حاصباني أطلق حملة "لبنان #بلا_مخدرات و#بلا_إدمان '’
وكشف أن أكثر من ٧٠% من المراهقين استخدموا المخدرات تحت عمر ١٤ سنة
حاصباني: الاساس لمكافحة الادمان الاستثمار بالانسان وتحصينه وبناء دولة لا حدود سائبة فيها ولا مربعات
أطلق نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحّة العامة غسّان حاصباني هذا المساء حملة توعية تحت عنوان" لبنان بلا مخدرات وبلا ادمان" لتشجيع كل الاشخاص الذين يعانون من آثار المخدرات والادمان على تجاوزها وطلب العلاج للشفاء، ولدعوة العائلات بجميع أفرادها والأصدقاء إلى مساندة من يغرق حولهم في هذه الآفة وإلى طلب هذه المساندة من متخصصين لتأمين العلاجات المطلوبة.
تم تنظيم حملة التوعية في تجمع في الشارع تحت جسر الدورة – البوشرية، بدعوة من الوزير حاصباني باعتبار أن الشارع يمثل أرض الواقع وهو لكل فرد في المجتمع ومنه تصل الصرخة للجميع من دون استثناء. والجدير ذكره أنه في خلال الاستعداد لإطلاق الحملة تقدم أربعة عشر شخصا من متعاطي المخدرات وطلبوا من فريق وزارة الصحة الحصول على الدعم والمساعدة للشفاء.
حضر إطلاق حملة التوعية الكولونيل عباس بدران ممثل قائد الجيش اللبناني وممثلون عن مجالس بلدية برج حمود والجديدة سد البوشرية وجمعيات معنية بمكافحة المخدرات ومنسقة الحملة في وزارة الصحة العامة الدكتورة رشا حمرا.
وقد استهلت الحملة بالنشيد الوطني اللبناني، فكلمة ترحيب من عريفة الحفل الاعلامية جويل الحاج موسى، فدقيقة صمتعلى جميع ضحايا الادمان من المخدرات الذين ماتوا او لا يزالون يعانون من هذه الآفة أو هم في خضم مسيرة مواجهتها.ثم وضع وزير الصحة العامة إكليلا من الزهور البيضاء قرب نصب تذكاري هو عبارة عن مئة وأربعين علمًا أبيض منكسًا وضعوا داخل مستديرة جسر الدورة، وكتبت على هذه الأعلام قصة من وحي الواقع تسجد معاناة شخص غرق في آفة المخدرات منذ كان في الرابعة عشرة من عمره، وعانى ما عاناه حتى وجد الشفاء من هذه الآفة. ويشكل هذا النصب رسالة تؤكد أن قصص شباب كثيرين يعانون من آفة المخدرات يمكن أن تتغير من الأسود إلى الأبيض.
ثم كانت شهادات حية لشبان عانوا من الإدمان ولم يترددوا في طلب المساعدة وتلقي العلاج والشفاء. تلا ذلك عرض لفيلم يجسد رسالة الحملة التوعوية والتشجيعية لمكافحة المجتمع آفة المخدرات. كما شرح طلاب من كلية الفنون الجميلة في جامعة الروح القدس الكسليك المحطات الفنية التفاعلية التي ترمز إلى مراحل عديدة يمر بها الشباب والخيارات التي يمكن أن تؤدي إلى النجاح أو إلى الإدمان والفشل.
حاصباني
وقد أكد وزير الصحة العامة في الكلمة التي ألقاها أننا هنا لنقول ان الحياة لا تمر فقط تحت الجسر بل لنكشف ما هو مخبأ تحت الجسور وان هناك أشخاصا علينا تقديم الدعم لهم.
الهدف من هذا التجمع هو "تشجيع لبنان بلا مخدرات وبلا ادمان، وكي نرفع على أرض الواقع بطاقة حمراء في وجه المخدرات ونطرد آفة الإدمان من مجتمعنا". وقال: في الوقت الذي تستمر الحياة وتتواصل، هناك حياة تنتهي وأحباء نخسرهم ونخسر ضحكاتهم وطاقاتهم التي كانت ستسهم في بناء الوطن ونهضة المجتمع لو تم الإستفادة منها. وتابع الوزير حاصباني: أيًا كانت الأسباب التي تدفع لتعاطي المخدرات، سواء كانت نفسية او اجتماعية او اقتصادية او ربما عن جهل او حشرية او للتباهي امام اصدقاء، فالنتيجة واحدة وهي استعباد الانسان... وشدد الوزير حاصباني على أن المدمن ليس مجرمًا بل هو مريض يجب أن نقف إلى جانبه كي نساعده على التحرر من عبوديته ونعيد له كرامته.
