إطلاق رحلة مايكل حداد إلى القطب الشمالي لرفع الوعي حيال المشاكل المناخية
إطلاق رحلة مايكل حداد إلى القطب الشمالي لرفع الوعي حيال المشاكل المناخية
الحريري: انت انسان تبث الامل
حاصباني: تجربتك منفعة طبية للبشرية وصرخة تحذيرية من التغيرات المناخية
برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وحضوره، أطلقت في السراي الكبير رحلة مايكل حداد إلى القطب الشمالي تحت عنوان: "رحلة القطب الشمالي، رحلة من أجل الإنسانية"، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني ووزير الاتصالات جمال الجراح ووزير السياحة افيديس كيدانيان والنائبين غسان مخيبر وسيمون أبي رميا ونائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني ورئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جوزف جبرا والسفير البابوي في لبنان غابرييل كاتشا وراعي الكنيسة الإنجيلية في بيروت القس حبيب بدر ورئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتور رندة حمادة وحشد من الشخصيات الإجتماعية والثقافية والرياضية والمقربين من مايكل حداد والعاملين معه لتنفيذ مشروع رحلته إلى القطب الشمالي، حيث سيعبر مئة كلمتر في القطب الشمالي لرفع الوعي حيال المشاكل المناخية وتداعياتها الكارثية.
بداية النشيد الوطني اللبناني فكلمة ترحيب من الإعلامي ريكاردو كرم ثم تحدث الدكتور جبرا فأشار إلى أنه وجد في مايكل حداد مصدر إلهام كبير لمختلف العاملين في الجامعة اللبنانية الأميركية، إذ إنه طلب من كلية الهندسة في الجامعة أن تعطيه جهازًا يساعده على التوازن كي يتمكن من السير بسرعة أكبر وسهولة أكبر. وقد استجابت كلية الهندسة بشكل إيجابي وهي تعمل معه كي تعطيه هذا الجهاز المتطور. كما أن كلية الطب شعرت بالدهشة بعدما شاهدت تصميم وحماسة وفرح مايكل إذ أدركت أن مكونات دماغه فريدة.
وتابع الدكتور جبرا أن كل ذلك أتاح لمايكل أن يسير ويتسلق الجبال من دون أي خوف على الإطلاق. ويتمحور حلمه الجديد على تحدي القطب الشمالي، رغم أن هناك من يعتبر أن هذا المشروع غير واقعي ومجنون إلا أن مايكل يؤكد أن لا شيء جنونيًا أو غير واقعي، مضيفا: راقبوني وأنا اقوم بهذا.
ولفت الدكتور جبرا إلى أن حماسة مايكل وما يتمتع به من روح تحد دفع بالجامعة اللبنانية الأميركية إلى دعم مشروعه مؤكدا أن حفل الإطلاق في السراي يهدف إلى إعطاء مايكل كل الدعم الذي يحتاجه ولمساعدته على تحقيق حلمه مؤكدًا أن مشروع الرحلة في القطب الشمالي هدية للبنان ونجاح مشروع مايكل هدية لبنان للعالم.
لازاريني
ثم تحدث لازاريني فقال إن رحلة مايكل في القطب الشمالي تظهر إصراره على تحدي المستحيل، مضيفا أن مسيرة مايكل تؤكد ما يمكن تحقيقه من إنجازات عندما تلتقي الإرادة مع العقول العلمية في العالم. ولفت إلى أن ما قام به مايكل حتى الآن جمع أشخاصًا متعددين في مجالات العلوم ما أدى إلى تحقيق القدرة على تخطي الشلل الجسدي. إن هذا بحد ذاته كاف لكثيرين. إلا أن مايكل يسعى لتحقيق المزيد من خلال رفع الوعي إزاء قضية تهم المجتمع الدولي بأكمله وهي قضية التغير المناخي الذي يشكل التحدي الأكبر، مع توقع تردي الوضع في العالم في السنوات المئة المقبلة. وسأل لازاريني: أي كوكب سنتركه لأطفالنا؟ ولفت إلى أن علينا تحديد ما إذا كان هذا العصر هو عصر ضياع الفرص أم أنه عصر مواجهة التحديات. أضاف لازاريني أن مايكل قرر أن يعبر مئة كلمتر في القطب الشمالي لرفع الوعي حيال المشاكل المناخية وتداعياتها الكارثية وينوي توجيه الدعوة للقيام بعمل عالمي في هذا الإطار. وسيعمل مايكل عن كثب مع فريق من الخبراء بحيث ستشكل كل خطوة يخطوها مايكل في القطب الشمالي انعكاسًا لهشاشة العالم؛ فإذا سقط مايكل في المياه الثلجية فإن ضررًا كبيرًا سيلحق بالجهاز العصبي وسيؤثر على قدرته الإستمرار مما سيدفعه إلى تذكير متابعي رحلته بأهمية المحافظة على مصير كوكبنا وضرورة عدم تجاهل الإنذارات المناخية.
مايكل حداد
ثم تحدث مايكل حداد فتوجه بالشكر إلى كل الذين قدموا الدعم لمشروع رحلته في القطب الشمالي. ولفت إلى أن اتخاذ قرار السير مئة كلمتر في القطب الشمالي تطلب سنتين، وقد قررنا السير في هذا المكان الخطر في العالم على الثلج وعلى المياه من أجل رفع الوعي في موضوع التغيير المناخي ولنقول للعالم إنه من خلال الإيمان والتصميم يمكن للإنسانية أن تنتصر وأن تنجو من تداعيات التغييرات المناخية. وقال إن مشروعه هو عمل جماعي ضمن فريق علمي تحت مظلة الجامعة اللبنانية الأميركية من أجل تأمين التدريب والعلاج الفيزيائي والطب في إطار علم الأعصاب وذلك بهدف القول للعالم إن قوة العقل والدماغ تجعل كل شيء ممكنًا. وختم قائلا: إنني أحمل هويتي إلى العالم وأتطلع إلى المستقبل رافعًا إسم لبنان، فإذا آمنّا يمكننا إحداث التغيير.
