أحيت وزارة الصحة العامة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية اليوم العالمي للسكري في مؤتمر صحفي عقدته في القاعة الزجاجية لمبنى الجامعة اللبنانية – الادارة العامة، تحت عنوان:"لنحمي مستقبلنا من السكري- اتخذ خطوة من اجل السكري"
رعى المؤتمر وزير الصحة العامة علي حسن خليل ممثلاً بمديرعام الوزارة الدكتور وليد عمار وبحضور رئيسة مركز الرعاية الدائمة السيدة منى الياس الهراوي وممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور حسن البشرى ونقيب صيادلة لبنان الدكتور ربيع حسونة وممثلون عن فعاليات سياسية وعسكرية واعلامية ومجتمع أهلي.
قدمت للمؤتمر الزميلة بولين ابو شقرا التي عرفت بمرض السكري ومخاطره . ثم تناول مدير البرنامج الوطني للسكري الدكتور محمد صنديد واقع السكري في العالم وفي لبنان ومما قال:
الدكتور صنديد:
" أن ''نسبة ارتفاع السكري تعود إلى أن طريقة الأكل غير صحية, فالاقبال على على تناول الوجبات السريعة التي تتميز بطعمها الشهي، دون أي اعتبار للمحتوى الصحي, يزيد من احتمال الاصابة بالسكري خاصة عند المعرضين لمخاطر الاصابة لذا يجب إعادة النظر في طريقة الغذاء والعادات الغذائية وزيادة برامج التثقيف الصحي.
اصبح الآن أفضل من السابق لوجود الوعي الكبير، ولسهولة الوصول للعامة عبر قنوات كثيرة منها الشبكة الالكترونية, ان نصف مرضى السكري من النوع الثاني لا يعلمون باصابتهم من هنا ضرورة البحث عن مرضى السكري, وهنا تأتي أهمية الفحص الدوري للأشخاص, وإتاحة العلاج الذي يمثل عبئا ماديا لدى البعض ونعول كثيرا على ضرورة تضافر الجهود مجتمعة للوصول الى الكشف المبكر، ومكافحة العوامل المسببة للسكري، وتوعية المرضى على المخاطر وخاصة قلة الحركة، و طريقة الأكل غير صحية, و ضرورة تغييرها عبر الإكثار من مزاولة الرياضة، والتقليل من أكل الوجبات السريعة المضرة بالصحة."
ولفت إلى أن البرنامج الوطني للسكري عمد إلى التركيز لقد عمد البرنامج الوطني للسكري الى التركيز على برامج الوقاية للأشخاص السليمين لأجل أن لا يصابوا بالسكري, ووقاية مرضى السكري من حدوث المضاعفات
كلمة نقيب صيادلة لبنان
عرض نقيب صيادلة لبنان ربيع حسونة للأضرار التي يتسبب بها داء السكري في القلب والأوعية الدموية التي تودي إلى وفاة 50% من المصابين بالسكري ، مشيراً إلى أن أحدث إحصائيات منظمة الصحة العالمية أظهرت أن شخصاً يموت ويصاب اثنين في كل ثانية بمرض السكري، وأعلن أن دور صيادلة لبنان يكون عبر مشاركة عدد كبير من الصيدليات في فعليات مسح احصائي يتماشى مع دور النقابة بمفهومها لمهنة الصيدلة ودور الصيدلي الفعال عبر ارشاد مريض السكري على كيفية التعايش مع مرضه، الحد من مضاعفاته بالاضافة الى تحسين نوعية العيش.
كلمة السيدة الهراوي
رئيسة مركز الرعاية الدائمة السيدة منى الهراوي تحدثت عما يقدمه مركز الرعاية فقالت:" يعالج المركز حوالي 1800 طفل وشاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر و30 سنة ويعتمد على مقاربة متعددة الخبرات قوامها فريق من الأطباء والممرضات المثقفات والمرشدات الاجتماعيات واختصاصيين في علم التغذية وعلم النفس، ما يؤمن لمريض السكري المعتمد على الانسولين الرقابة الطبية ا لحثيثة والدواء الأكثر ملاءمة لحالته، والتوجيه الغذائي والاجتماعي والنفسي عند الحاجة، كما يؤمن للمرض وأهله التثقيف الصحي ا لمستمر لمساعدته على فهم مرضه وتقبله والتفاعل معه بشكل سليم.
كلمة منظمة الصحة العالمية الدكتور حسن البشرى الذي قال:
" يسعى اليوم العالمي للسكري إلى إذكاء الوعي العالمي بداء السكري- بمعدﻻت وقوعه التي ما فتئت تزداد في شتى أنحاء العالم- وبكيفية توقي المرض في معظم الحالات.
ويتجاوز عدد المصابين بالسكري 347 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم ﻛﻤﺎ أن أكثر من 80% من وفيات السكري تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وأكد أن منظمة الصحة العالمية التزمت وكافة الدول لمواجهة اﻷخطار الناجمة عن ازدياد وتراكم أعداد اﻷشخاص المصابين باﻷمراض المزمنة كأمراض القلب والشرايين والسرطان والسكري واﻷمراض النفسية. وقد اخذت المنظمة عهدا" على نفسها لمساعدة الدول للتكيف واستيعاب ودرء الخطر عبر برامج الوقاية والمراقبة والمتابعة ذات الجودة والنوعية.