وأردف الوزير حاصباني قائلا: إن الجزء الأساسي من عمل وزارة الصحة هو التوعية ليس فقط المساعدة على العلاج، وذلك تحصينًا للأمن الصحي والاجتماعي والامني، فللأسف لا تقتصر تداعيات الادمان على الفرد بل تطال عائلته ومحيطه وتضرب قيمًا ومفاهيم وتعيق مسيرة الاوطان.
وكشف وزير الصحة العامة أن المعطيات الإحصائية في لبنان تشير إلى إرتفاع متسارع في نسبة استخدام المواد المسببة للادمان، كالمخدرات والكحول، خصوصا لدى فئة الشباب. وتبين احدى الدراسات أن حوالي ٤،٧% من التلاميذ في المدارس الرسمية والخاصة، من عمر١٣ الى ١٥ سنة ، قد استخدموا ولو لمرة واحدة نوعًا أو أكثر من المخدرات، وأكثر من ٧٠% من هؤلاء استعملوا المخدرات تحت عمر ١٤ سنة. وهذا رقم يدق ناقوس الخطر ونحن ندرك ان نسبة قليلة جداً من الاشخاص الذين يستخدمون المخدرات يحصلون على العلاجات اللازمة. لذلك نحيي التعميم الصادر عن النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود الذي ذكر بالمواد 193، 194 و195 من قانون المخدرات و الذي طلب بموجبه من قضاة النيابات العامة "التقيد بالتعاميم السابقة الصادرة في قضايا تعاطي المخدرات بحيث لا يتم التوقيف الاحتياطي للمتعاطي في حال اقتصار الملاحقة على هذا الجرم، على ان تحيل النيابة العامة المتعاطي فورا على لجنة الادمان على المخدرات".
أضاف الوزير حاصباني أن وزارة الصحة العامة تدفع سنوياً 3 مليارات ليرة لبنانية اي حوالى مليوني دولار امريكي لعلاج الادمان اي ازالة السموم Detox من خلال علاج المرضى في اربع مستشفيات تتعاقد معها الوزارة لهذا الغرض، بالاضافة الى تغطية كلفة اعادة التأهيل للمرضى المتعافين في 4 مراكز و جمعيات متخصصة. و يتم حاليا الانتهاء من تحضير العقود مع اثنين من المستشفيات لتقديم العلاج و التأهيل.
ولفت إلى أن وزارة الصحة العامة أنشأت المرصد الوطني للمخدرات والادمان ضمن اطار تنفيذ الاستراتيجية المشتركة بين الوزارات لمكافحة المخدرات والادمان في لبنان التي اطلقتها الوزارة في العام 2016 و ذلك بهدف الحصول على قاعدة بيانات ترتكز على البراهين والحقائق وتشكل العامل الأساس لوضع استراتيجيات وطنية لمكافحة المخدرات و الإدمان بعيدًا عن التخمينات، و من ضمن هذه الحملة تم اصدار التقرير الاول للمرصد الذي ضم إحصاءات ومعطيات وطنية عن وضع المخدرات في لبنان و تم تجميع هذه المعطيات بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، ووزارة الداخلية والبلديات، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة العدل فضلاً عن الجمارك اللبنانية ولهم جزيل الشكر. وأكد أن وزارة الصحة العامة ستحرص على استمرارية هذا التعاون المثمر بين الوزارات والأجهزة والمؤسسات لتكامل الجهود لاكمال عملية تنفيذ الاستراتجية التي بدات منذ اطلاقها.