حاصباني
ثم تحدث نائب رئيس الحكومة وزير الصحة العامة غسان حاصباني فنوه برعاية الرئيس الشاب سعد الحريري لهذا المشروع، خصوصا أن الرئيس الحريري دعم ويدعم الشباب اللبناني وطموحاته ليس فقط في لبنان بل على الصعد العالمية. وقال إن مايكل حداد الذي حقق انجازات على ارض الوطن، ها هي عينيه على إنجازات عالمية عبر السير في القطب الشمالي في رسالة تحمل بعدين: الاول تحدي واقعه الصحي لتكريس حقيقة ان الارادة سلاح لا يعرف التعب، والثاني التوعية على الخطر البيئي وتداعياته المناخية التي ستغيّر وجه الارض وتهددها مستقبلها إذا ما استمر إرتفاع حرارتها. أضاف حاصباني أننا نلتقي حول شاب تحدى واقعه، وإنتفض على إصباته متسلحاً بارادة فولازية. شاب حطم بالممارسة مفاهيم البعض الخاطئة عندنا وحوّل نظرات الشفقة التي قد تطال ذوي الاحتياجات الخاصة الى نظرات تقدير وإعجاب. شاب أثبت أن الشلل لا يحول دون سير صاحب الارادة باحلامه لتصبح حقيقة. نعم إنها "رحلة من اجل الانسانية"، لأنها تعطي عبرة للبشرية جمعاء بأن الاصابة بالشلل مش "آخر الدني" بل "آخر الدني" فقدان الامل والتقوقع في واقع ما وموت الارادة والحلم.
وهذه الرحلة هي في آن صرخة من أجل البشرية، فالتبدلات المناخية تتطلب وعياً جماعياً وتضافراً للجهود. نعم العالم أضحى قرية كونية ليس فقط تكنولوجياً بل ايضاً بيئياً، ومن هنا فالمشاكل البيئية أصبحت بجزء منها عابرة لحدود الاوطان وإختلافات الاتنيات والفوارق بين الطبقات، والحلول تتطلب ليس فقط علاجات آنية وموضَعية بل رؤية استراتيجية لكيفية الحد من التداعيات السلبية للتطور عبر البحث عن بدائل لما يهدد حراراة الارض ويرفع منسوب التلوث.
أضاف حاصباني أن لبنان أعطى ويعطي رجالات برعوا في ميادين عدة، وتركوا بصماتهم في المسيرة البشرية. ومايكل حداد برحلته الى القطب الشمالي يجسد طموح الشباب اللبناني وارادته وحبه للحياة، وروح التحدي لديه، التحدي بإيجابية. قوته أولاً أنه متصالح مع ذاته، وهو حتماً سيكون من هؤلاء الرجالات. لكن حلم مايكل بهذه الرحلة ما كان ليتحقق لولا ايمان كثر به، يرعون هذا الحلم معنوياً ومادياً، ومنهم الجامعة اللبنانية الأميركية التي تسعى عبر فرق ابحاثها ان تحول تجربة مايكل الى منفعة طبية للبشرية. فكل الشكر لهؤلاء الحالمين مثلنا مع مايكل وكل التوفيق له في "رحلة من اجل الانسانية".
الحريري
ختامًا أدلى الرئيس سعد الحريري بكلمة قال فيها: "مايكل انت بالفعل شخص فريد من نوعه كونك قمت بهذا التحدي الذي لم يقم به العديد من الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة بدنية جيدة ، ولكنك التزمت القيام بأمر غير عادي واعتقد ان هذا الامر يعكس شجاعة كبيرة من قبلك. انا لم أكن اعرف الكثير عنك ولكني عندما سمعتك تتكلم اليوم وتقف هنا، وبعدما سمعت ما قلته اشعرتني بالإلهام مع كل التحديات التي اواجهها والتي اعتقد انها تحديات صعبة ولكنك جعلتها سهلة عليّ وبالتالي اشكرك.
أضاف: بين كل فترة وأخرى يطل علينا شخص مميز، ومايكل احد هؤلاء الأشخاص الذين يجعل الشباب والشابات ينظرون الى حالتهم التي يعتقدون انها مأساوية وانه عليهم ان يفقدوا الامل جراءها، ولكن من يراك يقول كلا، لا يمكن للإنسان ان يفقد الامل، وانت انسان تبث الامل واود ان اشكر كل من عمل مع معك، دولة نائب رئيس الحكومة ومعالي الوزراء والجامعة الأميركية اللبنانية والأمم المتحدة على الجهد الذي يقومون به مع مايكل ، وانا سأتابع كل خطواتك ان شاء الله.
وفقك الله واعتبر اننا جميعا هنا نقف وراءك باستمرار واي امر تحتاجه نحن مستعدون كدولة او كأشخاص او كأصدقاء ان نكون الى جانبك. وفقك الله بهذا التحدي الكبير وان شاء الله ترفع رأس لبنان والشباب والشابات خارج لبنان وحيثما تواجدت".