وتابع المدير العام لوزارة الصحة العامة أن الخطوات القادمة للوزارة سوف تتضمن تدابير تنظيمية واضحة حول الدراسات الواجب تسجيلها في السجل الوطني (Interventional Studies) التي تعنى بالادوية والمعدات الطبية وكذلك تدابير خاصة بالابحاث الجينية نظرا لحساسية هذا النوع من الابحاث. كما بدأ العمل على صياغة معايير للابحاث السريرية التي تتضمن تجهيزات طبية ومتممات غذائية. كما تولي الوزارة عناية خاصة للفئات الضعيفة كالاطفال والمساجين والنازحين بحيث تقوم بصياغة معايير اخلاقية خاصة بها. ان جميع هذه التنظيمات ستحسّن بيئة الأبحاث وجودتها في لبنان، كما ستعود بمنفعة أكبر على المرضى من دون إلقاء أعباء إدارية غير ضرورية على الأطباء والباحثين والجهات الراعية. وتقدم د. عمار بالشكر لمسؤولي منظمة الصحة العالمية والفريق المعني في وزارة الصحة (السيدة لينا ابو مراد والدكتورة رشا حمرة) الذين عملوا على إتمام المشروع وقال إننا نعول على تعاون جميع الشركاء من جامعات ومراكز بحوث ولجان اخلاقيات وباحثين لإنجاح هذا السجل لأهميته للبنان والإقليم.
الشنقيطي
بدورها، لفتت د. الشنقيطي إلى أن إطلاق السجل الوطني للأبحاث السريرية هو حدث علمي هام جدا للبنان، اثبتت عبره وزارة الصحة العامة مرة اخرى تمسكها بالمعايير الدولية. وتابعت أن لبنان معروف بنظامه الصحي المرن وكوادره وخدماته الطبية الحديثة بحيث يلقب بمستشفى الشرق، ولكنه ايضا بلد التجديد والتطوير، يتلقف الافكار الجديدة، ويطوعها بحيث هو السباق غالبا في تبني الحداثة.
وأوضحت الشنقيطي أن السجل الوطني للابحاث السريرية يضمن الشفافية والاخلاقية في البحوث الطبية السريرية، ويساهم في تواصل الباحثين فيما بينهم، كما يسمح لوزارة الصحة بممارسة دورها الرقابي والجامع والمرجعي، ويضع لبنان على الخريطة الدولية للابحاث السريرية.