افتتح الوزير حاصباني مؤتمر Lebanon HR Summit الذي تنظمه "كاريرز" بمشاركة 21 خبيراً لبنانياً ودولياً
افتتح مؤتمر Lebanon HR Summit الذي تنظمه "كاريرز" بمشاركة 21 خبيراً لبنانياً ودولياً
حاصباني: لبنان يحتاج إلى ثورة كبرى في قطاع الطاقات البشرية "طاقاتنا موجودة لكنّ المطلوب تحريرها وتوجيهها وتنميتها"
شقير أعلن إطلاق "جائزة المساواة بين النساء والرجال في المؤسسات": المطلوب ورشة إصلاحية في الإدارة العامة وتفعيل إدارة الموارد البشرية فيها
عيد: متفائلون بانطلاقة اقتصادية جديدة رهاننا فيها على العنصر البشري الذي يتميز به لبنان
دعا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني اليوم الخميس إلى تحويل ما يُعرَف بـ"الموارد البشرية" إلى "طاقات بشرية منتجة"، مشدداً على أن "لبنان يحتاج إلى ثورة كبرى في قطاع الطاقات البشريّة"، إذا أن هذه الطاقات "موجودة" لكن المطلوب تحريرها وتوجيهها وتنميتها.
وكان حاصباني يتحدث في فندق "هيلتون – الحبتور" خلال افتتاح مؤتمر Lebanon HR Summit عن إدارة الموارد البشرية في المؤسسات، الذي تنظمه شركة "كاريرز" للمرة الثالثة، ويشارك فيه ممثلون لنحو 150 شركة لبنانية، يطلعون على مدى ثلاثة أيام، من 21 خبيراً لبنانياً وأجنبياً، على أحدث التقنيات وأهم الاستراتيجيات المعتمدة عالميًا في هذا المجال.
وشارك في جلسة الافتتاح، إلى حاصباني، كلّ من السيدة جاكلين ملحم ممثلةً وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري، ورئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، الداعم الرئيسي للمؤتمر، وعدد من رؤساء الهيئات الإقتصادية وأعضائها، إضافة إلى رئيسة مجلس إدارة شركة "كاريرز" المنظّمة للمؤتمر السيدة تانيا عيد.
حاصباني
ولاحظ حاصباني في كلمته أن "العالم اليوم في فجر ثورة صناعيّة رابعة بعد الثورتين المعروفتين والثورة الرقميّة الكبرى". وأضاف: "من رحم هذه الثورة الرقمية نتّجه إلى ثورة رابعة على المستوى العالمي، وهي ثورة صناعيّة رقميّة علميّة ستحوّل العالم في السنوات الأربعين المقبلة بالقدر ذاته الذي تحوّل فيه هذا العالم في الأعوام الأربعين المنصرمة". وأوضح أن "هذه الثورة الرقميّة مبنيّة على التكنولوجيا وعلى الروبوتيكس في الصناعة والعمل والطب وفي المجالات كافة ومبنيّة على العمل مِن بُعد وعلى التواصل مِن بُعد والإنتاج من دون حدود تحمي".
وتحدث عن "دور جديد للموارد البشريّة، فالموارد البشريّة التي نعرفها والقدرات الموجودة لديها اليوم ستتحوّل بشكل جذري، والطلاب في الجامعات والمدارس يتعلّمون اليوم أموراً لن يستخدموها في المستقبل، إذ عند تخرّجهم سيدخلون إلى عالم جديد ليسوا متحضرين له".
وأشار إلى أن "الموارد البشريّة تُعتبر من ضمن الموارد التي تستعمل في الإنتاج" مقترحاً "استبدال عبارة موارد بشريّة بعبارة طاقات بشريّة". ورأى أن المطلوب من المسؤولين عن الطاقة البشريّة "أن يحوّلوها إلى طاقة منتجة، وإلى طاقة تمضي قدُماً بالمجتمع بدلاً من أن تبقى حائرة بما عليها فعله ضمن هذا التحوّل الذي يحصل في العالم. فإما أنْ نتجاوب مع التغيير أو نذهب أبعد من ذلك ونقود التغيير".
وأَضاف: "لِكَي نقوم بذلك علينا أن نبحث عن قياديّين وألا نبقى عبيداً لمواصفات الوظيفة والهيكلة المحدودة. فكم منّا يميلون إلى الإكتفاء بالبحث عن مطابقة التوصيف الوظيفي (Job Description) ويهتمون بالسيرة الذاتيّة CV، بدلاً من أن يكسروا هذه القاعدة وأن يفتّشوا عن قياديّين حقيقيّن يستطيعون أنْ يكسروا هذه القواعد وأن يحوّلوا العمل والمؤسّسات إلى أهم الشركات".
