إفتتح منتدى السياحة العلاجية بحضور وزير السياحة.حاصباني لتصحيح النظرة الخاطئة عن القطاع الإستشفائي وتأكيد جودة الخدمات
إفتتح منتدى السياحة العلاجية بحضور وزير السياحة
حاصباني لتصحيح النظرة الخاطئة عن القطاع الإستشفائي وتأكيد جودة الخدمات
كيدانيان: السياحة العلاجية تحتاج إلى تسويق والحد من تضخيم الإنتقادات في الإعلام
إفتتح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني منتدى السياحة العلاجية في نقابة الأطباء بيت الطبيب فرن الشباك، بدعوة من شبكة السياحة العلاجية بحضور وزير السياحة أفيديس كيدنيان ونقيب الأطباء ريمون صايغ ونقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون ونقيب أصحاب الفنادق بيار أشقر ورئيس جمعية وكالات السفر جان عبود.
بداية النشيد الوطني اللبناني ثم كلمة ترحيبية ألقاها السيد إيلي معربس عن شبكة السياحة العلاجية وأهمية دعم هذه السياحة في لبنان. ثم قال رئيس جمعية وكالات السفر جان عبود إن دعم السياحة العلاجية يتطلب تكاملا بين مختلف القطاعات المعنية وهي المستشفيات والأطباء ووزارات الصحة والسياحة والإقتصاد والعاملون في قطاعات السياحة من فنادق ووكالات سفر بهدف تسويق نوعية عالية من السياحة الإستشفائية والعلاجية في الأسواق الإقليمية والعالمية.
أشقر
أما نقيب أصحاب الفنادق بيار أشقر فلفت إلى أن لبنان تمتع بحصرية العلاجات الإستشفائية في المنطقة قبل العام خمسة وسبعين، عندما كانت بيروت رئة الدول العربية. وقد يكون لبنان لا يزال موجودًا على الخريطة السياحية باستقباله الكثيرين من الإخوان العرب والسياح الأوروبيين إلا أننا علينا أن نعلم أن هناك الكثير من الدول المجاورة التي دخلت إلى السياحة الطبية بشكل منظم شكلت فيه هذه الدول الرافعة الحقيقية للسياحة الطبية كما هو حاصل في تركيا والأردن ودبي.
أضاف أشقر أن الأردن بات وجهة سياحية لعمليات القلب المفتوح، رغم أن أول عملية قلب مفتوح أجريت في بيروت. وقد عقدت إتفاقيات مع دول لإرسال رعاياها للطبابة في الأردن. ولفت إلى أن موضوع السياحة العلاجية يتطلب تعاونًا من قبل القطاعات المعنية من مستشفيات وأطباء ووكالات سفر وفنادق وشقق مفروشة، ولكنه يتطلب كذلك رافعة تؤمنها كل من وزارتي الصحة والسياحة. وتابع أن المطلوب أن تشكل وزارة الصحة مظلة تضفي المزيد من ثقة الخارج بالسياحة العلاجية في لبنان التي تحتاج كذلك إلى عملية تسويقية تنظمها وزارة السياحة.
هارون
بدوره، استذكر النقيب هارون حادثتين: الأولى في أواخر العام 2004 عندما أبلغ الرئيس شهيد رفيق الحريري بالصعوبات المادية التي تواجهها المستشفيات. فعلق الحريري قائلا: لا يمكنك إيجاد حل بالشكوى. عليك إيجاد الحل في مكان آخر، وهو يكمن في الإتيان بالمرضى من الخارج وعلاجهم في لبنان. وهؤلاء موجودون في الدول التي تعاني من نقص في نظامها الإستشفائي مثل السودان واليمن. أضاف هارون أنه بعد أيام قليلة على هذا اللقاء، أبلغه أحد مساعدي الحريري بأنه سيتوجه إلى اليمن لتسويق لبنان إقتصاديا، ودعاه للمشاركة في الوفد الرسمي لتسويق القطاع الإستشفائي اللبناني. كان ذلك في أيلول من العام 2004 حيث تراكمت المشاكل الداخلية وتم اغتيال الحريري بعد بضعة أشهر.
أما الحادثة الثانية التي استذكرها هارون فكانت في الأردن عندما أبلغه رئيس جمعية المستشفيات هناك أن كل المشاكل التي يعاني منها القطاع تجد آذانًا صاغية عند جلالة الملك الذي يسارع إلى إيجاد حلول لها.
وتابع هارون أنه روى هاتين الحادثتين تأكيدًا على أن نجاح السياحة الصحية يتطلب مساهمة كبار المسؤولين. أضاف أن لبنان يمتلك كل المؤهلات. فكلية الطب الأولى في المنطقة افتتحت في الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1850 فيما كانت الحرب الأهلية مشتعلة في أميركا، وقد أعقب الفرنسيون الأميركيين في هذا المجال في لبنان. أضاف أن لبنان هو في أساس القطاع الطبي والاستشفائي في منطقة الشرق الأوسط، إنما للأسف لم يعد الأول، فالكثير من الدول سبقت لبنان ومن الواجب تهنئتها على ذلك.