وعدد أهداف منظمة الصحة العالمية والمرتكزة على تشجيع ودعم اعتماد تدابير فعالة لترصد حاﻻت السكري ومضاعفاتها والعمل على توقيها ومكافحتها، وﻻسيما في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. ولتحقيق ذلك تسعى المنظمة إلى:
توفير الدﻻئل العلمية اﻼزمة لتوقي السكري؛ وضع قواعد ومعايير لرعاية مرضى السكري؛ إذكاء الوعي بالسكري الذي بدأ يتخذ أبعاداً عالمية، بما في ذلك إقامة شراكات مع اﻻتحاد الدولي للسكري لتنظيم تظاهرات إحياء اليوم العالمي للسكري )14 تشرين الثاني/نوفمبر(؛ اﻻضطﻼع بأنشطة لترصد السكري وعوامل اﻻختطار ذات الصلة.
وشدد على أن منظمة الصحة العالمية تشجع ﻋﻠﻰ الكشف المبكر عبر بوابة الرعاية الصحية اﻻولية وتأمين الفحوصات المخبرية مجانا" وقد بدأت وزارة الصحة العامة في لبنان بمساعدة منظمة الصحة العالمية على ادخال مفهوم الكشف المبكر الى المجتمعات المحلية عبر شبكة مراكز الرعاية الصحية اﻻولية وقد اثبتت التجربة ﻧﺠﺎﺣﺎ كبيرا وتﻘﻮم اليوم بتوسيعها وتطويرها لتغطي كافة لبنان.
وأعلن أن المنظمة ﺗﺪﻋﻮ ﻟتأمين العلاج والمتابعة ضمن المعايير الدولية وقد ساعدت منظمة الصحة العالمية البرنامج الوطني لوضع المعايير والمبادئ التوجيهية لعﻼج السكري في لبنان.
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻣﺖ منظمة الصحة العالمية بشراء كمية من اﻻدوية ومن ضمنها ادوية السكري لمؤازرة الوزارة ﻻستيعاب ازدياد اعداد المرضى من الﻼجئين السوريين.
كلمة وزير الصحة العامة ممثلاً بمدير عام الوزارة الدكتور وليد عمار
الدكتور وليد عمار قال :"...لقد تنبهت وزارة الصحة العامة إلى أهمية هذا الموضوع عندما شكلت منذ عدة سنوات لجنة وطنية وبرنامجاً وطنياً لمكافحة السكري. وأشار إلى أن هذا البرنامج يقوم بعدة نشاطات أدت إلى نتائج ملموسة على الأرض بالرغم من امكانياته المتواضعة.
وأشاد بعلاقة وزارة الصحة العامة التعاقدية مع مركز الرعاية الدائمة الذي يقدم العناية المتعددة الإختصاصات للأطفال المصابين بالسكري ونحيي السيدة منى الهراوي رئيسة المركز على رعايتها المتواصلة والمستوى الرفيع للخدمات التي يقدمها هذا المركز."
وأضاف: "من المعروف ان داء السكري وغيره من الأمراض غير السارية كالسرطان والسمنة وامراض القلب والشرايين، يتشاركون نفس عوامل الخطورة المرتبطة بالتدخين وقلة النشاط البدني والعادات الغذائية غير السليمة. ولقد اطلق معالي الوزير علي حسن خليل خلال عام 2011 حملةً وطنية للكشف المبكر على جميع هذه الأمراض خاصة السكري والضغط، من خلال زيارات منزلية تهدف إلى التوعية وقياس الضغط والسكري والسمنة، والإحالة إلى المركز الصحي للمتابعة عند الحاجة."
وتابع:" وكان الوزير خليل قد أصدر تعميماً إلى جميع المراكز الصحية القيام بفحص السكري مجاناً لجميع المواطنين من عمر 40 عاماً وما فوق مجاناً خلال اسبوع ابتداءً من يوم غد، على أن تستمر هذه المراكز بتقديم هذه الخدمة فيما بعد. وتعتمد وزارة الصحة استراتيجية الرعاية الصحية الأولية للتشخيص والعلاج المبكر بالأدوية الأساسية بما في ذلك الأنسولين، للسيطرة على هذه الأمراض وتفادي المضاعفات الخطرة التي تسببها. كما تؤمن الوزارة العناية الإستشفائية لغير المضمومين والأدوية الباهظة الكلفة التي تتخطى امكانيات المواطنين."
وختم: " بلا شك إن اهم سلاح لمحاربة هذه الأمراض جميعاً ومرض السكري تحديداً هو التوعية وتغيير السلوكيات. ولا بد من توجيه التحية لوسائل الإعلام والجمعيات غير الحكومية لمساهمتها الهامة في هذا المجال."