وزارة الصحّة العامة تُطلق استراتيجيّة الصحّة النفسية واستخدام المواد المدمنة في لبنان
إن وزارة الصحّة العامة بالتعاون مع منظمّة الصحّة العالمية، واليونيسف والهيئة الطبّية الدولية تُطلق إستراتيجيّة وقاية، تعزيز وعلاج الصحّة النفسيّة واستخدام المواد المسببة للادمان في لبنان بهدف ضمان إمكانيّة وصول جميع سكان لبنان الى الرعاية الصحّية النفسيّة ذات الجودة العالية. وقد حضر حفل إطلاق هذه الاستراتيجية ممثلون عن الهيئات الحكومية، والوزارات، والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، ومنظمات الأمم المتحدة، والنقابات، والجمعيات، والجامعات وغيرها. تشكل هذه الاستراتيجيّة إنجازاً هاماً في عملية إصلاح الصحّة النفسية، لاسيّما وأن الاضطرابات النفسية واضطرابات استخدام المواد المسببة للادمان منتشرة في لبنان وهي تتصدّر أولويّات الصحّة العامة.
إن وثيقة الاستراتيجيّة الحالية هي حصيلة جهود مشتركة جمعت كافة الجهات الفاعلة في مجال الصحة النفسيّة واستخدام المواد المسببة للادمان في لبنان فضلاً عن الخبراء الدوليين. ولقد مرّت الاستراتيجية التي تضمّ كافة الأولويّات الوطنية المحدّدة من جانب الجهات الفاعلة الأساسيّة بمراحل عديدة من التشاور انتهت باجتماع توافقي وطني عُقد في نيسان/ابريل 2015 بهدف الموافقة على صيغتها النهائية.
تتناول الاستراتيجيّة الاضطرابات النفسيّة واضطرابات استخدام المواد المسببة للادمان من خلال مقاربة عالية المردودية، مستندة إلى الأدلّة ومتعدّدة القطاعات تشدّد على إشراك المجتمع، إستمرارية الرعاية، حقوق الإنسان والصِلة الثقافية. وتتوافق أهداف الاستراتيجية ومجالات عملها مع خطة العمل للنهوض بالصحة النفسيّة (2013-2020) المنبثقة عن منظمة الصحّة العالمية. وهي تغطي خمسة مجالات، ألا وهي ترسيخ قيادة وإدارة فعّالتين في الصحة النفسية (المجال 1)؛ تأمين خدمات صحة نفسية ورعاية إجتماعية شاملة، متكاملة وسريعة الاستجابة في أطر مجتمعيّة لجميع السكان (المجال 2)، لاسيّما حاجات مجموعات سريعة التأثر معيّنة (المجال 5). ويتطرّق مجالان آخران الى إنفاذ أنشطة تعزيزيّة ووقائيّة أساسيّة تتعلق بالاضطرابات النفسية واضطرابات استخدام المواد المسببة للادمان (المجال 3) والى اكتساب المعرفة المستندة الى الأدلة لاستثمارها في سياسة الصحة النفسية وفي تطوير الخدمات من خلال نظام معلومات صحّية فاعل وبحوث وطنية منسّقة (المجال 4).
إن الصحّة النفسيّة هي جزء لا يتجزّأ من الصحّة. وحسب القول المأثور لمنظمة الصحّة العالمية، لا تكتمل الصحّة من دون صحّة نفسيّة. وما هذا الاطلاق اليوم لاستراتيجية الصحّة النفسيّة واستخدام المواد المسببة للادمان الاولى في لبنان إلا البداية، أما الخطوة التالية فستتطلّب أن توفّر الحكومة التمويل الملائم لهذه الاستراتيجيّة وأن تحرص على إنفاذها. وبفضل القيادة الوطنية والشراكات الاقليميّة، من الممكن للبنانيين الحصول على المساعدة التي يحتاجونها في الوقت الذي هم بحاجة إليها.
"إن حصيلة هذا المسعى المشترك إستراتيجية وطنية مستنيرة تتبّعها وتدعمها كافة الجهات الفاعلة المعنيّة. وهذا من شأنه بشكل خاص أن يغيّر حياة الكثيرين وأن يحسّن الصحّة النفسيّة في لبنان"، على حدّ قول معالي وزير الصحّة العامة، وائل ابو فاعور.
"نحن على ثقة بـأن التعاون نفسه الذي أثمر هذه الاستراتيجية سوف يستمر في المستقبل لضمان تنفيذها مع الإلتزام والحماسة اللذين عهدناهما"، على حدّ قول الدكتور وليد عمار، مدير عام وزارة الصحة العامة.
كما قالت الدكتورة غابرييل ريندر، ممثلة منظمّة الصحّة العالمية بالإنابة "أودُّ أن أشكر الوزارة لاضطلاعها بدور قيادي راسخ ولثقتها بمنظمة الصحّة العالمية كشريك تقني لها. دعوني أشدّد مجدّداً على التزام منظمة الصحّة العالمية بدعم الوزارة في وضع وثيقة الاستراتيجية موضع التنفيذ".