ودعا السلطات التشريعية والتنفيذية إلى مضاعفة أسعار التبغ ومنع التهريب
"سنتخد إجراءات قاسية جدا بحق من يوفر إمكان التدخين والنرجيلة للمراهقين"


أطلق وزير الصحة العامة د. جميل جبق إستراتيجية وزارة الصحة لمكافحة التدخين – البرنامج الوطني، في حفل استضافته بلدية الجديدة – سد البوشرية لمناسبة اليوم العالمي للإمتناع عن التدخين وتجنب مخاطره، حضره النواب ابراهيم كنعان وماريو عون والياس حنكش والرئيس السابق للجنة الصحة النيابية النائب السابق د. عاطف مجدلاني والمطران ابراهيم شمعون ومديرة الفريق التقني في منظمة الصحة العالمية د. إليسار راضي ونقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون ومدير البرنامج الوطني لمكافحة التدخين في وزارة الصحة فادي سنان ومدير مكتب وزير الصحة العامة الد. حسن عمار ورئيس بلدية الجديدة – سد البوشرية أنطوان جبارة وأعضاء في المجلس البلدي وقائد الدرك السابق العميد صلاح جبران وعدد كبير من رؤساء البلديات والمخاتير وممثلون عن وزارات الشباب والرياضة والإقتصاد والشؤون الإجتماعية وعن الأجهزة الأمنية وعن المنظمات غير الحكومية الناشطة في المجالين الصحي والإجتماعي. وقد تم تقديم درع تكريمي للوزير جبق ولعدد من الناشطين في مجال مكافحة التدخين.

كلمة الوزير جبق

وقد لفت وزير الصحة العامة في الكلمة التي ألقاها إلى المدى الكبير الذي تستحوذ عليه مكافحة التدخين في دول العالم في حين أننا في لبنان عاجزون عن تحقيق هذا الأمر. وأشار إلى أنه خجل عندما وجد نفسه مضطرًا للرد على أسئلة طُرحت عليه في الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في جنيف حول مسار لبنان في منع التدخين. أضاف: هل نقول إن التدخين موجود بقوة في منازلنا ومطاعمنا ومستشفياتنا وفي كل أماكننا العامة وهل نقول إن ثمة أهالي يتركون أولادهم المراهقين يدخنون النارجيلة في داخل المنزل؟ وأسف الوزير جبق لأن نكون ندعي الحضارة فيما نحن عاجزون عن تطبيق القوانين بدءًا بقانون مكافحة التدخين خشية من تراجع إيرادات المطاعم فيما التدخين وتبعاته السلبية يكلف وزارة الصحة سنويًا ما لا يقل عن مئتي مليون دولار لأدوية الأمراض المستعصية. وأشار في هذا المجال إلى أن لبنان من أوائل الدول في العالم حيث ينتشر سرطان المثانة والرئتين والمريء وقد زاد هذا السرطان في العقد الأخير ثلاثة أضعاف إستنادًا إلى إحصاءات الوكالة الدولية لبحوث السرطان IARC.

وتناول الوزير جبق الإجراءات الواجب اتباعها لمكافحة التدخين وهي كالتالي:

 

وشدد الوزير جبق على ضرورة استعمال اسلوب ملزم وتفعيل الرقابة والملاحقة الدائمة وهذا لا يكون الا بالتعاون البناء والجدي الدائم بين وزارة الصحة ووزارات الاقتصاد والداخلية والسياحة ووزارة الاعلام بمؤازرة ودعم من الاجهزة الامنية وفق خطة متابعة وملاحقة شبه يومية. لأن أي عمل لا يمكن ان يستمر الا بالتفاعل وبث الروح فيه لتحقيق الهدف وانجاز المهمة. وطالب وزير الصحة العامة مجلس الوزراء ومجلس النواب بسن وتنفيذ تشريعات لرفع اسعار التبغ معلنًا أنه تم توقيع مرسوم يلزم المصنع والمستورد بوضع التحذيرات المصورة على علب التبغ كي يتم تسليط الضوء أكثر على آفة التدخين.

التأثيرات السلبية للتدخين

وعرض وزير الصحة العامة التأثيرات السلبية للتدخين مشيرًا إلى أنه يتسبب بالإنسداد الرئوي الذي تفوق خطورته مرض السرطان، فضلا عن تسببه بانسداد شرايين القلب والموت المفاجئ الذي تخطت نسبته كل الحدود والتوقعات كما أن تأثير الدخان السلبي على الجهاز الهضمي يرتبط ارتباطًا مباشرًا بسرطان المريء.

وشدد على ضرورة تكافل مختلف قوى المجتمع مع وزارة الصحة العامة لتعزيز التوعية وتطبيق القوانين.

وأورد الوزير جبق الأرقام التالية التي تظهر المخاطر الصحية للتدخين:

أما فوائد الإقلاع عن التدخين فحدّدها وزير الصحة كالتالي:

مداخلة النائب ابراهيم كنعان

وقد حرص رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان على التوضيح في شأن زيادة أسعار التبغ. فقال إنه تم التقدم بأكثر من مشروع في العام 2013 كما بحثت اللجان المشتركة باقتراح قانون واضح لرفع الأسعار ووضع جزية، إلا أن الأمر لم يلق تجاوبًا على غرار ما حصل بالأمس في جلسات مناقشة الموازنة في مجلس الوزراء والوزير جبق على علم بهذا الأمر كما أضاف كنعان. وأكد رئيس لجنة المال والموازنة أن إقفال الحدود ضروري لوقف التهريب الذي يحول دون حصول الخزينة على مليارات الدولارات. وأمل أن يحصل تجاوب في المستقبل القريب مع هذا الطلب.

وقائع إطلاق الاستراتيجية

وكان إطلاق الاستراتيجية قد استهل بالنشيد الوطني اللبناني فكلمة ترحيب للإعلامية سمر بو خليل ثم تحدث سنان فقال إن الاستراتيجية الوطنية تنص على تعزيز التعاون مع مختلف قوى المجتمع للحد من التدخين والعمل على إنشاء لوبي ضاغط ورفع أسعار كافة المشتقات التبغية وتوقيع اتفاقية للقضاء على الإتجار غير المشروع بها وتوقيع بروتوكول لدراما خالية من التدخين في لبنان، والعمل على إيجاد زراعات بديلة للتبغ. ثم لفت جبارة إلى أهمية المحافظة على صحة الإنسان والإبتعاد عن التدخين، كما أوردت راضي أرقامًا أظهرت انتشار التدخين في لبنان بنسبة كبيرة حيث يدخن حاليًا 38% من البالغين كما يتعرض حوالى 40% من طلاب المدارس الحكومية والخاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا للتدخين السلبي في منازلهم وفي الأماكن العامة ويتعرض حوالى 50% لدخان النرجيلة في الأماكن نفسها. وقالت راضي إن منظمة الصحة العالمية قطعت على نفسها عهدًا بالالتزام بالحد من تعاطي التبغ بنسبة 30% بحلول العام 2025، داعيًا إلى التعاون لتحقيق هذا الهدف في لبنان.