وأعلن الوزير حاصباني أنه بالاضافة الى حملة التوعية على مواقع التواصل الاجتماعي، قامت وزارة الصحة العامة بتفعيل خط ساخن لطلب المشورة التي ستقدمها عشر جمعيات متخصصة مجانا لمدة شهر من اليوم، فضلا عن اصدار خريطة خدمات علاج الادمان و اعادة التأهيل التي توضح وجود 26 موقعًا لتقديم هذه الخدمات في لبنان. كما سيتم التنسيق مع وزارة التربية للتحضير لاجراء حملات توعية مكثفة داخل جميع المدارس في لبنان خلال العام الدراسي القادم و اخيرا و ليس اخرا سيتم العمل مع مجموعة من الاختصاصيين والجمعيات على اصدار معايير اخلاقية للعاملين في مجال مكافحة المخدرات لتأكيد اهمية احترام حقوق مستخدمي المخدرات تماشيا مع التوصيات الدولية و حقوق الانسان.
وشكر وزير الصحة العامة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري للاستجابة الى طلب الوزارة اصدار تعميم لوضع العلم الابيض مع شعار حملتنا على جميع الوزارات و المؤسسات العامة. وختم قائلا: يبقى الاساس لمكافحة الادمان الاستثمار بالانسان وتحصينه، وبناء دولة لا حدود سائبة فيها ولا مربعات خارجة عن القانون، بل دولة تزرع الامل لدى ابنائها بغد افضل، وتخلق فرص عمل جدية دون الهروب إلى البطالة المقنعة. اننا ننظر الى دولة تتعاطى مع المدمن بصفته مريضا لا مجرما ونعمل على مد اليد لأي مدمن للخروج من إدمانه والعودة إلى نشاطه الإنساني والاجتماعي.
اننا نعمل على توعية الشبان والشابات ليتمتعوا بشخصية قوية وصلبة ويرفضوا الادمان ويلوذوا باهلهم واصدقائهم في حال واجهتهم الصعوبات بدل الغرق في وحول الادمان.
ونحن هنا حتى نجدد التزامنا بالانسان، وتحديدا بمتعاطي المخدرات ولتشجيع لبنان بلا مخدرات و بلا ادمان.
دروع تقدير
بعد ذلك قدم الوزير حاصباني الدروع التذكارية التقديرية لكل من ساهم في الحملة الوطنية وهم: الجيش اللبناني، بلدية برج حمود، بلدية الجديدة –سد البوشرية، شركة ID Beirut، شركة MultiFrames، Alfa،Fattal، Union مستودع الاتحاد، Mersaco،Omnipharma، Unipharm،Digital Box ، Memory Production ، جمعية الهيئة الصحية الاسلامية، فريق الطلابUSEK- كلية الفنون الجميلة، عصير ابي رميا، مياه الريم، مياه تنورين، الصليب الاحمر اللبناني، الدفاع المدني، فريق المستشارين، منال شهاب، برنامج الصحة النفسية، Ajem جمعية عدل و رحمة، جمعية العناية الصحية (SIDC)، جمعية علية النور (CDLL، سعادة السماء، شبيبة لبيك لبنان، المجلس الاهلي لمكافحة الادمان، كشافة المهدي، تجمع ام النور، جمعية سكون، جمعية NUSTRODOS، شركة Tele Performance .
الحملة الوطنية للتوعية ضد المخدرات
تجدر الاشارة إلى أن الحملة الوطنية للتوعية ضد المخدرات اطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي في 14 حزيران 2018 بالتزامن مع انطلاق كأس العالم 2018 تحت عنوان "مين بتشجع"؛ وتم الإعلان لاحقاً بأن الحملة هي لتشجيع لبنان بلا مخدرات بلا إدمان". شارك في الحملة اعلاميون وأفراد من المجتمع من الاعمار والفئات كاقة لتوجيه رسائل تشجيعية لجميع فئات المجتمع وتسليط الضوء على مخاطر المخدرات واسبابها واعراضها تفادياً للوقوع في هذه الآفة المدمرة، ولتشجيع مدمني المخدرات على طلب المساعدة وحثهم على العلاج للتخلص من هذا المرض. كما تم توجيه رسائل للمجتمع لتقبل اندماج متعاطي المخدرات بعد تلقيهم العلاج وشفائهم تماماً، ولتعزيز دور الاعلام في التوعية والتوجيه والارشاد، كما دور المشرع اللبناني في حماية المواطنين دون استثناء واعتبار الادمان مرضًا يمكن الشفاء منه.(للمزيد...)