وتمنى نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة إحياء مجلس وزراء السياحة الصحية والذي يضم النقابات الصحية ووزارات الصحة والسياحة والداخلية وكل المعنيين بالسياحة الطبية. إذ من الضروري أن يكون هناك دعم قوي من الإدارات المعنية يبدأ بإعطاء الفيزا لمن يريد العلاج في لبنان إلى العلاج والإقامة وما إلى ذلك. ولفت النقيب هارون إلى أهمية مستشفيات الإقامة الطويلة التي باتت موجودة في لبنان وتلعب دورًا كبيرا في علاج الأمراض المزمنة وإعادة التأهيل؛ ولا شك أن مناخ لبنان يشكل ميزة تفاضلية عن غيره من البلدان.
وتناول هارون موضوع الإعلام مشيرا إلى أنه من غير المقبول تحامل الإعلام على المستشفيات والأطباء ما يزعزع الثقة بالقطاع الطبي ويؤذي السياحة الطبية. إذ كيف يمكن تسويق لبنان كمركز للسياحة الطبية في ظل برامج صفراء فضائحية تتحدث عن أخطاء طبية؟
وتوجه هارون إلى وزير الصحة داعيًا إلى وضع حد لهذا الأمر، كما تمنى رحابة الصدر في موضوع الإعتماد المعترف به عالميًا للمستشفيات.
الصايغ
ثم تحدث النقيب الصايغ فقال إن لبنان من أجمل بلدان المنطقة، إنما يُخشى أن نحوله إلى أسوأها! أضاف نقيب أطباء بيروت أن مشكلتنا هي في تراجعنا بعدما كنا في الطليعة. ففي المبدأ نحن نبني دولة المستقبل منذ انتهاء الحرب، إلا أننا لا نزال نبحث عن الأساسات. وشدد على ضرورة الحديث عن النجاحات التي يحققها لبنان ولا سيما في المجال الطبي. وقال إن أطباء لبنان يقدمون النوعية، إنما لا أحد يتحدث إلا عن النواحي السلبية. ودعا الصايغ إلى بناء خطة على كل المستويات من أجل توجيه رسالة تعكس حقيقة الواقع في لبنان وحقيقة نوعية العمل الطبي والإمكانات الموجودة والتي لا حدود لها. وشدد على أن نجاح السياحة العلاجية يحتاج إلى تنظيم بحيث يكون هناك آلية واضحة تجمع جهود كل المعنيين بهذه السياحة بهدف تحقيق إنجاز جيد. فالمهم تنظيم آلية السياحة العلاجية وكيفية بيع ما نتمتع به من كفاءات علمية كبيرة.
كيدانيان
بدوره، قال وزير السياحة إن تسويق منتج ما يحتاج إلى تحديد ماهية هذا المنتج. وقال: أدركت في وزارة السياحة أن لبنان بلد رائع ولديه كل الإمكانات ليكون ناجحًا في قطاع السياحة إنما ينقصه التسويق. قد تكون الظروف السياسية والأمنية قد عاكستنا فترة طويلة، إنما اليوم وفي ظل عهد جديد يظلله توافق سياسي نشهد فرصة تاريخية للمضي قدمًا، وقد تحدث عن هذه الفرصة بالأمس في مجلس الوزراء رئيس الحكومة سعد الحريري.
أضاف وزير السياحة أن لبنان يتميز بتطور مستواه الطبي، وباحترافه العالي في مجال السياحة، لذا يمكن ضم الخبرات في هذين المجالين للحصول على سياحة طبية ناجحة. وأعلن الوزير كيدانيان أنه بعد حوالى عشرين يومًا، تنظم وزارة السياحة منتدى سياحيًا كبيرًا لتحديد الدول التي تهتم بالسياحة في لبنان. وقد تقدمت 931 شركة من 67 بلدًا في العالم للمشاركة في هذا المنتدى وعقد صفقات واتفاقات مع القطاع الخاص. ويعكس هذا الرقم الكبير درجة الإهتمام بلبنان. ووضع كيدانيان نفسه بتصرف وزير الصحة من أجل التعاون وتحديد كيفية تسويق منتج السياحة العلاجية. وختم وزير السياحة مؤيدًا ما سبق في مجال الإعلام وعدم ضرورة الإكثار من انتقاد القطاعات اللبنانية في الإعلام لأن لذلك انعكاساته السلبية على السياحة خصوصا ان معظم هذه الإنتقادات مضخمة ولا تعكس حقيقة الواقع.