ودعا إلى "تحرير المؤسّسات بدلاً من تقييدها بالشروط والمواصفات، إذ أن العالم الراهن يتطلّب ذلك". وأضاف: "فلنبعث حسّ المسؤوليّة وملكيّة النجاح بدلاً من أن نتعامل فقط مع متطلبات الوظيفة. لنبحث في المؤسسات عن أمثلة نجاح ونسلّط الضوء عليها حتى يقتدي الجميع بها. دعونا لا نحتسب الناس بالأرقام إنّما بالأفعال. دعونا ندفع قدماً عمليّة التحوّل المطلوبة في المؤسّسات في الثورة الصناعة الرابعة، بدلأً من أن نقيّدها ونبطئها بالقواعد التنظيمية".
وشدد على ان "المؤسّسات في المستقبل ستُبنى على الإبداع والمبدعين والتشارك في المسؤوليّة وليس فقط المطالبة بالحقوق".
وختم قائلاً: "نحن اليوم في لبنان بأمسّ الحاجة إلى ثورة كبرى في قطاع الطاقات البشريّة لأنّ طاقاتنا موجودة ودوركم أنتم أنْ تحرّروها وأنْ توجّهوها وأنْ تنمّوها".
شقير
و تحدث شقير، فأبرز أهمية المؤتمر، واصفاً إياه بأنه "منصة محلية واقليمية للإطلاع على أحدث التقنيات في عالم إدارة الموارد البشرية والاستفادة منها في تفعيل عمل المؤسسات".
ورأى أن للمؤتمر هذه السنة "أهمية خاص مع حضور الوزير حاصباني، لأنه يجمع بين مشروعين، الحكومة الالكترونية، وإدارة الموارد البشرية، وهما يشكلان حالة تكاملية لتفعيل الادارات العامة والمؤسسات الخاصة وزيادة انتاجية الاقتصاد الوطني".
ورأى أن " وظيفة إدارة الموارد البشرية في العصر الحالي لا تحصر فقط بالتوظيف والصرف من العمل، انما ايضاً تشمل تقويم أداء الموظفين وتدريبهم، وتطوير فريق العمل، واختيار القياديين، وتبسيط بيئة العمل، وغير ذلك، لذلك باتت هذه الادارة تشكل الركيزة الاساسية لزيادة تنافسية المؤسسات وانتاجيتها". وشدد شقير على "ضرورة زيادة التعاون والتنسيق مع الجامعات والمعاهد اللبنانية لتلبية احتياجات سوق العمل، التي تجنح أكثرب فأكثر نحو التخصصية".
وأضاف: "مع هذا التقدم الحاصل اليوم على مستوى الدولة وانتاجية الحكومة، لا بد من التركيز ايضاً على الادارة العامة التي تُعتبر القلب النابض للدولة من خلال بدء ورشة اصلاحية شاملة، لذلك نأمل ان يتم تفعيل إدارة الموارد البشرية لدى هذه الادارات، ما سيساعد على التخلص من آفات كثيرة لا سيما المحسوبية والتعيينات العشوائية والترهل وعدم الانتاجية وغير ذلك".
وتابع: "اليوم وقد بات مشروع الحكومة الالكترونية يطرح بقوة مع هذه الحكومة لا سيما مع الوزير حاصباني، فإننا نرى ان الجمع في إدارات الدولة بين تفعيل ادارة الموارد البشرية وتنفيذ الحكومة الالكترونية من شأنهما احداث نقلة نوعية، لا سيما التخلص من البيروقراطية والرشوة والفساد وزيادة الانتاجية وتحسين الخدمات للمواطنين".
وقال: "إنه حلم، ونتمنى ان تبدأ الخطوة الاولى على طريق الألف ميل، إذ لا يمكن تطوير الدولة وأخذ مكانتها اقليمياً ودولياً من دون هذه الخطوات".
وأعلن شقير عن إطلاق "جائزة المساواة بين النساء والرجال للمؤسسات الاقتصادية للعام 2017، التي جاءت ثمرة اتفاق تعاون بين غرفة بيروت وجبل لبنان والهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية".
عيد
أما عيد فقالت إن الدورة الثالثة من Lebanon HR Summitتواكب "الامل الذي يعيشه جميع اللبنانيين في بداية هذا العهد الجديد بعودة الاستقرار والنموّ والازدهار". واعتبرت أن المؤتمر "يكتسب أهميته في هذا المناخ التفاؤلي، من كونه يأتي في وقت يتطلع الجميع إلى انطلاقة اقتصادية جديدة، يتركز الرهان فيها تحديداً على العنصر البشري الذي يتميز به لبنان".
