وأعلن عن تعميم أجهزة قياس نسبة السكر في الدم على مراكز الرعاية الأولية
جبق ينبه من مخاطر استمرار اللبنانيين في إهمال أمراضهم المزمنة
أطلق وزير الصحة العامة د. جميل جبق الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر أمراض القلب عند مرضى السكري تحت شعار "عندكن سكري؟ فكّروا بقلبكن واستشيروا حكيمكن"، بالتعاون مع "الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصماء والسكري والدهون" و"الجمعية اللبنانية لأمراض القلب" وشركة "بوهرنجر إنجلهايم" المتخصصة في قطاع الصناعات الدوائية وذلك في مؤتمر صحافي في وزارة الصحة العامة حضره نقيب الصيادلة د. غسان الأمين ورئيس "الجمعية اللبنانية لأمراض القلب" الدكتور مالك محمد ورئيسة "الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصماء والسكري والدهون" الدكتورة باولا عطا الله ومدير البرنامج الوطني للسكري في وزارة الصحة العامة الدكتور أكرم شتي ومدير شركة "بوهرنجر إنجلهايم" في لبنان والشرق الأدنى فؤاد جويدي والمستشار الإعلامي لوزير الصحة د. محمد عياد ومدير دائرة العناية الطبية في الوزارة د. جوزف الحلو وحشد من الممثلين عن المجتمع الطبي المحلي.
وتهدف الحملة إلى تسليط الضوء على العلاقة التي تربط بين السكري وبين أمراض القلب والأوعية الدموية، لأن الإصابة بالسكري من النوع الثاني تعرّض الأفراد لخطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، في حين أن التزام مرضى السكري بإدارة عوامل الخطر لديهم قد يساعدهم على تجنّب أو تأخير إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتشير الدراسات التي اجريت في لبنان إلى أن نسب الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني تتراوح ما بين 8% إلى 11% حسب العمر، وهو ما يستوجب تعزيز جهود التوعية والتثقيف الصحي للحد من إزدياد نسب الإصابة بالمرض في لبنان.
كلمة الوزير جبق
وفي الكلمة التي ألقاها، أوضح وزير الصحة العامة د. جميل جبق أن الوزارة تهدف من خلال حملات التوعية المتتالية إلى تعريف المجتمع بالمخاطر الصحية المحدقة به، فلعلّ المواطنين يتفادون تفاقم أمراضهم وما تتسبب به من أوجاع وكلفة، خصوصًا أن غالبيتهم يتعاملون مع أوضاعهم الصحية بإهمال واستخفاف.
وأعطى الوزير جبق مثالا على ذلك المصابين بالسكري والضغط. وقال: عندما يبدأ غالبية هؤلاء بتناول الدواء، يعتبرون أنهم شفوا من مرضهم، فيكملون حياتهم كما لو لم أنهم غير مصابين بأي مرض، في حين أن السكري والضغط من الأمراض المزمنة التي توجب على المريض العناية القصوى بصحته. أضاف وزير الصحة العامة أن أي مريض سكري يصبح بعد حوالى عشر سنوات من إصابته بالمرض وفي حال لم يكن مسيطرًا على مرضه، معرّضًا لأول ذبحة قلبية ثم لمشاكل في الشرايين وما يليها من مضاعفات تؤدي إلى الوفاة. ونبه في هذا المجال من أن الكثيرين من اللبنانيين قد يكونون مصابين بالسكري ولكنهم لا يعتبرون أنفسهم كذلك إذا ما كانت نسبة السكر في الدم لا تتجاوز الـ150 في حين أن هذه النسبة ومع مرور الوقت تؤدي إلى تراكمات مميتة.
وشدد جبق على أهمية الإهتمام المسبق بالصحة، مضيفًا أن وزارة الصحة العامة تعوّل في هذا المجال على مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والتي سيرتفع عددها من مئتين وعشرين مركزًا (220) إلى مئتين وخمسين (250)، وأعلن أن الوزارة وضعت في هذه المراكز أجهزة لقياس نسبة السكر في الدم، وأمّنت الدواء المطلوب للتخفيف من مضاعفات الإصابة بالسكري. أضاف أن وزارة الصحة وقّعت كذلك مع عدد من المستشفيات الحكومية عقودًا ستبدأ مفاعيلها اعتبارًا من 1-1-2020 لإجراء الفحوصات الروتينية لمرضى السكري وما يحتاجون إليه من صور شعاعية.
وختم وزير الصحة العامة متمنيا استمرار التعاون بهدف تحسين الوضع الصحي في لبنان لأن زيادة نسبة الوعي تخفف من نسبة الإصابة بالأمراض.
إطلاق الحملة
إطلاق الحملة كان قد استهل بالنشيد الوطني اللبناني، فكلمة ترحيب لعريفة الحملة الإعلامية سوزان خليل، ثم أوضح الدكتور أكرم اشتي أن "أمراض القلب والأوعية الدموية تمثل السبب الرئيسي لوفاة الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني، بنسبةٍ تصل إلى نحو 52٪ على المستوى العالمي" أضاف أن الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية يلعب دوراً أساسياً في إدارة السكري بكفاءة، مشددًا على وجوب مواصلة تثقيف المرضى حول كيفية تعديل عوامل خطر إصابتهم بالأمراض القلبية الوعائية، وذلك لضمان أفضل النتائج في علاج هذه الأمراض.
من جانبها، قالت الدكتورة عطا الله إن "أنماط الحياة غير الصحية في لبنان تسببت بزيادة ملحوظة في معدلات الإصابة بالسكري من النوع الثاني. ويمثل تعديل أنماط الحياة والالتزام بتناول الأدوية عاملين أساسيين للوقاية من الأمراض المزمنة وإدارتها بكفاءة. وتشير الإحصائيات إلى تدني معدل الوعي بأمراض القلب والأوعية الدموية في لبنان، لذا من المهم العمل اليوم على تأسيس تحالفات مشابهة لحملة التوعية هذه، وذلك للتشجيع على تبني منهج شامل بما يضمن إدارة نتائج السكري بشكل أفضل وأكثر كفاءة".
بدوره، قال الدكتور محمد إن الدراسات أظهرت أن المستويات المثالية للجلوكوز في الدم، إلى جانب التحكم في ارتفاع ضغط الدم وخسارة الوزن الزائد والإقلاع عن التدخين تمثل عوامل ضرورية للحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى مرضى السكري من النوع الثاني؛ خاصة وأن مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم يواجهون مخاطر مضاعفة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.كما كانت كلمة للسيد جويدي الذي شدد على أهمية النهج المتكامل الذي تتبعه الشركة لإدارة تداعيات مرض السكري من النوع الثاني ومخاطر الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية كجزء من التزام ’بوهرنجر إنجلهايم‘ في تعزيز الوصول لعلاجات مبتكرة تسهم في إنقاذ حياة المرضى، وذلك في مجال البحوث المتعمقة والجهود التعاونية والمنتجات الطبية المتكاملة.