حاصباني
وختم وزير الصحة العامة غسان حاصباني حفل إطلاق المنتدى مؤكدا أنه لطالما شكل لبنان جراء بنيته المجتمعية التعددية مساحة تفاعلية بين الحضارات والاديان والتيارات الثقافية والفكرية. وهذا البعد الانساني ترافق مع دور ريادي علمي وطبي تميّز به، فعرف بمستشفى الشرق وساهم في بناء العديد من الأنظمة الصحية في المنطقة ولاسيما الخليج. أضاف أنه رغم الظروف الصعبة التي عصفت وتعصف بالمنطقة، ورغم ما عاشه لبنان ويعيشه من ازمات ونزوح ولجوء إلا انه إستطاع أن يحافظ على دوره الاستشفائي لما يتمتع به من طاقات بشرية ومن تقدم تكنولوجي يتيح له مواكبة آخر التطورات. وخير دليل على ذلك التقرير الدولي الذي صدر أخيرًاBloomberg 2017 Healthiest Country Index حول مؤشر نوعية النظام الصحي في بلدان العالم والذي صنّف لبنان في المرتبة الأولى في العالم العربي، وفي المرتبة الثانية والثلاثين في العالم. وقال حاصباني إن هذا التصنيف ممتاز جدا خصوصًا أن لبنان يخوض الكثير من التحديات وأبرزها أن 30% من سكانه هم من النازحين إلا أنه ورغم ذلك، استطاع أن يقدم نتائج صحية إيجابية.
وتابع نائب رئيس مجلس الوزراء أن في لبنان قدرات هائلة معززة بخبرة وقدرة على التعاون والتعايش مع متغيرات كبيرة. والقطاع الطبي يمثل هذا الواقع ويؤهل لبنان لأن يستمر الوجهة الأولى للسياحة والإستشفاء ليس فقط للدول العربية بل لمختلف دول العالم.
وقال وزير الصحة العامة إن حجم السياحة العلاجية في لبنان أصبح بحدود سبعة مليارات دولار سنوياً وهو يتطور باستمرار. ولكي نستطيع أن نلعب دورنا كاملاً ونفيد ونستفيد من حجم السياحة العلاجية لا بدّ من فهم السياحة الصحية بكل مكوناتها وبالذات كونها تعني تنظيم التواصل مع المجتمعات المحتاجة الشقيقة والصديقة. من هنا المطلوب تحديد الجهات المستهدفة وحاجاتها من أجل وضع سياسة صحية وعلاجية إستقطابية، والتواصل مع الدول المعنية وخلق حوافز تشجيعية لرعاياها للقدوم الى لبنان. والمهم جداً أن نعتمد في هذا الاطار الوسائل التي توفر للمريض ومحيطه معرفة دقيقة بوضعه الصحي وبالخدمات التي يمكن ان تقدم له.
أضاف: نعدكم أننا كوزارة صحة، ومن منطلق مسؤوليتنا وحرصنا على صورة لبنان والقطاع الاستشفائي الذي تمثلون، لن نتهاون في مراقبة المؤسسات الصحية والجسم الطبي في تعاملهم مع المرضى، إذ إن المطلوب أن نخرج من عقلية الربح إلى عقلية الإهتمام بصحة الإنسان. لذا، يشكل تشددنا في وزارة الصحة حيال تطبيق القوانين والأنظمة للتأكيد على سلامة القطاع من جهة، وتأكيدنا على جودة ما يقدمه القطاع الصحي من خدمات من جهة ثانية، خطوة أساسية لعرض الموضوع على الرأي العام المحلي والإقليمي وتصحيح النظرة الخاطئة القائمة عن هذا القطاع وإعادتها إلى ما كانت عليه وما تستحقه بالفعل.
وشدد وزير الصحة العامة على الربط بين القطاع الخاص والقطاع السياحي إما من خلال دمج خدمات مشتركة للإثنين أو باستقطاب السياح ومن يحتاجون إلى العلاج بتقديمات خاصة وسلسلة مترابطة من الخدمات على أن يتم الإعلان عنها بالتعاون على مستوى الوزارات والقطاعات المعنية كافة. ودعا الوزير حاصباني إلى التفكير جديا في هذه المسائل للبدء بالتطبيق العملي، والعمل يدا بيد على الصورة والنوعية والإستمرار بالجودة الممتازة لتحقيق الخطوات المطلوبة.
وقال الوزير حاصباني: سنكثف عملنا في هذا الاتجاه في الأشهر الثلاثة المقبلة، وسنعقد مؤتمرًا عن الصحة سيكون موجها للمرة الأولى لجمهور إقليمي ودولي ليس بهدف إظهار قدرات اللبنانيين خارج لبنان، إنما بهدف إظهار قدرة القطاع الإستشفائي داخل لبنان. ومما لا شك فيه، تابع حاصباني، أن المؤتمر سيتضمن شقا أساسيًا مرتبطا بالقطاع الصحي الإستشفائي الذي يتمتع بمقومات وقدرات وخدمات متميزة في المنطقة من واجبنا التشديد عليها والتذكير بها.
وختم نائب رئيس مجلس الوزراء قائلا إن السياحة الصحية تزدهر متى كانت صحة لبنان جيدة، وهذا ما نسعى اليه في ممارستنا لمهامنا عبر السعي لقيام دولة عصرية، دولة القانون والمؤسسات التي تواكب الثورة الرقمية وترتكز على الشفافية والحكومة والادارة الرشيدة.