وقشددت على أنّ "الدولة العصرية تتطلّب تطوير الطاقات البشريّة في القطاع العام، لكي تكون على مستوى هذا المشروع"، ورأت عيد أنّ "عصرنة الدولة، وفي إطارها اعتماد مفهوم الحكومة الإلكترونية الذي يحمل الوزير حاصباني لواءه، لا تتناقض على الإطلاق مع الرهان على العنصر البشري، بل على العكس، تجعل من تحدّي تطوير العنصر البشري مهمة أساسية وبالغة الأهمية، لكي يتمكن من من مواكبة التطوّر التقني، ولكي يكون متكاملاً معه".
وأضافت: "كما أن الإدارة الجيدة للعنصر البشري في كل شركة تكفل تطويرها وتحقيق أفضل النتائج، فإن الإدارة الصحيحة لثروتنا البشرية على مستوى الوطن توفّر لنا إمكانات التميّز على مستوى المنطقة العربية والعالم، وتفتح أمامنا آفاق المنافسة".
وتابعت: "يا للأسف، عانينا خلال المرحلة الماضية وضعاً اقتصادياً صعباً، دفع الكثير من المؤسسات إلى إقفال أبوابها، أو على الأقل إلى صرف عدد من موظفيها. لكننا نأمل في أن تشهد المرحلة المقبلة انتعاشاً يعيد اقتصادنا إلى المسار الصحيح، ولا شك في أن اتباع الممارسات الفضلى والحديثة في إدارة الموارد البشرية، يساهم في تفعيل أدائها. لذلك، فإن شركة كاريرز تحرص على أن الإستمرار في تنظيم هذا المؤتمر الدولي، من منطلق إدراكها أهمية توفير أفضل إدارة للقدرات البشرية".
وأشارت إلى أن الدورة الثالثة من Lebanon HR Summit "تبني على نجاح الدورتين السابقتين، وهي تطورت كمّاً ونوعاً، إذ يضمّ برنامجها عدداً أكبر من المتحدثين والمحاضرين من كل أنحاء العالم". وأوضحت لأن المشاركين سيطلعون "على تجارب وخلاصات خبرات 21 من أهم الخبراء والمتخصّصين العالميين، وبينهم مؤلفو كتب هي من الأكثر مبيعاً".ولفتت إلى مشاركة الجمعيّة الدولية للموارد البشريّة في المؤتمر بشخص رئيسها لمنطقة الشرق الأوسط.
وذكّرت بإن شركة "كاريرز" تنشط في مجال الموارد البشرية منذ عقدينً، "وهي تفتخر بأنها استمرت على مدى 15 عاماً في تنظيم معرض "فوروورد" Forward للتوظيف، وساهمت من خلاله في تأمين نحو 56 ألف وظيفة للبنانيين، ووفرت لهم بالتالي حافزاً للبقاء في بلدهم. ومن خلال خدماتها الإستشارية في مجال التوظيف وإدارة الموارد البشرية، تكمل كاريرز ما حققته بواسطة فورورد، فتساهم في الحدّ من البطالة وتساهم في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب". وأضافت "لقد رسّخت كاريرز نفسها كمرجع أساسي في مجال التوظيف وسوق العمل وكَصِلة وَصْلٍ يومي بين صاحب العمل والباحث عن العمل. ولا تقتصر خدماتها الإستشارية على الشركات اللبنانية، بل تمتد في النطاق الإقليمي، وتشمل كبريات الشركات العربية".
وجددت العهد "بالاستمرار في تنظيم الأنشطة التي تتمحور على العنصر البشري في اقتصادنا الوطني، وتصبّ في خانة تطوير إدارته". وأعلنت أن "كاريرز" ستطلق سلسلة من المؤتمرات في مختلف القطاعات والاختصاصات، منها قمّة مديري وخبراء المال والادارة CFO Summit Lebanon في 12 و13 تموز في فندق الحبتور، والتي من المتوقع أن يحضرها أكثر من 200 متخصص، وهي الأولى من نوعها في لبنان وفي المنطقة، وبعدها قمة Lebanon Education Summit في مجال التعليم التي نريد ان يتشارك المدرّسون والاساتذة من خلالها تجاربهم ومعلوماتهم وخبراتهم وآخر التقنيات في مجالات التعليم والتربية.
وختمت مؤكدة "الإيمان بلبنان وباقتصاده، وبقدرة الفرد اللبناني على التألق والإبداع"، مبدية ثقتها بأن لبنان "مقبل على ازدهار وسيعود نقطة أشعاع في هذه المنطقة".
حموي
بعد ذلك عقدت جلسة أولى، شارك فيها كل تلي الافتتاح كلمة للخبير العالمي في مسائل "القيادة بشغف" والكاتب مصطفى حموي تحت عنوان "بناء ثقافة العمل بشغف". ثم انطلق برنامج المحاضرات وورش العمل المتخصصة.