بعد التحذيرات المتكررة التي اطلقتها وزارة الصحة العامة بشأن الكلاب غير الملقحة أكانت أليفة او شاردة وتعرض المواطنين لخدوش وعضات منها، وبعد البيانات والاطلالات الاعلامية التوجهية للوقاية من التعرض لداء الكلب، لا تزال اعداد المصابين ترتفع بشكل قياسي.
وجراء التدقيق تبين ان اكثر الاصابات ناتجة بالدرجة الاولى عن استهتار الكثير من اصحاب الحيوانات الالفية في ما يخص تلقيح حيواناتهم، حيث تجاوزت نسبة هذه الاصابات 55 %. ويعود السبب الثاني للاصابات الى الكلاب الشاردة التي تقع مسؤولية مكافحتها على عاتق البلديات ووزارة الزراعة.
إن وزارة الصحة العامة، وبعد توجيه اكثر من كتاب في هذا الصدد الى الجهات المعنية، تجد نفسها مضطرة الى رفع الصوت عالياً لان الخطر كبير. فعدد حالات المتعرضين لعضات الحيوانات بلغ ارقاماً لم يعرفها لبنان يوماً، وكمية اللقاحات المستوردة لا يمكن ان تلبي الحاجات في ظل النقص العالمي الحاد. لذا تضع وزارة الصحة الجميع امام مسؤولياته وتشدد على ضرورة معالجة السبب قبل النتيجة، لأن مرض الكلب يؤدي الى الموت الحتمي في حال لم يتم اخذ العالج.
وبناء على ذلك، تحمل وزارة الصحة المسؤولية لكل اصحاب الحيونات الذين يتخلفون عن تلقيحها فتشكل خطراً على المواطنين، وسوف تلجأ لكافة الوسائل القانونية في حال اصيب احد المواطنين جراء هذا الاهمال. كذلك الامر بالنسبة لمسألة الكلاب الشاردة، اذا ستضع الوزارة الجميع امام مسؤولياته لأن الوضع لا يمكن الاستهانة به وقد لامس الخط الاحمر.