يشهد النظام الصحي في لبنان تطوراً هاماً على الرغم من الاضطرابات السياسية والاقتصادية. وإدراكًا من وزارة الصحة العامة لأهمية سلامة نقل الدم، أطلقت الوزارة ورشة إعادة تنظيم خدمات نقل الدم على الأراضي اللبنانية كافة، بهدف تأمين الاكتفاء الذاتي وضمان سلامة المواطنين.
وفي إطار بروتوكول التعاون بين وزارتي الصحة في فرنسا ولبنان، الموقع في تشرين الثاني 2011، قامت الوزارة بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للدم EFS بتنفيذ مشروع تحسين إدارة نقل الدم يندرج ضمن عقد تعاون يديره المعهد العالي للأعمال ESA.
أطلق هذا المشروع بغية تنظيم التبرع ونقل الدم في لبنان ليكون مطابقًا للمعايير الدولية، انطلاقًا من تجانس الممارسات المهنية وتبنّي جميع الجهات المعنية الدليل الوطني للممارسات الجيدة الذي اعدته الوزارة بالتعاون مع خبراء فرنسيين ووطنين.
وتسعى وزارة الصحة العامة إلى توحيد خدمات نقل الدم في لبنان، ولقد اعتمدت في هذا السبيل الاستمارة الموحدة للمتبرعين بالدم، ومعايير اختيار الأشخاص المؤهلين للتبرع على المستوى الوطني، وضعت بتصرف المهنيين في قطاع الصحة.
كما تعد الوزارة حالياً نظامًا وطنيًا لرقابة نقل الدم، يضمن المراقبة والتقييم ومنع الآثار الجانبية على المتلقين والمتبرعين بمنتجات الدم. ومن منظار السلامة نفسه، اصدر وزير الصحة قراراً بإضافة اختبارات جديدة لكشف الفيروسات وتعزيز شروط منتجات الدم.
وكان لابد من تشجيع التبرع بالدم بغية تأمين الاكتفاء الذاتي الوطني ولقد اعدت الوزارة كتيّبات إلى الرأي العام لتشجيع عمليات التبرع، إضافة إلى طباعة نماذج حول المعلومات الأساسية قبل عملية التبرع وبعدها، سوف تنشر جميعها على الموقع الإلكتروني الخاص بالمشروع.
وبمناسبة اليوم العالمي للدم تحت شعار "شكراً لإنقاذ حياتي" تحث وزارة الصحة المواطنين للتبرع بالدم بإنتظام وليس فقط لتلبية الحالات الطارئة وذلك بغية تأمين مخزون دم دائم ومتجدد.